خط المرجعية من سنة العام المشؤوم 1968 الى يومنا هذا يتمثل بثلاثة مراجع عظام هم ايات الله السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي ( قدس سرهما) والسيد السيستاني اطال الله في عمره ، والاحداث التي مر بها العراق خلال تلك الحقبة تختلف اختلافا جذريا عن النصف الاول من القرن العشرين ، وهنا لا يعلم العراقيون كيف تعامل المراجع مع تلك الظروف والبعض منها ظهرت بعد رحيلهما، وحتى السيد السيستاني سيظهر ما لانعرفه بعد عمر طويل .
هنالك طابور يرقص على جراح الشيعة وهم من الشيعة ( العملاء) او الاغبياء) يختلقون قصص خلافية بين العلماء حتى يتم تشتيت الراي الشيعي وعدم التفافهم حول مرجعيتهم ، هنالك امور لا تقبل الخلاف ، وهنالك امور لا باس به الخلاف ، ومنها مثلا تقدير مدى طغيان الحاكم وما الجدوى من المواجهة او المهادنة او المقاطعة ، والاسلوب الذي اعتمده المراجع الثلاث كان اسلم طريق للحفاظ على العراق والعراقيين .
على سبيل المثال حكاية حرب الاكراد تبين لنا ان السيد الحكيم رفضها وحرم قتل الاكراد ، وامر اخر قد لا يعرفه البعض الا وهو مسالة عبد الكريم قاسم واحتلال الكويت واصداره امرا عسكريا لاحدى الفرق باحتلال الكويت الا ان الامر لم يتم معتقدين خيانة القائد وانه مرتشي ولكن الحقيقة تبينت ان القائد لجا الى السيد الحكيم لاخذ رايه فمنعه من ذلك صيانة لدماء المسلمين ، وطائفية عبد السلام عارف لا تقل خبثا عن طائفية البعث ولكن حنكة وحكمة السيد الحكيم كانت رائعة في التعامل معها .
ان من انطوت عليه الاعيب البعث القذر لا يتحملها السيد الخوئي او السيد السيستاني او السيد باقر الصدر ، وانا من عاش بعض احداث حزب الدعوة ، واتذكر احد اعضائهم جاءني باستمارة الانتماء لحزب الدعوة سنة 1977 فسالته الم يكن عملكم سري ؟ قال بل الامر جاء ان يكون علني ، قلت له كان الاجدر بكم ان يكون علني في زمن عبد الرحمن عارف لان الاجواء كانت تساعد اما اليوم انك تقول جاء الامر ان يكون علني فهذا ليس بارادتكم بل ان طاغية العراق كشفكم ، والنتيجة تم اعتقال صاحب الاستمارة سنة 1979 وبعد سنة رايته بافضل حال بعدما اعتقدت انه سيعدم ولكن زملائه وهم زملائي ايضا تم اعدامهم ، وهم جزء بسيط من الشباب والعوائل الذين تم اعدامهم بسبب حزب الدعوة .
اثناء حصار السيد باقر الصدر تمنى لو يكن لديه مسدس ليقاوم ازلام صدام ، والتمنى هنا جاء متاخرا، السيد الصدر في اول اعتقال له من قبل البكر خرجت الجماهير بمظاهرات تطالب باطلاق سراحه وبالفعل اطلق سراحه لوحده فرفض ان يطلق سراحه لوحده من غير ان يكون معه زملائه ، فرضخوا لطلبه واطلقوا سراح الجميع ، فظن السيد الصدر انه لو صعد من مقاومته للبعث سيحقق انتصارا بسبب دعم الجماهير له ، والنتيجة لا الانتصار تحقق ولا الجماهير تظاهرت واعتقل السيد واخته وتم تصفيتهما ، لان الحاكم هو طاغية العراق وليس البكر ، واصاب العراق ما اصاب من تصفية شباب بعد ذلك .
الذين بالامس كانوا يطلق عليهم اسم معارضة ويطالبون بدعم المرجعية هم اليوم على راس السلطة اين تلك المبادئ والقيم التي تدعونها ضمن مبادئ احزابكم ؟ بل ان الفساد والسرقات لم يكن لها مثيل حتى عند اعتى عصابات سرقة البنوك ( نتحدث عن البعض وليس الكل) .
حزب الدعوة أي حزب السيد الصدر شهد انشقاقات لم يشهدها أي حزب بالعالم وعلى مدى التاريخ والانشقاق يعني اختلاف بالمبادئ أي فساد او استحداث مبادئ البعض من البعض .
بينما خط السيد الخوئي الذي كان يفكر بالمذهب والحوزة ورجال الحوزة الامناء ومن بعده السيد السيستاني الذي عاش ظروفا صعبة جدا الا انهما استطاعا ان يقودا العراق الى اقل ما يمكن من خسائر وان كان البعض منها بسبب التهاون في الالتزام بتعليمات المرجعية من قبل بعض المقلدين .
السيد السيستاني وما قام به في العراق بعد السقوط الى اليوم يعطي صورة واضحة على سلامة الراي وبعد النظر في التعامل مع الازمات .
والاغلب ان لم يكن الكل ينتقد استخدام صور ومقالات السيد باقر الصدر من قبل الاحزاب التي تدعي انها تسير على نهجه ... والكلام يطول
https://telegram.me/buratha