المقالات

مجاهدون صنع شهيد المحراب

1852 2019-03-02

سجاد العسكري


هل يوجد فوارق بين قيادة واخرى ؟ نعم فوارق تصنعها الظروف والبيئة المحيطة , فالقيادة كالفاكهة فهنالك فاكهة تتعرض الى ظروف مناخية ما في وقت معين من فصول السنة لتتذوق طعمها فتكون عادية كاخواتها ومنها الناضجة وغير الناضجة , وهناك فاكهة تستمر ابعد من فصلها المخصص فتتعرض الى ظروف بيئية غير طبيعية لتستمر كما هي, وتكون اكثر نضجا والذ طعما من سابقاتها ,وفي هذه الظروف يسقط بعضها ويبقى البعض الاخر ,فالقيادة كالفاكهة منها قيادة طبيعة واخرى تمتاز بالبقاء فكرا .
فالظروف التي مر بها شهيد المحراب كانت قاسية على الشيعة ولعل اقساها حكم البعث وصدام المجرم والتي مارس فيها شتى وسائل الضغط على الحوزة العلمية وعلمائها فتعرضوا للمطاردة والاعتقال والقتل والتعذيب والاعدام , ومن الطرق التي اتبعها النفي الى خارج العراق للتخلص منهم ليعيش العراق في فترة مظلمة مفرغة من علمائه ,ويعثوا فيه المفسدين وفسادهم ويحاولوا ان يلطخوا الجميع بمفاسدهم الدنيئة ؛لذا هذه الظروف صنعت رجال ثابتون على الحق ومنهم شهيد المحراب محمد باقر الحكيم "قدس".
فنفي وهجر بعد اعدامات طالت اسرته , لم يقف مكتوف الايدي فداب مع مجموعة الرجال الغيارة على بلدهم من ظلم الطاغوت وازلامه لأنشاء عدة حركات تمخضت عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي ضمت شخصيات علمائية ورجال فكر , وكان السيد في تلك المرحلة بالرغم من مشاغله الكثيرة كان يشخص من بين الرجال نماذج صالحة للقيادة ,فاودع بين ايديهم مهام جسام ,لأنه لاحظ فيهم القدرة على التاثير في الاخرين ولديهم الرغبة في تحقيق اهداف المجموعة الصالحة والتي من خلالها تحقيق الاهداف المطلوبة .
فرسخ فيهم العقيدة الصحيحة لتكون منطلقا لحمل الفكر الاسلامي الاصيل واداء دورهم في البناء الرسالي , ونشرالموروث الحضاري الصادر عن ائمة اهل البيت عليه السلام , وهو مايضمن الاستقطاب والتفاعل الهادف لجذب المشاعر المتدفقة والاحاسيس الثائرة وتوجيهها ميدانيا للعمل لتكون ذات نتاجات مثمرة في شتى حقول المعرفة والثقافة والمشاريع الانسانية التي لاتزال مستمرة بفضل ودورشهيد المحراب الذي صنع مجموعة مؤمنة من القادة ولا غبار عليهم . ومنهم من مسك مفاصل مهمة ليشهد لهم القاصي والداني بالكفائة والنزاهة .
فالقيادة لا تعتمد على الاغراء المادي او الموقع الجيد في العمل , بل تعتمد على مدى تحفيز القائد للافراد وبذل الجهود والطاقات في انجاز المهام , وكذلك الطاعة الواعية والمعرفة بدور القيادة الدينية والسياسية التي يسير خلفها المصحلين والمجاهدين الذين يمتلكون خبرة وتجربة , وكذلك معرفة دورهم في ظل الظروف التي تحيط بهم ,فكان من نتاجات شهيد المحراب ثلة من المجاهدين المتصدين والذين استشهدوا في هذا الطريق ولم يتركوا العمل الرسالي, ومنهم من يعمل جادا نحو التغير الى الافضل وتثقيف الاخرين بما يدور في العراق .
كانت لهم صولات واقربها هي عند سماعهم لفتوى الجهاد الكفائي من المرجع الامام السيدالسيستاني"دام ظله" ليلتحقوا بساحات الحرب التي جربت صولاتهم وعزمهم ولم تعرف يوما انهم قد هزموا او فروا او تراجعوا , فلبوا النداء مسرعين مرفوعي الرؤس فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا , سطروا اروع المعاني والصور في الرجولة والشهادة والتضحية والايثار لتحقيق النصر ولا تنكسر عصى الاسلام , نعم هم صنع المرجعية العليا المصلحين الثائرين المجاهدين في كل زمان ومكان , ولا زالوا يرددون قولتهم هو دعاء المجاهدين (فأن عدتم عدنا ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك