المقالات

بريد المرجعية: ألا تستحون؟

2273 2019-03-12

أمل الياسري


صاحب الرؤية الواضحة والتشخيص الدقيق، تكون إنطلاقته كبيرة وعظيمة ويحقق النجاح المطلوب، كما أن الأمة التي لا تفكر تقع لمَنْ يغزوها كما قيل قديماً، وهذا ما وقع فيه العراقيون بعد عام (2003)، وما جرى عليهم من ويلات ونكبات، مع المفترض بأنهم فرحون بمقدم الديمقراطية والحرية وسقوط الدكتاتورية، فكانوا ينتظرون رجالاً أشداء من نوع متميز، يعتمدونهم في تحقيق الأهداف الوطنية الشريفة.
عملية التغيير التي حدثت في العراق، رافقها التغيير في الظواهر الشكلية، واللحوق بمظاهر الحداثة والتطور التكلنولوجي، وأمسى عمل الشعب منسجما مع الظاهر فقط، وباتوا أجساماً بلا روح وكأنهم خشب مسندة، وبالتحديد الطبقة السياسية التي لم يهمها ما يجري في الوطن وللمواطن، فظلموا أنفسهم ووالشعب على حد سواء، لذلك يصطدم أي مشروع إصلاحي بمصالح هؤلاء الفاسدين، الذين يستفيدون من البيئة المنحرفة. 
(15) عاماً من التغيير مرت تقمص فيها كثير من الساسة، الشخصية الوطنية الشريفة ،وحرصوا على أن يتغلغلوا في مواقع الدولة، وشكلوا مافيات لإفساد مواقع السلطة والنفوذ، وهنا يقع مكمن الخطر الأكبر، إذ أننا لا نشاهد مظاهر حقيقية لمفهوم المواطنة، والإنتماء الحقيقين لبناء العراق الجريح، فدفع العراقيون ثمناً باهظاً من مناطقهم، وأرواحهم، ودموعهم، ودمائهم، وأجيالهم، فعادت عقارب الساعة بنا الى الوراء.
المرجعية العليا في النجف الأشرف طالما أكدت، وما زالت تؤكد على إصلاح المشهد السياسي، والإقتصادي، والفكري، والذي بمجمله يفتقد الى الرؤية والمنهج، والمشروع والقيادة، فمنذ أعوام بُحَ صوت المرجعية بخطبها الدينية والسياسية، عن ضرورة الإعمار والبناء وخدمة الوطن والمواطن، وطالبت الطبقة السياسية ببدء ساعة الصفر على الفساد لتسعد قلوب العباد، ولكن لا حياء لمَنْ تنادي!! وهنا سأصدح بثقة ألا تستحون؟
المرجعية باهداف نبيلة وغايات أنبل، ولهذا نجد مَنْ يستهدفها لأنها محطة للوعي، وما دام هناك وعي فهناك أمة ستقف بوجه الطغاة، والفاسدين، والمستكبرين، أما الدولة فلا أهداف ولاغايات، لأنه شتان ما بين الثرى والثريا، فهل يعرف الساسة معنى الحياء؟ عمَّ الجشع والإحتكار، والإستحواذ والإنانية، والعقيدة الفاسدة، والسلوك المشين، فأمست الأمة جوفاء ضائعة، وهذا بسبب فئة متحجرة في كلامها بجوارحها وجوانجها. 
طرحت المرجعية قضية الحياء، ووجهت الإنظار للمفردة كثيراً إبتداءً من الأسرة، ليس تشفياً منها أو تعسفاً حاشاها ذلك، بل لأن الأمر وصل لمستويات خطيرة، وعلى فقدان الحياء عند الأسرة، تترتب مؤشرات أخطر، والطبقة السياسية إفتراضاً مَنْ تسعى لبنائه، وفق إدارة صحيحة للأمور، وحينما يفقد شخص حياءه، فإن المخالفة تكون مخالفة شخصية، أما أن يتحول فقدان الحياء لظاهرة في المجتمع فذلك نُذرٌ خطر!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك