سجاد العسكري
واجه العراق عبر تاريخه الكثير من الاطماع لموقعه الجغرافي وموارده الطبيعية كالنفط ,فتعرض الى الاحتلال عبر مراحله التاريخية وتنوع هذا المحتل في الاسلوب والهمجية ومنه خارجي واخر من نفس المنطقة كالوهابي الذين هجموا وعاثوا في النجف وكربلاء المقدستين فسادا وسرقة مقتنيات ثمينة خاصة بالحرم العلوي والحسيني , والخراب الذي اصاب المدينتين والدمار, وهذا الاعتداء لاينظر الى الموقع او الموارد ؛لأن دوافعه العنصرية الطائفية البغيضة .
فمابين الاحتلال والحروب والغزو والحصار الاقتصادي ومن ثم الارهاب, كان العراق يتقلب على نار هادئة , استنزف فيها الموارد المهمة وخصوصا الاقتصادية حتى بات مستهلك من الطراز الاول يتكل في اطعامه على الاستيراد من خارج الحدود, لتنتهي فرص التفكير من اعادة الصناعة التي تبكي دما لأهمالها المتعمد وقد يكون مقصود اوغير مقصود , بالنتيجة القضاء على التمويل الذاتي وفرص العمل , اما الزراعة فسلام عليها لأنها تلفض انفاسها الاخيرة والفلاح يقع في مصيدة المحاصيل المستوردة وبين الدعم والقروض التي طالما كانت في غير محلها لتذهب لمافيات – الشيخ الفلاني والشخصية الفلانية – لتنتج لنا محاصيل متنوعة بالمئات ؛لكن حبر على ورق ليس الا ! اما الفلاح الذي يجد ويزرع يحصل على فتات لايسد اتعابه .
وكل هذا وغيره نتيجة صراع الثروة والسلطة لتاخذ اتجاها تصاعديا ,لكنها اخذت بالاستفحال بعد التدخل الامريكي المباشر بالعراق منذ 2003م ,لتحل بنا الكوراث والنزاعات الاقتصادية والاجتماعية لتطيح بالاقتصاد والبنية التحتية والانتاجية ومعرضة حياة المدن والالاف لمخاطر الموت والتهميش , ورغم الكوارث فقد ابدى المجتمع مرونة وصمود ليس لها مثيل ؟! هنا بالضبط الخطر الاكبر! بالرغم من كل هذه الاحداث وما ترتب عليها من مساس حياة وخدمة الافراد والمجتمع , ومن تقديم الاهم على المهم وتحديد اولوية الاخطار الكارثية والحد منها , وعلى الحكومة ان تتحمل على عاتقها المسؤولية القانونية والشرعية في الحفاظ على المورد البشري الذي صمد في مواجهة الكوارث؟!
فالخطر الاكبر هو استهداف العنصر البشري العراقي الصامد والمطيع للقيادة الدينية والذي يمثل الاغلبية التي استطاعت الحفاظ على الفطرة المكتسبة من مرارة الحكام والظلام والكوارث المفتعلة للضغط عليه , وبذل جهود حثيثة خبيثة في تغير هذه الفطرة او فرض مواقف لتنحيتها عن اخذ دورها المناسب , فقد بدء التسقيط المبرمج وكان المستهدف الاول القدوة ورجل الدين وعلماء الى ان بدء التاثير لتغير هذا الاحترام والقدسية الى تجاوز وتطاول , لينشاء جيل منسلخ كليا عن هذا الارث الكبير الذي طالما وقف بوجه الظلم وحكام السلطة والجور .
لا تزال مخططاتهم قائمة على قدم وساق لتغير الفرد والمجتمع وتخليه عن القيم المكتسبة والتي تعكس حضارة وثقافة المجتمع بشكل عام , ومنها هي انطلاق بث قناة تحمل( MBC العراق ) وما ادراك ما الـ(MBC) التي تبث سمومها لمختلف العالم الاسلامي والعربي باسلوب مثير شيق , حتى اسرع اليها ممن يسمون انفسهم فنانين لاهثين خلف دولارات الخليج التي وصلت الى ابعد مكان في العالم لنشر الكراهية والعنصرية والطائفية , وهي صاحبة المواقف السلبية لدعم الارهاب ثوارها داعش .
علينا الانتباه من الحرب الناعمة وغسل العقول واستمالة النفوس والنتيجة استهداف الرأي العام ,والفرد والعائلة والمجتمع العراقي ,فهنا يكمن الخطر الاكبر وهم يعلمون ذلك لذا عمدت الاجندة الخارجية بمعونة عملائهم الخونة من الداخل في دس سموم افكارهم وافعالهم , ومنها التسقيط وقنوات الفتنة والراب المسمى بالحسيني...؛لكن الرهان على وعي الجماهير والتزامهم بقيادة حكيمة كالمرجعية الدينية هو من يخيب مخططاتهم ذات الخطر الاكبر.
https://telegram.me/buratha