المقالات

امريكا وقبلة الحياة لمن؟

1445 2019-03-16

سجاد العسكري


يشهد العراق توترات حادة منذ نشوء القاعدة وداعش , وعرفت قياداتها بالتطرف والارهاب الدموي , يمكن ان نصف تحركاتها وهجماتها بانها منظمة ومدروسة وتخضع في الكثير من الاحيان الى الاوامر ,واما من يعتقد بشعبيتها المزعومة فهو مروج ماهر لمشروع تقسيم المنطقة او يؤمن بالقيادة الطائفية التي عشعشت في افكار الكثيرين والحاجة الى قائد ضرورة ذات مواصفات دكتاتورية يرتعب الجميع منه , يقرب من يشاء ويحرم ويقتل الاصوات الحرة تبعا لمصلحة بقائه ومسك زمام السلطة هو واعوانه .
فالتنظيمات الارهابية التي اسغلت الضعف الامني في العراق كانت تتميز بصفتان:
الاولى :حاضنة مناسبة لها في بعض مناطق العراق لتكون السبب في تردي الوضع العام في البلد ومنها الخروقات الامنية التي سفكت دماء الكثير من العراقيين المدنيين.
الثاني:قيادة هذه الحاضنة اغلبها كانت من خارج العراق ولها ارتباطات بدول الجوار ذات المواقف السلبية ضد الحكومة واغلب تطلعات الشعب بالاضافة الى ارتباطها من جهة اخرى بالامريكان.
فبعد هذا تتضح الكثير من الحقائق والاهداف التي تشكلت بفعل الازمات والحروب المفتعلة في العراق خصوصا والمنطقة عموما , والتي تتخذ من التغيير غطاء ومن الفساد مسارا لها ؛لتوهم الراي العام بمشروعية تدخلها متى ما احست بخطورة الاضرار بمشروعها ,لترفع يافطة الحرية والديمقراطية مقابل انتهاك حقوق الانسان لديهم ! 
فكل تطلع يخدم مصلحة الشعب وتقوية المؤسسات الحكومية سوف يجابه بمواجهة اما ان تكون بصماتها داخلية سياسية متأمرة او ضغط عالمي من قرار دولي امريكي , فأن لم ينفع كل هذه تتجه البوصلة نحو التدخل وتحريك الخلايا النائمة لأصطناع شوشرة تهدف لزعزعت الامن العام بزج المجاميع الارهابية في كل فترة لقتل او اغتيال او تهديد السلم المجتمعي للمدنيين, تنتج عنها حرب تستنزف الكثير من الاشياء منها خنق التطلعات وقتل الامال والطموح للاغلبية المتضررة , وارجاعهم الى المربع الاول ,واعطاء دور اكبر للاقلية المنتفعة المطيعة للمشروع الخارجي ,في ظل نظام محاصصة تضيع فيه الجهات العاملة للمصحلة العامة ؛لتختلط الاوراق حتى يقال الجميع نفش الشيء؟!.
نظرية ترامب لجعل عراق موحد كما هو يريد ,وتأسيس قواعد امريكية وبالتحديد في المحافظات التي تشن التنظيمات الارهابية هجماتها – القاعدة وداعش - على المدنيين والمحافظات الامنة , بالاضافة الى قواعد في اقليم كردستان ,وفي حقيقة الامر فالنظرية الترامبية تثير التسأولات والشكوك حول النواية الامريكية في تغيير الواقع العراقي حسب رغبتها , وخصوصا بعد ان اعلن عن مشروع النفط مقابل الاعمار , ونستطيع ان نرى بوضوح رغبة امريكا من خنق تطلعات الاغلبية ,وتعويض خسائرها الاقتصادية والسياسية التي منيت بها وهي تحاول كسر المحور الذي افشل مخططاتها. 
لكن هل تدرك النخبة السياسية التي تمتلك الاغلبية حجم التداعيات السياسية المستقبلية ؟,في ظل فشل سياسي متكرر ومجريات عملية عقيمة , فالتاثيرات التي تمارسها امريكا على مستقبل العراق من توقيع اتفاقيات سياسية وامنية واقامة قواعد عسكرية ..., فهي لفرض سيطرتها بشكل كامل على العراق ومن جانب اخر تعزيز لأمن الكيان الصهيوني الذي باتت تدخلاته واضحة ورضوخ عربي وصمت اسلامي مخجل وتنازل عن القضايا المهمة .
اما المرحلة مابعد داعش في العراق من المتوقع انها ستشهد تمرد في المناطق الغربية , والتي كانت منطلقات داعش وقبلها القاعدة, اما الان فامريكا تقود المتطرفين لتنظيم جديد يضم بقايا داعش وحزب البعث والنقشبندية ومسمى ثوار العشائر ...وغيرها من المسميات المشبوهة والمتورطة في قتل الابرياء ,فهذه البقايا لها نشاط واهداف ستستغلها امريكا لأحداث تمرد ومراكز صراع , والاصعب لم يأتي بعد.
فعلى الجميع ان يعي اهمية تطوير قدرات القوات الامنية , وبالخصوص الحشد الشعبي والذي يتعرض للتسقيط منظم قد يتحول الى مواجهته لأستنزافه والقضاء عليه باعتباره قوة ضاربة ضد مخططات التقسيم والهيمنة , ومازيادة الوجود الامريكي في العراق وتدويربقايا النفايات داعش وغيرها من المتطرفين هو تهديد صارخ وواضح للامن المجتمعي , والاستقرار السياسي والاقتصادي , فداعش قد التقطت انفاسها الاخيرة في العراق وامريكا تحاول جاهدا ان تعطيها الحياة عبر قبلة الحياة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك