ليث كريم الخفاجي
نظام الحكم هو اللبنة الأولى لبناء الدولة فمن اختار النظام الحالي للحكم في العراق ؟ وما مدا انسجم هذا النظام مع طبيعة المجتمع العراقي , وتكوينه الديموغرافي ؟, وما دور هذا النظام بارتفاع هوية المكونات على حساب الهوية العراقية مؤخرا ؟ وما أثره على ضياع هيبة الدولة , وكيف سيطمأن النظام البديل مخاوف المكومات ؟ .
يعد العراق بحكم موقعة , وثرواته البشرية والمادية من اعقد التحديات لجميع القوى الداعمة للكيان الإسرائيلي , فمنذ 1973 وبعد حرب تشرين التي خاضها العراق إلى جانب العرب ضد إسرائيل بدأت الولايات المتحدة , وحلفائها التفكير بجديه لإيجاد كيفيه لتحجيم هذه البلد و إخراجه من معادله الصراع مع إسرائيل .
فالصفحة الأولى من مخطط التدمير كانت بخلق النظام الدكتاتوري الذي قتل الروح الوطنية , ومزق الشعب طائفيا وقوميا , إما الصفحة الثانية فكانت بعد الاحتلال الأمريكي في 2003 وتمثلت بزرع النظام البرلماني المكوناتي الطائفي كقنبلة موقوتة في دستور البلاد , مع علمهم والجميع بعدم ملائمة النظام البرلماني بشكله الحالي للدول المتعددة القوميات , والطوائف , لأنه يرسخ البعد القومي و الطائفي على حساب التوجه الوطني , ويعمق الخلاف بينهما .
هذا النظام المتعثر والمتلكئ تسبب والى حد كبير بضياع هيبة الدولة وبزوغ الهويات الصغيرة على حساب الهوية الوطنية الأكبر , و ضياع ما يقارب ألاف مليار ( بليون ) دولار بسبب خلق ثغرات ناتجة من تعدد مصادر القرار في هذا النظام تسلل من خلالها حيتان الفساد , وأمراء الإرهاب ,كما تسبب بترهل مؤسسات الدولة بفعل كثره الوزارات والدوائر الغير ضرورية إرضاء لبعض المكونات كذلك تسبب بمقتل 201 ألف مواطن بسبب حاله الاصطفاف الطائفي التي ظهرت مع هذا النظام المزروع خبثا في جسد الدولة , فكان هذا النظام وبدون منافس الجذر لجميع الويلات التي مرت على العراقيين منذ اعتماده والى اليوم .
فإلى أين .. 15 عام والدولة تتخبط , و يوما بعد يوم الشعب يفقد سيادته على أراضيه فالقوات الأمريكية تتحرك بكل حرية و دون إذن , وتنشا القواعد والمعسكرات وتتوعد دول الجوار بالحرب من الأراضي العراقية , والشعب فقد الكثير من نسيجه الاجتماعي ولازال يفقد , والبطالة في أعلى مستوياتها , والفقر يتكاثر بأرقام مرعبة لا تكاد تصدق لبلد نفطي , والتعليم في أدنى مستوياته عالميا , ومستوى الجريمة في أوج ارتفاعه , حتى صنف العراق كواحد من اخطر بقاع الأرض .
بعد 15 عام من النظام البرلماني برزت ضرورة ملحه لتغيره بالشكل الذي يراعي مخاوف بعض المكونات من دكتاتوريه التي قد ينتجها النظام الرئاسي , كذلك ينهي مهزلة النظام البرلماني و يبرز في هذا الصدد النظام السياسي شبه رئاسي , وهو نظام يتسم بالسرعة والسلاسة في التخطيط والتنفيذ لحسرها بيد رئيس الوزراء متجاوزا عقبه البرلمان في تعطيل المشاريع , كذلك يؤمن عدم صناعة دكتاتوريه من خلال توزيع السلطات الرئيسية بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء , وهو نظام معتمد في عدد من الدول مثل فرنسا والبرتغال والبرازيل واثبت نجاحه فيها .
ويتلخص النظام السياسي الديمقراطي شبه رئاسي , بان ينتخب الشعب أعضاء البرلمان ورئيس الوزراء , بينما ينتحب البرلمان رئيسه , ورئيس الجمهورية , يكون في هذا النظام , رئيس الجمهورية هو القائد العام للقوات المسلحة والمكلف بحماية الدستور , بينما يعطى رئيس الوزراء صلاحيات مطلقه في اختيار الوزراء وفي مجالي التخطيط والتنفيذ , ويقتصر دور البرلمان على الرقابة و متابعة التنفيذ , كما يحدد هذا النظام مدة حكم الرئاسات الثلاث بولايتين فقط غير قابله للتجديد , كما يحق لكل دوله تغير بعض فقرات بما يناسب شعوبها .
https://telegram.me/buratha