المقالات

دولة النواصب وشيعة بن أبي طالب.. تبادل الخبرات، بات أمراً حتمياً..!

2664 2019-04-25

كاظم الخطيب
بعد التقارب السعودي العراقي- الحذر- والتفاهم المشوب بالتساؤلات، والتفاوت الواضح في السلوك السياسي، والرسائل المبهمة التي وجهتها السعودية للشعب وللحكومة في العراق على حد سواء؛ كان لابد من وقفة تأمل ومراجعة، لدراسة الواقع السياسي الذي تقترحه السعودية على العراق؛ لتحديد ملامح العلاقة- الناعمة- الجديدة بين البلدين، بدلاً من علاقتهما الدموية أيام داعش والغبراء.
لقد بات معلوماً لدى القاصي والداني، سعي السعودية بملكها وولي عهدها، وحامي حماها- الأجير ترامب- للتطبيع مع -إسرائيل الشيعة- على غرار التطبيع مع إسرائيل اليهود، ولكن بآلية علوية، وبنظرة فوقية، على العكس من تطبيعها مع إسرائيل بني صهيون، الذي كان تطبيعاً بآلية دونية، وبنظرة تحتية، وتبعية مطلقة.
لابد للرعيل السياسي العراقي أن يعي في المقام الأول، أن العراق ليس تابعاً للسعودية ولا لإيران ولا لأي دولة عربية كانت أو أجنبية، وهذا هو المطلب الشعبي، لمطلق وكامل وشامل الشعب العراقي، بعربه وكرده، بمسلميه ومسيحييه وصابئته، بشماله ووسطه وغربه وشرقه وجنوبه.. وما هذه الدول إلا دولاً نظيرة للعراق، ويجب على العراق أن يتعامل معها كل حسب موقفه، فهم إما محتل- كما أمريكا وتركيا- وإما حليف- كإيران- وإما عدو كغيرهم.
كما لابد لهذا الرعيل أن يعي بأن الخلاف الذي يمارسه بعض القادة ورؤساء الأحزاب منهم، ما هو إلا خلاف قد شجر فيما بينهم إما لمنصب سياسي أو مركز إداري، أو مكسب مادي أو معنوي، وإن شعبهم بكامل أطيافه على يقين تام، ومعرفة أكيدة، بهذه الحقيقية؛ التي جَرت عليه الويلات، وأمطرت عليه النكبات، وفتحت الباب على مصراعيه، لكل من هب ودب من القوى المحلية والعربية والإقليمية والعالمية؛ للتحكم بمصير وواقع ومستقبل هذا الشعب.
لكل دولة علم، ولكل علم كرامة، ولكل دولة حدود ولكل حدود سيادة.. حقيقة يؤكدها العالم، ويدعوا إلى إحترامها الجميع، والعراق هو دولة وعلم، وحدود وكرامة، وحكومة وسيادة، ويجب على جميع الدول والممالك أن تتعامل معه من خلال هذه الماهية، وبالكفية المنطقية، والسلوك العالمي السليم، في تعامل البلدان ذات السيادة فيما بينها.
كما يجب على كل سياسي يحمل على عاتقه سيادة بلده وكرامة شعبه، ويتقلد برقبته شرف القسم بحفظ وحدة وسيادة العراق أرضاً وشعباً؛ أن يحرص على التعامل مع أي بلد بالنسبة للعراق وفق سياسة التعامل بالمثل.
إن إستنساخ تجارب الدول، ومحاكات الأساليب السياسية، والإدارية والقضائية منها؛ بات أمراً شائعاً، ومطلباً مهماً، وسلوكاً إدارياً محموداً، وإن ولعل أقربها تجربة الإجراء القضائي للإخوة اللأشقاء في المملكة العربية السعودية الأخيرة، والتي قضت بإعدام 29معارضاً شيعياً، لمجرد التظاهر والمطالبة بالحقوق، والدعوة إلى الإصلاح، وإطلاق الحريات، وقد جاء في ذكر جرائمهم( أنهم قاموا بالتظاهر وقطع الشوارع وحرق الإطارات) فإستحقوا الإعدام بالسيف على رؤوس الأشهاد.
تجربة غنية بالفوائد والرسائل والعبر، تلك هي تجربة بن سلمان، التي لابد أن يستثمرها العراق حكومة وشعباً، في تطبيق القانون على الخارجين عليه، وإعدام الذين أحرقوا قلوبنا، بدل حرق الإطارات، وإستباحوا مدننا وقرانا بدل القيام التظاهر.
لابد أن تستثمر هذه التجربة من قبل الشيعة ليعرفوا وزنهم لدى آل سلول، وليعلموا أنهم لو إلتفتوا إلى شأنهم وأصلحوا حالهم، إذاً لكانوا في مقام أجل وأسمى في حسابات أل سعود، ولو أنهم حزموا أمرهم بمعاقبة كل من تجرأ ويتجرأ على الدم الشيعي بقصاص عادل، لما كانت دماء الشيعة في شرق الجزيرة العربية رخيصة لهذا الحد.
لابد لسنة العراق أن يستثمروا هذه التجربة أيضاً، ليثبتوا لإخوانهم الشيعة، أنهم معهم قلباً وقالباً في رفض هذه الممارسة الوقحة، ورفض كل الممارسات التي من شأنها تمزيق النسيج الإجتماعي في العراق، كما لابد لهم أن يشاركوا الشيعة في الرفض والألم، وفي الدعوة للقصاص، ليثبتوا لهم بأن الدم واحد، والوطن واحد، والمصير واحد.
ولابد للحلبوسي وبرلمانه، ولعادل وحكومته، ومدحت المحمود وقضاءه، أن يكونوا بحزم محمد بن سلمان، وأن يستثمروا تجربته في الإقدام على تصفية السجون العراقية من كلاب السعودية وغيرهم، ممن أوغلوا سفكاً بدمائناً، وهتكاً لأعراضنا، وإلا فلا شرف ولا شريف.
نافلة القول.. إن دماء الشيعة دماءً غاليةً على الشرفاء من أهلها، وإن كل رقبة تحز وكل قطرة دم تسفك إنما هي طعنة في قلوبنا، وقد وجه بن سلمان، طعنته لإمامنا صاحب العصر والزمان( عجل الله تعالى فرجه الشريف) في يوم مولده( عليه السلام) من خلال حزه لمناحر شيعته، ليثبت للعالم أجمع بإن الأمر برمته قد كان طائفياً، وكان بالفعل طائفياً بإمتياز؛ فكان الفعل طائفي، وكان الألم طائفي.
قال الإمام الصادق (عليه السلام) قول الحق وبه أختم..
"ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد رجلا يقول: أنا أبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم، وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا".
 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك