المقالات

من قتل الشهيد الصدر ؟؟

2746 2019-04-08

قاسم العبودي

 

قد يبدوا للوهلة الأولى أنه سؤال ساذج وبسيط , وجميع العراقيين مجمعون على أن طاغية العرب ( صدام ) هو من قتل الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه , وهذا لا يختلف عليه أثنان . لقد أسس السيد الشهيد الصدر نواة أول ثورة فكرية حركية تحت متبنى ولاية الفقيه التي لم ترق لذائقة النجف الأشرف الحوزوية وقتها وحورب الرجل بأشد أنواع الحروب .

كانت الحوزة التقليدية في النجف تسير وفق متبنيات فكرية نمطية الى أن جاء الشهيد الصدر ليقلب الطاولة على من أسسها . كان صوت الأنقلاب مدوي الى درجة أن السلطة الغاشمة أستيقضت للخطر الداهم لاركانها . بدأت نهضة السيد الشهيد الصدر في أجواء خاملة , نمطية , هي أقرب للخرافة منها للواقع الفكري الوهاج ,فأستطاع رضوان الله عليه أن يعيد الألق الى الساحة الشيعية , وأستعادة هيبتها المحمدية الأصيلة . برزت أسماء رواد مدرسة الصدر بالظهور المتألق , فكانت اسماء لها سطوتها الفكرية وتأريخ جهادي قل نظيره , فضلا على عدم تعود الساحة الشيعية على هكذا منهاج ثوري حركي رسالي .

لم يكن مشروعه النهضوي بالأمر اليسير في خطواته الأولى , فقد كانت التحديات والتسقيط من أقطاب الخرافة والتجهيل على أشدها , بالأضافة الى تضييق الخناق من قبل السلطة الغاشمة التي لم تدخر جهدا في محاربته . قتل السيد الشهيد الصدر قبل أن يقتل على يد جلاوزة البعث الكافر , ولكن كانت برصاصات صديقة كما يعبر عنها في وقتنا الراهن . حاولت قوى الأستكبار العالمي , فضلا عن أقطاب الخرافة , أجهاض المشروع الحركي الأسلامي بطرق شتى , فكانت تداعيات الأنحراف الفكري لبعض قوى الحوزة النجفية التقليدية , السيف الذي سلط على مشروع الشهيد الصدر النهضوي .

فقد حاول السيد الشهيد أستقطاب رجلات الحوزة النمطية , مره من خلال الرسائل , وأخرى من خلال الحوار والنقاش . ومره عن طريق الأطروحات التدريسية , لكن كل محاولاته ذهبت أدراج الرياح . لكنها بالمقابل أنتجت جيل عقائدي ولائي قل نظيره , وأن كان قليل العدد , لكنه كان مدجج الفكر والبناء الصحيح . أناط السيد الشهيد الصدر مهام الأتصال الجماهيري بعد أستشهاده , الى الأمام الخميني رضوان الله تعالى عليه ,لكي تكتمل المسيرة التكاملية الأسلامية الحركية , لكنها الآن وفق المنظور الخميني . فقد منّ الله تعالى على السيد الأمام الخميني بأنتصار ثورته الأسلامية المباركة التي أعتمدت على كثير من أركانها لطروحات السيد الشهيد الصدر .

نقولها وبكل وضوح , لولا نمطية بعض رجالات الخرافة الحوزوية النجفية , وتخاذلهم الواضح بنصرة السيد الشهيد الصدر , لما أستطاعت قوى الشرع أن تقتل الشهيد الصدر مره ثانية . المرة الثانية التي أسكتت صوته الى الأبد في وقت كان الأسلام عموما , والشعب العراقي على وجه الخصوص بأمس الحاجة الى وجوده المبارك في الساحة السياسية الشيعية . دفع السيد الشهيد الصدر حياته مندكا بمباديء الأسلام الصحيح تاركا فراغ لن ولم يملأه بعده . لقد كانت دماءا حسينية كما أرادها هو . سلاما عليه يوم ولد, ويوم أستشهد , ويوم يبعث حيا .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك