المقالات

مملكة النمل..!

1554 2019-03-27

علي عبد سلمان

 

بسمهِ تعالى: ( إنّهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا).

يقول الفلاسفة والمناطقة: إن للحيوانات قدر ضئيل جدا من العقل، تشترك فيه مع الانسان، في المدركات الحسية، والخيالية، والوهمية، لكنّه ـ الانسان ـ يذهب في طريقه وحده متميزا عن الحيوان بقوة الفكر والعقل، التي لا حد ولا نهاية، فيدير بها هذه المدركات، ويميز الصحيح منها عن الفاسد، وينتزع المعاني الكلية من الجزيئات، التي أدركها قيتعقلها.

كما إن العقل معناه في اللغة هو: أن تضع الشيء في موضعه.

صدعت روؤسنا، وتقيئت نفوسنا، من كثر الإستماع، الى تلك العنواين الطنّانة، والأسماء الرنّانة، أمثال: البروفيسور الكذائي، والدكتور الفلاني، والمفكر الشيطاني، والأستاذ العلاني.

التي سارت بالبلد، ما يقارب 10 أعوام، بعّد تنازلي، الى أن سقط بالهاوية!

في دراسة للعلماء عن النمل، يقولون:(( إن النمل يشكل مستعمرات منظمة جدا، تحتل مساحات شاسعة من الاراضي، تتألف من ملايين الافراد، تتكون من إناث تشكل طبقات من العمال والجنود، وبعض الذكور، ووجود واحدة من الإناث الخصبة تسمى( ملكة).

تعمل هذه المستعمرات، بشكل جماعي ككيان موحد، لدعم المستعمرة، يعزى نجاحها الى مؤسساتها الاجتماعية، وقدرتها على تعديل الموائل، والاستفادة من الموارد، والدفاع عن نفسها.

تتطور بالمشاركة مع الانواع الاخرى، بالمحاكاة، وعلاقات المنفعة المتبادلة، لها نطام إجتماعي عادل، حيث يكون جميع أفراد المستعمرة، متساوين في الحقوق، ولا تتميز نملة عن الأخرى، وكل نملة تحافظ على المصلحة العامة، وتعرف صديقها من عدوها.

النمل مجتمع متخصص، ويقسم العمل بين الافراد، ويتميز أيضا بالاتصال بالافراد، وله القدرة على حل المشاكل المعقدة، شكلت هذه الصفات منذ فترة طويلة، مصدر للألهام، وموضوعا للدراسة، بالنسبة للمجتمعات البشرية)).

محل الشاهد من هذا الكلام، هو السطر الاخير( شكلت هذه الصفات…)، أذا تتبعت هذه الصفات، فأنّك ستجد، إن النمل دولة عظمى، لها نظام ملكي، وموظفين، وجيش قوي، ومؤسسات مجتمع مدني، ونظام أقتصادي متين، وإنتاج محلي، وعلاقات تجارية ودبلوماسية مع الآخرين، تستفيد منهم وتكسب خبرة أكثر، ودولة تحترم النظام والقانون.

توفر هذه الدولة فرص عمل للجميع، ولا تميز بين كردي، وسني، وشيعي، ولا توجد فيها محسوبية ومنسوبية، ولا فئوية ولا حزبية، أفراد مجتمعها متواصلين متحابين، بينهم علاقات إجتماعية جيدة جدا، لايكفر بعضهم بعضا، ولا إقتتال بينهم، ولا توجد عندهم طائفية، او قومية، او مذهبية، هذا كله، بفضل النظام العادل، الذي أتخذته الدولة.

ذكر العلماء ان عمر هذا الحيوان يقدّر ب 130 مليون سنة، ولم يختل عنده هذا النطام، ولم يتغير، ولم يتبدل، لإنّه عادل( والعدل يدوم)، فهو ليس نظام دكتاتوري ظالم، ولا ديمقراطي يأتيك بالفاسدين!

في الختام اقول: يا ليت السادة المسئولين، إستفادوا من هذا النظام، وتعلموا واعتبروا، بهذا الحيوان الصغير، الذي لا يملك عقل كعقولهم! لكنّهم أتبعوا شهواتهم، ومن يتبع شهواته يكون أقل منه و من البهيمة( إنّهم كالانعام…)،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك