زيد الحسن
يُروى بأن أحد الملوك ، طلب من عامة الشعب ، بأنه إذا جاء أحدهم بعذر أقبح من ذنب ، فإنه سوف يكافئه مكافأة مجزية ، تقدم الكثير ولكن لم يستطيع أحد ، أن يأتيه بعذر أقبح من ذنب ،
وفي يوم من أحد الأيام الربيعية ، حيث النسيم العليل ، حينما كان الملك جالساً في حديقة قصره ، غفيت عينه وذهب في النوم ، وبينما هو نائم ، جاء خادمه وقام بتقبيله ، فاستيقظ الملك غاضباً ، وأمر أن يجلد الخادم مائة جلدة ، على فعلته وتجرئه على تقبيل الملك ، قال الخادم للملك : يا سيدي ، إنني مظلوم ، لم أعرف بأنك أنت النائم ، فقد ظننت أن الملكة هي النائمة هنا ، ولست أنت ، فاستشاط الملك غضباً ، وقال له : ويحك تريد أن تقبل الملكة ؟ فأمر الملك أن يعدم هذا الخادم ،
عندها قال الخادم للملك : يا سيدي ، ها أنا أتيتك ، بعذر أقبح من ذنب ، فأنا عندما أذنبت وقمت بتقبيلك ، أمرت بجلدي ، وعندما أتيتك بعذر أمرت بإعدامي ، إذاً أنا أتيتك بعذر أقبح من ذنب ذلك الذي اقترفته .. لذلك فإنني أستحق الجائزة .
الساحة السياسية في العراق تمد مؤلفي السيناريوهات الفكاهية بنصوص رائعة ، ولا تجعلهم دون عمل ، تقدم لهم احداث ساخرة من ارض الواقع فاقت بغزارتها قصص الف ليلة وليلة ، حتى ان شهريار ضاع اسمه وترملت شهرزاد .
السيد محافظ البنك المركزي حين قدم اعذاره وتبريراته عن غرق المليارات جعل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تعج بمنشورات السخرية والضحك ، رغم الآلم الذي يعتصر قلوب العراقيين لكنهم جعلوا تلك الجريمة المخزية تأخذ طابع كوميدي ساخر تناولته القنوات الفضائية لكل دول العالم .
الكثير من ساستنا لهم تبريرات عن فشلهم وفسادهم نستطيع وصفها بالمستفزة او بالاحرى نالتها صفة الاستهتار بالشعب بصورة مطلقة .
اخر تبرير اوجعنا واصاب بنا مقتل وجعل الخيبة تطرق ابوابنا بعد ان اعتقدنا ان بين عيون حكومتنا يرقد الشعب وداخل همة الحكومة تعيش الحلول الناجعة لتضميد جراحاتنا ، كان التبرير عن فضيحة توزيع مادة ( العدس ) حيث قال ؛ هي مادة فائضة واردنا توزيعها على افراد الشعب .
سيدي رئيس الوزراء الشعب الذي يسكن العشوائيات والذي حاربناه نحن قبل اي مؤسسة اخرى ، سبب انشائه لتلك العشوائيات انكم ياساستنا لم تمنحوهم اراضي سكنية ، فهل هذه الصحارى في العراق ليست فائض لديكم ، سيدي النفط العراقي الذي يهرب خارج البلاد ويمنح لكل من هب ودب أليس فيه فائض لهذا الشعب المسكين ؟ سيدي الترليونات المهدورة على فساد المنظومة السياسية أليس فيها فائض للشعب المنكوب ؟ .
يبدوا ان الفائض الحقيقي لدينا نحن العراقيين ، نعم نحن نملك الارواح والدماء وهي فائضة عن حاجتكم ، منحكم خيرة شباب العراق دمائه التي ثبتت ركائز بقائكم في مناصبكم وتنكرتم لها ، هي فائضة الان بحسب تصوراتكم ، سيدي اعذاركم واهية وتدل على الاستهتار اقولها وليس معها أي اعتذار..!
https://telegram.me/buratha