زيد الحسن
في غزوة بني قريظة ، بعدما نقضوا العهد مع النبي الكريم ،وقف النبي الكريم وهو الرسول ، قال للصحابة في حديث واضح : لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ، أمر واضح جلي ، لا نقاش فيه ولا اختلاف ، لكن انظروا ماذا فعل الصحابة : فريق قال : من المؤكد أنه يستعجلنا ، سنصلي في المدينة بسرعة ثم نذهب إلى بني قريظة ،فريق ثان قال : هو يستعجلنا ولا مانع من الصلاة في الطريق ، فخرجوا سريعا ثم قصروا الصلاة في الطريق ، فريق ثالث قال : هو أمرنا بصريح النص أن لا يصلي أحدنا العصر إلا في بني قريظة ، فلابد أن نلتزم بالنص . ولم يصلوا العصر إلا في بني قريظة ،من الرائع أنه لم يخون أحدهم الآخر ، ولم يتهم أحدهم الآخر في دينه ، ولا في تنفيذه لأوامر النبي ، وإنما كل شخص نفذ الأمر بحسب فهمه ،الأروع أن النبي لم ينهر أحد منهم على أي رأي ، ولم يحاسب أحد منهم على اجتهاده في فهم نص الأمر والحديث ، وإنما أقر ما فعلوه جميعا وما أقره النبي في الشرع يعتبر شرع ،لم يخون أحد من الصحابة ، لم يتهمه بتكسير الأوامر ، وإنما علم بحكمته أن الجميع سيختلف في فهم النص وأقر ذلك ، بل قال صلى الله عليه واله وسلم : اختلاف المسلمين رحمة ، لأن كل شخص سيفهمها بحسب الإحداثيات التي لديه والمعلومات التي يمتلكها .
سجال البرلمان وبعض الساسة وتنابزهم فيما بينهم حول النشيد الوطني الجديد يصيبنا بالخيبة المصحوبة باليأس ، بل تكرس اليأس الذي اصابنا طوال هذه السنوات العجاف التي نعيشها في ظل ساسة تجهل كيف تدار شؤون البلاد .
الشعب يحترق فوق جمر الضياع ، وينزف من جراحات اصيب بها بسببهم ، وهم ما زالوا في اللا وعي يزهقون لنا كل امل في العيش .
أكثر ما يغيض في رفضهم للنشيد الوطني الجديد تصريح البعض عن عدم احتوائه لروح الوطنية ، ويحكم عن أي وطنية تتحدثون وانتم سبب البلاء والدمار ، وأنتم أس كل فتنة وحرب ، وأنتم اعوان الطاغوت الذي مزق جسد الامة .
كنا نطمح ان يتفقوا على اكمال تشكيل الكابينة الوزارية ، ونكذب الشائعات التي تقول هناك مبيعات وبورصة قد افتتحت لشراء المناصب ، واذا بهم مختلفون من الوريد الى الوريد ، اختلافهم اصبح اليوم نتن للغاية ولا حل غير قبره مع اصحابه ، هؤلاء يصرون على اكمال مسيرة الخراب والفناء للشعب ، لا رادع يردعهم ، ولا ضمير لهم يحاسب ، ولا كرامة لدماء سالت توقفهم عند حدودهم .
هؤلاء الساسة هم من نقضوا العهد والقسم بحق سيادة وكرامة العراق ، وهم انسال بني قريظة ، وعلى الشعب العراقي احقاق الحق وقلع الاعين لهم .
من يريد الصلاة في الخضراء فليفعل ومن يريدها في ساحة التحرير فليقيمها دون اذان يرفع ، ومن يقيمها في بيته بدموع كسيرة وقلب يرتجف خوفاً منهم فلا شفاعة ستناله ولا قبول لدعاء يرفعه لله .
ساستنا الشرفاء ؛ ان بقيتم على هذا الحال وتحاولون ارضاء نزوات ورغبات الشياطين ومن لديهم نزق واهوائهم نرجسية ، صدقوني ستكون اياديهم اقوى واشد فتكاً من اياديكم ، وسيجرفونكم معهم في بغيهم ، ارفعوا الستار عنهم واكشفوا للشعب عن نواياهم ، واقيموا صلاتكم في بيوت الفقراء ، حينها ستقر لكم الاعين وتكون صلاتكم تامة وتنالوا رضا الله سبحانه .
https://telegram.me/buratha