المقالات

حوار الملل والنحل..!

1706 2019-01-13

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بحكم مهامي كإعلامي ومنخرط "متورط" بالحقل السياسي، ألتقي وبشكل يومي وربما في اليوم عدة مرات، مع ساسة عراقيين من مختلف الملل والنحل، مستعيرا أستخدام هذا التعبير، من عنوان كتاب  الشهير "الملل والنحل"..

حصيلة لهذه اللقاءات التي لا حصر لها، تكونت عندي فكرة، تحولت لاحقا الى قناعة نهائية، تختصر كثير من ما يجول في خواطركم، عن أحوال الساسة وتصرفاتهم وعلاقاتهم البينية، وكيف يبنون مواقفهم ويتخذون قراراتهم..

معظم من ألتقي من الساسة، يتميزون بأناقة مفرطة، فهم يرتدون أفخر البدلات، ويحتذون أفضل الأحذية، ويرشون على أنفسهم عطورا من ماركات راقية، وإن بدوا قد إستعاروا تلك الأناقة حديثا، لكن الحق يقال؛ أنهم يتحلون بدماثة الأخلاق معي على الأقل! فمعظمهم يختار كلماته بعناية، لأنهم يعرفون أن مهمتي الرئيسية، هي تلقف ما يأفكون!

المحصلة التي خرجت بها بعد ستة عشر عاما، من العمل السياسي العلني، وقبلها بقدرها من العمل السياسي السري، أن معظمهم يعاني من إزدواجية الشخصية والرأي، فهم يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون، ولا يخجلون من ذلك، ولا يعدونه عيبا، بل هو عندهم؛ من متطلبات العمل السياسي وأول ابجدياته..وهذا ديدنهم على الأعم الأغلب..

في أغلب أحاديثهم الإعلامية أو مع بعضهم بعض، يكتسب ذكر الضرورات القصوى؛ للتعاضد والتآزر بعدا رومانسيا أخاذا, فتحسب أنهم جميعا عشاق لهذا الوطن، بل وعبيد وخدم لشعبه.

معظمهم يتحدث بعبارات، تبدو وكأنها مطبوعة على آلة كاتبة، أكاد أسمع صوت ضربات حروفها، وهم يتحدثون عن ضرورات الحوار، وأن لا سبيل لحل المشكلات إلا بالحوار، وانه الطريق الأوحد، لبناء مواقف مشتركة تخدم العراق والعراقيين.

لكن ومع كل هذا وذلك، فلا وجود لأي حوار على ارض الواقع، فما أن يتم الإعلان عن حوار حتى يتم تأجيله، لان هناك شروطاً لبدءه، تستدعي شروطاً مضادة..وهكذا دواليك!

الحقيقة أنه يمكن تفسير هذا الواقع الغريب، بوجود أجندتين للحوار؛ الأولى وهي الأكثر أثرا وتأثيرا، أجندة خاصة مضمرة تقوم على التفرد والذاتية، وغالبا ما تبنى على مال مدفوع، أو إرتباط مشبوه، بأجندة خارجية، أو أمراض طائفية، سواء كانت طائفية سياسية أو مكوناتية.

ألأجندة الخاصة، لا يطرحونها بالتأكيد على طاولة الحوار! لذلك يصعب على الآخر التعرف عليها، و بما أن لكل الأطراف أجنداتهم الخاصة، فان الحوار يصبح حوار الطرشان.

الثانية تمثل الأجندة العامة المعلنة، ولان الأجندة العامة ليست صادقة ولا حقيقية، فأنها تركز على العموميات؛ والغموض بالمواقف والتصرفات، وذلك يمكن المتحاورين؛ من التهرب من نتائج الحوار، إذا لم تكن تخدم أجنداتهم الخاصة، أو الأجندات المدفوعة الثمن.

بسبب أن أصحاب الأجندات الخارجية الذين يسيرونهم، يريدون أن يبقى العراق في أزمة دائمة، فهم يفتعلون دائما الأزمات، حتى تحول العمل السياسي لديهم، الى مجرد إثارة أزمات كهدف دائم، وكنتيجة عرضية لهذا الحال، نرى أنهم لا يرون إلا أنفسهم، وبعدسة محدبة تكبر ذواتهم..

العلاقات بين الأطراف السياسية العراقية، لا تعرف أن تقديم تنازلات متبادلة، من بين وسائل العمل السياسي!

كلام قبل السلام: كل طرف، يخاف إن هو بادر الى تقديم أي تنازلات، أن لا يقابله الطرف الآخر بتقديم تنازلات متساوية أو مقابلة، ولذلك يلجأ اصحاب الأجندات الخاصة المشبوهة الى لغة التخوين، التي غالبا ما ترد عليهم!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك