المقالات

يطلب مرعاه الجديد معلقاً بأستار المحراب!

2058 2019-03-02

أمل الياسري


العراق بلد مليء برجال التضحية، والفداء، والصبر، والصمود، والبناء، وما يشد عزيمتهم التي لن تلين، هو وجود مفاهيم ومقومات النهضة الحسينية، لتسكن وجدانهم وضمائرهم، لذا يعتبرونها بداية الإنطلاق، فعندهم كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.
العراق فيه قيادات كبيرة لم تقم بالإدعاءات، وإنما قارعت الطاغية المقبور، بفعل ما إمتلكته من مؤهلات مرتبطة برؤية، ومنهج، ومشروع، فكانت الشهادة عنوان محرابه، ليطلب مرعى جديداً بعد سنوات الفراق عن بلده، فكان اللقاء أجمل ما يكون!
العراق وقف على ساحل بحر لُجيّ، يبحث عن مكنونات هذا القائد الحكيم، الذي ما برحت أسرته تحارب الظلم والطغيان أينما كان، ومرت ملايين الأيام محملة بالمآسي، تجرف حياة العراقيين آملين عودته، لينعش ذاكرتهم بشواطئ الفرح ولو قليلاً.
العراق طريقه لن يكون معبداً بالورود، لكنه لم ولن يستسلم للإرهاب، ولابد من يوم للخلاص، فنهضت القصة من جديد، لأنها أصلاً لم تتوقف أو تنام، فوطنه يعيش بوجدانه، رغم أن رسائل الموت، تدمي قلبه المتلهف للشهادة في محرابه.
العراق عاش أيام الطاغية، بين السلطان والشيطان، واللذين أخذا منه أحلامه وطموحاته، ولم يتركا لنا سوى الدم والدمع، لذلك رفض شهيد المحراب، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) العيش مع حياة لا يملك حريته فيها.
العراق لحظة الولادة في عام(2003)، عاش موتاً مؤجلاً، لكن الأعداء من أذناب الشيطان الأكبر، أرادت القضاء على عالم حكيم وقائد ثوري، لا يكترث لمطامع السلطة والنفوذ، ولن ينفذ أجنداتهم الخبيثة، ويرفض واقعهم جملة وتفصيلاً. 
العراق حينما نادى مغتسل الجثث، فإنه رسم مخلوقات نورانية لا يستطيع تكفينها، لأنها أرواح طلبت المجد بصمت وهدوء، ولذلك وجدت في المحراب المقدس مكاناً آمناً مطمئناً، لتعيش نفسه الراضية المرضية، فكتب أبجديته العنقاء بدمه الطاهر.
العراق أيام النظام المقبور أرض ركلتها الحقيقة، وحدود حريتها مرهونة بالقائد الضرورة، فمرر أكاذيبه عبر البوابة الشرقية للوطن العربي، لكن ليث الجنوب الثائر، كان يكتب تأريخ الحكيم الجهادي، ويقتحم أوكار المنحرفين لينتصر أمام أعيننا قولاً وفعلاً.
العراق بعقوله المترجلة من خيول الغربة، الناطقة بالحق منذ بدء رحلتها للطاغية، الذي حاول شطب الجنوب من الوجود بطقوسه الحرة، لكن شهيد المحراب برجبه الأصب، تحمل المشاق، وجدد الميثاق، ليتجدد العناق، فالى ربك يومئذٍ المساق.
الأول من رجب، ذكرى إستشهاد السيد محمد باقر الحكيم (قدس)، بطل الجنوب وقائد حلم العراق، الذي تحقق بفضل جهاده لـ (35) سنة، بقي يطلب مرعاه معلقاً باستار الكعبة لينال الشهادة، فعليك ومنك السلام يا شهيد المحراب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك