المقالات

لوبيات قذرة تقرر إحتياجنا لأمريكا

2066 2019-02-17

أمل الياسري


(16) سنة من التغيير والعراق لم يستعد كامل سيادته، فما زالت الساحة العراقية مسرحاً لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية، لذا ما زلنا بين مطرقة تدريب القوات الأمريكية للجيش العراقي، وسندان عودة الإرهاب لأراضينا، وبهذه الحجج والذرائع، يبقى ملف التواجد الأمريكي على الأرض ملفاً شائكاً، فهل يستطع العراقيون خصم هذا الملف، وإجلاء المحتل التقليدي الزاعم لمحاربة الإرهاب عن أرض العراق، لكنها بنفس الوقت تسلك الطريق الخطأ للبقاء. 
معظم المراقبين للعمليات العسكرية التي جرت بعد عام (2014)، بدخول عصابات داعش التكفيرية وإستباحة مدننا، وإنطلاق فتوى الجهاد الكفائي، وتشكيل فصائل الحشد المقدس، وحتى قبل أعوام الإرهاب أي بعد دخول القوات الأمريكية (2003)، يلاحظون أن هذه القوات، كانت عامل تأخير في معركة القضاء على داعش، وما أبدعوا فيه هو الإستمرار بنهب ثروات العراق، ولذلك يسعون للنيل من الحشد، لأنه كشف زيفهم ومنع تنفيذ مخططاتهم القذرة. 
اللوبيات الأستكبارية سعت دائماً، الى إدارة الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً الخليج العربي لما له من موقع متميز وثروات لا تنضب، وعلى يد رجالاتها أو أذيالها من دول الجوار، فتضرب مَنْ تشاء، وتتدخل في شؤون مَنْ تشاء، وتُنصب نفسها شرطياً على أية منطقة متى ما تشاء لتنتهك سيادتها، واليوم تتخذ شكلاً جديداً للمواجهة مع إيران، وساحة العراق هي المنطلق، فأين تجرنا هذه اللوبيات الإستعمارية؟ 
صفقة القرن إكتملت بعقد مؤتمر وارسو، حول التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، الذي يدرك العراقيون معه أن القضية الفلسطينية باتت في طي النسيان، فمهمة هذا المؤتمر الفاشل، هو مواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران، بعيداً عن قضية العرب المركزية، مع علمنا ان التطبيع مسألة اكل عليها الزمن وشرب، حتى أتخمت مدللة أمريكا (إسرائيل) من كثرة التطبيعات، والزيارات، والأجندات الخادمة لها، أفبهذا الحديث أيها الساسة العراقيون تقبلون؟! 
التنافس القائم بين القوى السياسية، جعل البيت العراقي ضعيفاً، منقسماً حتى بين البيوتات نفسها، فسمح للتدخلات الخارجية، بأن يكون لها وقع خاص وأجندة اكثر خصوصية، وتم التعامل وكأنه تحت الوصاية الأمريكية، لتقود الأخيرة حروباً مزاجية بالنيابة، ومد بعض دول الجوار بالوقود السياسي، لإشعال نيران التناحر والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وما عاد للحكومات السابقة والحالية حول أو قوة، (فظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيرة). 
هناك جهات عراقية وطنية، رافضة للتواجد الأمريكي على الأرض، لكن رغم الرفض نلاحظ أن الموقف الحكومي غائب وغير معلن بوضوح، كما أن البرلمان يبدو وكأنه مكبل بعمل قديم جديد، ومنقوص فيما يخص هذه القضية، خاصة وأن قوى الحشد الشعبي، ترفض وبقوة بقاء هذه القوات وتحت أية ذريعة، وتنفيذ أي لوبي خائن ومتآمر، فذلك يعني وجود مَنْ يحاول خرق سفينة العراق من الوسط، وذلك لن يكون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك