المقالات

"آمنة الصدر"... شهيدة العفة !

4092 2019-04-04

رسل السراي

 

قال تعالى في كتابه العزيز:" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون"، ولدت الشهيدة العالمة العلوية آمنة الصدر"رحمها الله" عام 1938 في مدينة الكاظمية المقدسة، ولدت في وسط عائلة دينية علمية محافظة، ينتهي نسبها للإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، نشأت في كنف عائلة محافظة فقيرة مادياً لكنها غزيرة العلم.

فقدت أباها السيد حيدر الصدر(رحمه الله)؛ وهي لم تتجاوز السنة من عمرها، وترعرعت وتربت في أحضان والدتها الكريمة، حيث عوضتها حنان الأب وعطفه أضعافاً مضاعفة، والتزم أخواها السيد إسماعيل الصدر والسيد الشهيد محمد باقر الصدر، تربيتها ورعايتها منذ نعومة أظفارها .

علمها شقيقها الإمام الصدر؛ من العلوم الدينية والفقهية والاجتماعية؛ الشيئ الكثير ولذا كانت الشهيدة"رض" تكن حباً عظيماً وولاءاً عميقاً للإسلام، ولأهل البيت "عليهم السلام"، وكانت الشهيدة تتميز بالعديد من نشاطاتها؛ حيث كانت معروفة بنشاطها؛ في مجال التوعية الفكرية والتربية الإسلامية؛ للنساء في ضوء الأهداف الإسلامية البناءة، حيث كانت وهي في سن الحادية عشر من عمرها؛ وهي منشغلة بالعلم والجهاد، ومنصرفة لكتابة المقالات والدروس الإسلامية الهادفة .

عالجت العلوية بنت الهدى مواضيع تتعلق بالمرأة؛ وفق قلمها الهادف المستمر بكتابة مقالاتها الهادفة، معبرة عن رفضها لكل أنواع التبعية للمرأة، قائلة يجب إن تكون المرأة المسلمة متبوعة لا تابعة، كذلك عالجت مواضيع الزواج الغير متكافئ، ووجوب بنت العم لابن العم، طالبة من الأب أعادة النظر في مثل هذه الأمور، وأعطت للفتاة حق الاختيار، ووجوب اخذ موافقتها ومعرفة رأيها قبل الجميع، كما كانت لمؤلفات الشهيدة بنت الهدى؛ الأثر البالغ في تثقيف الفتيات وانتشار الوعي، ومن مؤلفاتها ورواياتها: (الفضيلة تنتصر و صراع مع واقع الحياة، والخالة الضائعة وامرأتان ورجل، والمرأة مع النبي"ص" وبطولة المرأة المسلمة، وذكريات على تلال مكة ولقاء في المستشفى )، وغيرها الكثير من المؤلفات الشهية والثرية للعلوية الشهيدة بنت الهدى؛ تميزت الشهيدة بكتاباتها ومؤلفاتها؛ بإتخاذها أسلوب الرواية والقصة، وتعرضت فيها أيضا لمعالجة المشاكل الاجتماعية، ولدى الشهيدة الكثير من المؤلفات التي لم ترى النور؛ لكون الشهيدة في وقتها محتجزة في البيت بسبب الحصار ألبعثي ألصدامي الآثم في حينه على آل الصدر الكرام، وكانت الشهيدة تتميز بروحها الشفافة العفوية، وكانت في الجلسات التي تعقدها؛ تشجع من ترى لديها القابلية على الكتابة والتأليف؛ أو موهبة نظم الشعر فكانت محبة لذلك .

كانت الشهيدة بنت الهدى تكره رؤية الدماء؛ لان الدم يمثل حالة الإجرام والقسوة، والوحشية والعنف وهذه الصفات حاربها الإسلام؛ ودعت إلى تهذيب النفس، واللجوء إلى العفو والمغفرة والتسامح، ولكن في مديرية الأمن العامة؛ ياترى كيف إستطاعت العلوية الفاضلة؛ تحمل كل تلك المعاملة الوحشية والهمجية، وهي تنتقل من دهليز إلى دهليز، وقد تعرضت إلى أشد أنواع التعذيب على أيدي الجلاوزة البعثين، أم كيف تحملت وهي ترى شقيقها الشهيد يتعذب بين أيدي أولئك الجناة المجرمين، فهم تتمثل مصائبهم كموقف الإمام الحسين "عليه السلام" وأخته المظلمة السيدة الحوراء زينب"عليها السلام" .

وقد مضت الشهيدة العلوية بنت الهدى"رض"، إلى جوار ربها مع أخيها الشهيد السيد الصدر(رحمهما الله) وقد تم إعدامهم من قبل أزلام النظام البائد، وتم دفنهم في مدينة النجف الاشرف، وكانت من أقوالها "رض": أتمنى أن أكون كحمامة لأتخلص من هذا السجن،كي أستطيع الوصول لمواساة، كل امرأة فقدت زوجاً أو أخاً أوابناً عزيزا"، فسلام على الشهيد السيد محمد باقر الصدر وشقيقته المظلومة بنت الهدى يوم جاهدا واستشهدا معاً، ويوم يبعثا مع الشهداء الإبرار ، وهم أحياء عند ربهم يرزقون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك