المقالات

الموصل تباع مرة اخرى !!!

2603 2019-03-23

زيد الحسن

 

ثقافة الاستقالة في قاموس السياسة داخل الانظمة الديمقراطية الحقيقية نراها ملموسة ونسمع عنها الكثير ، وزير النقل يقدم استقالته والسبب حادث تصادم قطار او خروج قاطرة عن سكتها الحديدية ، يقدم وزير الصحة استقالته والسبب وجود تلوث في احد المراكز الصحية يودي بحياة شخص ، ويعتبر تقديم الاستقالة بمثابة الاعتذار من الحكومة والشعب والاعتراف الضمني بالفشل .

منذ سقوط النظام البائد والى اليوم نسمع اننا بلد ديمقراطي وان لنا برلمان تشريعي ولنا سلطة قضائية مستقلة ، ولنا حكومة تدير زمام الامور ، لكن لم نسمع في نكبة ما ان احداً قدم استقالته يوماً ، ترى هل هم يعملون بجد وتفاني ولا يوجد اخطاء وتقصير ، لم تحصل نكبات على عدد ايام الاسبوع ، ولم تحصل كوارث على عدد اشهر السنة ، ولم تحصل خيانات وبيع مدن على عدد فصول السنة ، السبت الدامي يمتد الى الجمعة الدامية ، وكارثة كانون الثاني تمتد الى كارثة كانون الاول ، مجزرة الصيف تمتد الى مجزرة الخريف .

جريدة ( الغارديان ) البريطانية كشفت ارقاماً واحصاءات مرعبة تتعلق باعداد الشهداء والجرحى الذين سقطوا في الاف التفجيرات والعمليات المختلفة التي شهدها العراق خلال الست سنوات التي تلت سقوط النظام الهدامي ، ليتبين ان العراق تحول الى ما يشبه مقبرة جماعية خلال هذه السنوات .

اما عن النكبات والكوارث فحدث ولا حرج ، وكل نكبة ابشع من سابقاتها واشد ضراوة وفتك.

استمر سجل التاريخ ينقش اسماء الالاف من الشهداء على صفحاته ، ولم نسمع ان هناك وزير او سياسي قدم استقالته ليعتذر للشعب العراقي ، او ليعلن فشله في ادارة مؤسسته .

لا بأس سنتجاوز كل هذه التفجيرات بسبب انهم قد جعلوا الايتام يسكنون في قصور ، ومنحوهم الحقوق اضعافاً مضاعفة ، ومسحوا على رؤوسهم ولم يشعر طفل في العراق باليتم مطلقاً ( لا حول ولا قوة الا بالله ).

نعود الى النكبات وهي كثيرة ولا تعد ولا تحصى ، ما اخبار اللجان التحقيقية التي كلفت بالكشف عن مسببيها ؟ نكبة جسر الائمة ما اسبابها وما هي النتائج التحقيقية ، نكبة الكرادة وحرق المئات بابشع طريقة وبمواد غالية الكلفة لا تمتلكها الا دول متقدمة ، نكبة مجزرة سبايكر اين اصبحت ؟ اين نتائج التحقيق في بيع الموصل الى داعش ومن ثم بيع ثلث العراق ، لا نريد اليوم ان يقدموا لنا استقالة بل نريد معرفة المسبب فقط ومن هو المقصر الحقيقي في تدمير مهد الحضارة مدينة ( الموصل ) العريقة واحالتها الى تراب وخراب .

في اوكرانيا الشعب وجد بديلاً عن الاستقالة لكل سياسي فاسد وفاشل ، وهي رميه في مكب النفايات وضربه ضرباً مبرحاً ، متى ستصيبنا عدوى اوكرانيا لنرمي بهؤلاء في مكبات النفايات ونستغني عن لجانهم التحقيقية الخائبة كخيبتهم .

بيعت مدينة الموصل امس للمرة الثانية الى الموت ، ولا نعرف هل كتب على هذه المدينة المظلومة والصامدة الصابرة الويل والثبور ، ام ان هذا التدمير ممنهج ومدروس حتى لا تقوم لهذا البلد من قائمة ، يبدو ان الكتب التي أغرقها هولاكو في دجلة كانت تبحث عن قراء ،فتارة تختارهم من فوق جسر الائمة

وتارة تختارهم من قاعدة سبايكر واليوم اختارتهم موصليين 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك