المقالات

صوت الإمامة ومسيرات عشق كاظمية

2687 2019-03-30

أمل الياسري


كان الناس في الجاهلية يعظمون شهر رجب، وعرف لديهم بالشهر الأصم، لأنه لا يسمع فيه أي حركة لسلاح، أو صهيل خيل، ولا أصوات رجال متقاتلة، وسمي بالشهر الأصب، لأن الباريء عز وجل، يصب فيه الخير صباً على الناس، كما روي عن النبي (صلواته تعالى عليه) أنه قال:"إن رجب شهر الله العظيم، لايقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً، والقتال فيه حرام" كما قال الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام):"رجب نهر في الجنة أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل"
ولد في المدينة المنورة بقرية الأبواء (7/صفر/128للهجرة)،الموافق (6/تشرين الثاني/745للميلاد)،والده الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، والدته السيدة حميدة المصفاة، وأشهر ألقابه:(الكاظم، والعابد، وزين المجتهدين، وطبيب بغداد وأسدها)، إشتهر بلقب غطى على بقية ألقابه (باب الحوائج) لما عرف عنه من الكرامات والمعاجز، أثبتت أنه حبل من الله والوسيلة إليه، وأخذت أفئدة المؤمنين تهوي إليه، فشهد الكاظم (عليه السلام)،في حياته التي سبقت إمامته ألواناً من الظلم العباسي، المتسلط على رقاب الناس، لكنه تعامل مع الأمر بصبر وحكمة وثبات، كجده الإمام الحسين (عليهما السلام). 
عُرِف بنو العباس بالبطش والتنكيل لكل مَنْ يعارضهم، فكيف ببني علي وفاطمة (عليهما السلام)، وقد خضعوا للتعذيب والتصفية الجسدية، حتى أن أحدهم يُدَخل في إسطوانة، ويبنى عليه وهو حي داخلها حتى يموت، وكيف ببني العباس؟ وهم يشاهدون القاصي والداني، يفد على بيوت آل النبي لينهلوا منها العلوم، حيث مثلت تلك الحقبة، لإمامة (محمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم عليهم السلام)، قفزة في التأريخ ونقلة من حيث الكم والنوع، في رحاب طلب العلم والتوسع في الآفاق.
إستمرت مدة إمامة موسى بن جعفر عليه السلام (35سنة)، لاقى خلالها صنوفاً من التضييق، والإقامة الجبرية، وكثرة الإعتقال، لكنه في نفس الوقت، أودع تراثه الجعفري الكبير في طلبته، الذين ما برحوا ينشرون علوم آل البيت في كل مكان، وهي الآن مودعة في قلوب المحبين الشيعة، فهم يدركون أن منصب الإمامة منصب إلهي، مسدد من الباريء عز وجل، لضرورة إكتمال الحجة على الناس، فالسلام على صاحب السجدة الطويلة، والمعذب في قعر السجون، والساق المرضوض بحلق القيود.
تنقل الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، بين سجون البصرة وبغداد لأكثر من ثلاثين عاماً، قضاها مظلوماً، مكظوماً، ومحروماً، ومهضوماً، متوشحاً بالعبادة والصبر، وإنتظار الفرج، ولجأ بنو العباس لهذا ليكون تحت نظر السفاح هارون اللارشيد متوهماً بأنه ربح، لكن الإمام الكاظم (عليه السلام) لم يكن مهزوماً قط، بل بدت عليه ملامح النصر، يوم نادوا على جنازته بذل الإستخفاف، فشاء الله أن ترفع جنازته في موكب تشييع مهيب، هزَّ بغداد وما جاورها، منادين: هلموا لنشيع الطيب أبن الأطياب. 
مسيرات عشق ولائية لباب الحوائج الإمام موسى بن جعفر، تنطلق كل سنة لتجدد أحزان آل محمد وشيعتهم، وتعلن الحداد في ذكرى أليمة، تدل على وحشية وقبح الجريمة، التي إرتكبت في الشهرالحرام، حيث أفل صوت الإمام،ة بعد أن شع في الأرجاء كالشهاب الثاقب، مدة (55) عاماً من عمره الشريف، في ظهيرة الجمعة (25/رجب 183 للهجرة، 1أيلول/799 للميلاد)،بعد أن دس السم في رطب قدم إليه، لكن صوت مظلوميته بقي متجذراً في قلوب الموالين، فبات سجنه محراب إستشهاده الأبدي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك