سجاد العسكري
هل يوجد فوارق بين قيادة واخرى ؟ نعم فوارق تصنعها الظروف والبيئة المحيطة , فالقيادة كالفاكهة فهنالك فاكهة تتعرض الى ظروف مناخية ما في وقت معين من فصول السنة لتتذوق طعمها فتكون عادية كاخواتها ومنها الناضجة وغير الناضجة , وهناك فاكهة تستمر ابعد من فصلها المخصص فتتعرض الى ظروف بيئية غير طبيعية لتستمر كما هي, وتكون اكثر نضجا والذ طعما من سابقاتها ,وفي هذه الظروف يسقط بعضها ويبقى البعض الاخر ,فالقيادة كالفاكهة منها قيادة طبيعة واخرى تمتاز بالبقاء فكرا .
فالظروف التي مر بها شهيد المحراب كانت قاسية على الشيعة ولعل اقساها حكم البعث وصدام المجرم والتي مارس فيها شتى وسائل الضغط على الحوزة العلمية وعلمائها فتعرضوا للمطاردة والاعتقال والقتل والتعذيب والاعدام , ومن الطرق التي اتبعها النفي الى خارج العراق للتخلص منهم ليعيش العراق في فترة مظلمة مفرغة من علمائه ,ويعثوا فيه المفسدين وفسادهم ويحاولوا ان يلطخوا الجميع بمفاسدهم الدنيئة ؛لذا هذه الظروف صنعت رجال ثابتون على الحق ومنهم شهيد المحراب محمد باقر الحكيم "قدس".
فنفي وهجر بعد اعدامات طالت اسرته , لم يقف مكتوف الايدي فداب مع مجموعة الرجال الغيارة على بلدهم من ظلم الطاغوت وازلامه لأنشاء عدة حركات تمخضت عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي ضمت شخصيات علمائية ورجال فكر , وكان السيد في تلك المرحلة بالرغم من مشاغله الكثيرة كان يشخص من بين الرجال نماذج صالحة للقيادة ,فاودع بين ايديهم مهام جسام ,لأنه لاحظ فيهم القدرة على التاثير في الاخرين ولديهم الرغبة في تحقيق اهداف المجموعة الصالحة والتي من خلالها تحقيق الاهداف المطلوبة .
فرسخ فيهم العقيدة الصحيحة لتكون منطلقا لحمل الفكر الاسلامي الاصيل واداء دورهم في البناء الرسالي , ونشرالموروث الحضاري الصادر عن ائمة اهل البيت عليه السلام , وهو مايضمن الاستقطاب والتفاعل الهادف لجذب المشاعر المتدفقة والاحاسيس الثائرة وتوجيهها ميدانيا للعمل لتكون ذات نتاجات مثمرة في شتى حقول المعرفة والثقافة والمشاريع الانسانية التي لاتزال مستمرة بفضل ودورشهيد المحراب الذي صنع مجموعة مؤمنة من القادة ولا غبار عليهم . ومنهم من مسك مفاصل مهمة ليشهد لهم القاصي والداني بالكفائة والنزاهة .
فالقيادة لا تعتمد على الاغراء المادي او الموقع الجيد في العمل , بل تعتمد على مدى تحفيز القائد للافراد وبذل الجهود والطاقات في انجاز المهام , وكذلك الطاعة الواعية والمعرفة بدور القيادة الدينية والسياسية التي يسير خلفها المصحلين والمجاهدين الذين يمتلكون خبرة وتجربة , وكذلك معرفة دورهم في ظل الظروف التي تحيط بهم ,فكان من نتاجات شهيد المحراب ثلة من المجاهدين المتصدين والذين استشهدوا في هذا الطريق ولم يتركوا العمل الرسالي, ومنهم من يعمل جادا نحو التغير الى الافضل وتثقيف الاخرين بما يدور في العراق .
كانت لهم صولات واقربها هي عند سماعهم لفتوى الجهاد الكفائي من المرجع الامام السيدالسيستاني"دام ظله" ليلتحقوا بساحات الحرب التي جربت صولاتهم وعزمهم ولم تعرف يوما انهم قد هزموا او فروا او تراجعوا , فلبوا النداء مسرعين مرفوعي الرؤس فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا , سطروا اروع المعاني والصور في الرجولة والشهادة والتضحية والايثار لتحقيق النصر ولا تنكسر عصى الاسلام , نعم هم صنع المرجعية العليا المصلحين الثائرين المجاهدين في كل زمان ومكان , ولا زالوا يرددون قولتهم هو دعاء المجاهدين (فأن عدتم عدنا ).
https://telegram.me/buratha