أمل الياسري
الإبن(الخامس) للإمام محسن الحكيم (رضوانه تعالى عليه)، والولادة في ( 25 جمادي الأولى من عام 1358هـ/1939 م)، إلتحق بالحوزة العلمية وعمره (12عاماً)، وعاصر في حياته (3) مرجعيات، وهي مرجعية والده السيد محسن الحكيم، زعيم الطائفة الشيعية، والسيد أبو القاسم الخوئي، والسيد محمد باقر الصدر (قدست أرواحهم الزكية)، ولتميزه ونبوغه فقد درّس علوم القرآن والفقه المقارن لمدة (11عاماً)، حتى أغلقت كلية أصول الدين ببغداد من قبل البعثيين، وإعدم أكثر من (60) شهيداً من آل الحكيم، فأي إيمان مطلق؟ وأي توكل يا بقية السيف؟!
تعرض لـ (9) محاولات إغتيال،وتعرض لتعذيب شديد في زنزانة بسجن إنفرادي، لم يكن يميز فيه الليل من النهار، إستطاع بعد سنة ونصف من مغادرة العراق، حينما تم إعدام السيد محمد باقر الصدر(قدس)، متوجهاً لسوريا ثم الى إيران، وإسس فيلق بدر ضم (عشرات الألوف) من المجاهدين، لمواجهة ومقارعة الطاغية صدام وبعثه الكافر، وبعد أكثر من عقدين بعيداً عن العراق، عاد في عام2003 ليدخل حدوده،(9/ربيع الأول/1424هـ الموافق 10/آيار/2003)، وإستقبلته ملايين الجماهير، وتولى إمامة الجمعة في حرم أمير المؤمنين لـ (4أشهر)، فأي صلاة كريمة كنتَ تؤدي؟!
(700 كغم) من المتفجرات، كانت مصدر الإنفجار الإرهابي الغادر، الذي إهتزت معه قلوب (مئات الملايين)، من العالم الإسلامي في النجف الأشرف، حيث الصحن العلوي المطهر، فتحول بدنه الى أشلاء ممزقة كأجداده الطاهرين، إمتزجت مع (عشرات) الشهداء و(مئات) الجرحى، وهكذا تعرضت أسرة آل الحكيم لإبادة واسعة، منذ (ثمانينيات القرن العشرين)، وكان شهيد المحراب (قدس سره الشريف)، أول قربان للحرية الحمراء في (القرن الحادي والعشرين)، لأنهم رفضوا الخضوع للنظام، وتنفيذ سياسته الهوجاء، لذا الشهادة ميدان عمل الحكيم.
لو أذعنا للأبواق المأجورة الخرفة بالتخلي عن قادتنا، وعدم إستحضار مواقفهم وبطولاتهم، لأجضهت كل خطوة بإتجاه التغيير، وإلا ما سبب هذه الهجمات القذرة وتشويه الحقائق، التي يقوم بعض المتمنطقين حول مسيرة الجهاد لآل الحكيم، لكن سببها واحد هو أنهم أبواق مأجورة خرفة، مدفوعة الثمن ليضلل الرأي العام، ويشتت الأنظار المشاريع الظلامية لأسيادهم، فمشاريع الأعداء مؤجلة مع بقاء الخط الجهادي، فإسمع أيها القلم المأجور: (مَنْ لا يقرأ التأريخ أو يعتبر منه، سيصبح هو عِبرة من عِبر التأريخ).
(مئات) من الصلوات والأعياد الإسلامية والمذهبية،(والآف) المجالس العاشورائية والمواكب الحسينية، و(عشرات) من مواسم الحج والزيارات المخصوصة،لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، أرقام كبيرة توضح أن (15عاماً) من مرجعية آل الحكيم، أفرزت تطوراً نوعياً وكمياً ملحوظاً وهاماً، وإتسعت دائرة لقاءاته بكل الطوائف، والقوميات، والأقليات، فأكد ذلك إنفتاحه لتحقيق روح المحبة والإخاء بين الجميع، لكن ما يميز آل الحكيم أنهم رووا أرضنا بأقلامهم ودمائهم، كما سالت الدماء بيوم كربلاء، لتؤكد حقيقة (أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة) فأية أرقام تستطيع أن تصادر عشقنا للحكيم؟!
https://telegram.me/buratha