المقالات

إقليم البصرة مطلب كهرمانة والاربعين (نائب)

1752 2019-04-05

باقر الجبوري

اليوم ليس من العجب ان نرى واحدا وعشرون نائبا في مجلس محافظة البصرة من بين خمسة وثلاثين نائب يصوتون للدعوة للأقليم، فمجلس المحافظة في حالة أستنفار، لمجابهة الزائر الغير مرغوب به القادم من بغداد، نعم وليس لمجابهة خطر الامطار، أو خطر المخدرات

او خطر عصابات القتل والتسليب والخطف، وليس حتى لمواجهة تجاوزات بعض العشائر على انابيب النفط او على الشركات النفطية الاجنبية، وليس لمجابهة الدكات العشائرية التي تستهلك الكثير من واجبات القوات الامنية وتقطع الطرق الرئيسية للمحافظة ويقتل فيها الابرياء من الصغار والكبار والتي تصل حد تهديد ضباط ومنتسبي تلك القوات من سكنة المحافظة بالمطالبات العشائرية في حال تدخلهم في الموضوع

هي كذلك ليس لمجابهة المافيات المسيطرة على المنافذ الحدودية وأرصفة الموانيء هولاء هم انفسهم الفاسدين في مجلس المحافظة والذين لم يقدموا لمحافظتهم أي شيء خلال اعوام طويلة (هم أو احزابهم التي أستبدلتهم بمن سبقهم) وهم انفسهم واحزابهم من كان يعارض اقامة اقليم البصرة في السابق ووجهوا حينها سهام غدرهم وتطاولهم نحو المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم (المطالب الاول بالاقليم) بحجة ان الاقليم سيمزق العراق مع وجود صورة أقليم كردستان ماثلة امامهم ودون ان ينبسوا عنه بكلمة واحدة ضد القائمين عليه.

الجميع يعلم انهم لم يستطيعوا ادارة البصرة سابقا ولن يستطيعوا ذلك لاحقا . ليس لانهم غير قادرين او انهم غير فاهمين بل لانهم فاسدين او راغبين ببقاء هذا الفساد ليدوم ملكهم ووجودهم وامبراطورياتهم التي بنيت بالفساد والرشوة

نعم؛ فمشكلة البصرة ومأسيها وألامها ونقص الخدمات فيها وسيطرة العصابات والمافيات والاحزاب وبعض العشائر والمتنفذين من السراق والفاسدين على كل مرافق المحافظة لم تأت من فراغ فهؤلاء انفسهم واحزابهم وتياراتهم كانوا المسؤلين عن تلك المآسي فهل كانت البصرة تقاد برجال من المريخ مثلا..

ولو لم يكونوا مقتنعين بغير ذلك او انهم غير راضين على أداء الحكومة المركزية فلماذا لم يقدموا استقالاتهم لإبراء ذمتهم أو ان يقولوا الحقيقة للجميع وأمام الملاء.

لعل السؤال الاهم هو؛ لماذا لم يفكروا بالوقوف مع من كان يطالب بالاقليم سابقا؟!السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهديوفي أول زيارة له للمحافظة اعترف بما وجده في الساحة السياسية للبصرة حينما قال (مشكلة البصرة مشكلة سياسية وليست مشكلة أموال أو مشكلة خدمات).

لماذا اذن يقون هؤلاء بالدعوة للاقليم في هذا الوقت وما الفارق الذي حصل في البصرة فاغاضهم لهذه الدرجة.

الحقيقة...ان كل ما في الامر هو انقلابهم على قرار رئيس الوزراء بارسال شخص من بغداد ليكون رقيبا عليهم او مكلفا بمتابعة شؤون البصرة عن قرب او من منصب أدنى كما كان يحدث حتى في زمن اللانظام .

هنا فقط ثارت ثائرتهم..مع انهم لم يبدوا هذا الموقف من اختيار عبطان لنفس المنصب في بغداد وبعض المحافظات

وكلامي هذا لايبريء ساحة من وقف مع القرار ولم يصوت في مجلس المحافظة فهم بين أمرين

الاول ..أنهم لايستطيعون الوقوف بوجه رئيس كتلتهم الذي تم اختياره لهذا المنصب في البصرة

الثاني..انهم لايعتقدون أنه سيتعامل معهم كما سيتعامل مع الاخرين من نواب مجلس المحافظة الفاسدين

عود على بدء؛ نواب البصرة المصوتين للاقليم يعتقدون ان الرجل القادم من بغداد جاء لكي يتشارك معهم المليارات التي صرفت او ستصرف للمحافظة لاعمارها او الموازنة التي يطالبون بها.

هم كذلك لايريدون ان يكشف المستور عن حجم فسادهم وسرقاتهم والمقاولات التي سلموها لاحزابهم؛ مشاريع وهمية (تبليط..مقرنص.ارصفة الخ الخ) منافذ حدودية (....) أرصفة الموانيء..أتاوات الشركات النفطية وسرقة النفط، حصص تجارة السلاح والمخدرات!

الفرق بين هؤلاء النواب وبين الاربعين حرامي الذين كانوا مختبأين في (البستوكات) هو أن كهرمانة كانت قد صبت عليهم الزيت الساخن فاحرقتهم وأما اخوتنا من نواب البصرة وخلال سنوات من السكون داخل ((بستوكاتهم)) كانت الحكومة تصب عليهم العسل والخمر والنساء فتحولت ((البستوكة)) الى فلل وقصور وهم محبوسون فيها بارادتهم الشخصية ليبتعدوا بها عن المجتمع البصري الذي انتخبهم لرفع الحيف عنهم فكان العكس حيث توالدت وتكاثرت هذه ((البستوكات)) فأصبحت في تزايد مستمر حتى لم يعد في خزانة كهرمانة ما يكفي من العسل لرشه عليهم فباتت تستجدي القروض من الدول الاخرى لتأمين ذلك العسل..

نعم..عسل وفلل وخمر بالمليارات ليس للمجتمع البصري من حصة فيها الا مما يصدر من أقمعة هذه البستوكات من روائح نتنة تخرج من بطون هذه التماسيح التي لاتعرف الرحمة ليملؤا العالم بالروائح والاصوات النشاز...

اين كان هؤلاء حينما كان المجتمع البصري يشرب الماء المالح ويغتسل بماء هو الاقرب وصفا لماء المجاري وأين كانوا أثناء أنقطاعات التيار الكهرباء دون مطالبة المركز بدفع ديونها الى الجارة ايران خوفا من قطع التيار لوجود الاخطار من الجانب الايراني حول التسديد قبل ستة أشهر

طبعا ساكتين..لانهم كانوا قد أستلموا حصصهم من كيكة المشاريع الترقيعية من التبليط والارصفة والمقرنص وجسور عبور المشاة المظحكة التي أصبحت جزءً من أثار المحافظة

فالتبليط على التبليط، والمقرنص على المقرنص وكذلك الارصفة، دون مراعاة للأهم على المهم...

قد لايتفاعل البعض مع ما نقول؛ بحجة اننا ضد مصالح أهل البصرة أو يتصور ان كلامنا للدفاع عن شخص معين دون غيره او لتبرير قرار السيد رئيس الوزراء مع اننا لم نتكلم عن أسرار مثلث برمودا بل ان كل ما ذكرناه هو حقائق بسيطة معروفة لدى أي شخص متتبع للشأن البصري..

بإعادة الساعة الى الوراء نتسائل؛ مالذي جعل محافظ البصرة المنتخب للبرلمان ان يترك مقعده هناك والعودة الى محافظة البصرة مع انه لم يقدم للبصرة شيئا خلال الفترة الماضية.

وإذا كان يقول أن المركز هو السبب في تردي الاوضاع في البصرة فلماذا لم يترك مكانه لغيره ليثبت أنه غير موافق على ارادات الحكومة السابقة (العبادي) او اللاحقة (عبد المهدي) والسعيد من أكتفى بغيره كما يقال...

ثم نتسائل من سيحكم الاقليم؟!ولنتذكر...قبل فترة من الزمن وبعد حصول اتفاقيات تقسيم مجالس محافظتي بغداد والبصرة بين تياريين معروفين فوجيء الجميع بعودة فايروس حرق مكاتب الاحزاب وبيوت النواب الى البصرة والجميع يعرف الفاعل (جهلة جهلة جهلة) للحصول على مكاسب اخرى اضافة للتي حصلوا عليها في بغداد فاحرقوا معها اتفاقهم حول مجلس محافظة بغداد ليخسروا منصب المحافظ فيها كذلك بسبب جشعهم وإنعدام التزامهم بأي وعد او حلف يتعهدوا به.

فهل ستعود هذه عدوى الحرق من جديد للحصول على رئاسة الاقليم؟! ومن يستطيع الوقوف بوجه عصابات تمتهن القتل لاجل حفنة قليلة من الدولارات فكيف بهم امام مليارات قد تضيع من بين ايديهم في أي لحظة؟!

لم نتكلم عن احلام او نبوآت قد تحصل بهل هي دمج لحقائق لازلنا نعيشها ونعيش مآسيها ولم تغادر ذاكرة الماضي والحاضر وكذلك المستقبل

زبدة الحديث...مطلب الاقليم اليوم ليس مطلب المجتمع البصري مع اننا نؤيده ولكن ليس الان..

وليس مطالبات هولاء الفاسدين فليخرجوا منها أولا ثم سيكون حينها كلام أخر!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك