المقالات

دولة النواصب وشيعة بن أبي طالب.. تبادل الخبرات، بات أمراً حتمياً..!

2914 2019-04-25

كاظم الخطيب
بعد التقارب السعودي العراقي- الحذر- والتفاهم المشوب بالتساؤلات، والتفاوت الواضح في السلوك السياسي، والرسائل المبهمة التي وجهتها السعودية للشعب وللحكومة في العراق على حد سواء؛ كان لابد من وقفة تأمل ومراجعة، لدراسة الواقع السياسي الذي تقترحه السعودية على العراق؛ لتحديد ملامح العلاقة- الناعمة- الجديدة بين البلدين، بدلاً من علاقتهما الدموية أيام داعش والغبراء.
لقد بات معلوماً لدى القاصي والداني، سعي السعودية بملكها وولي عهدها، وحامي حماها- الأجير ترامب- للتطبيع مع -إسرائيل الشيعة- على غرار التطبيع مع إسرائيل اليهود، ولكن بآلية علوية، وبنظرة فوقية، على العكس من تطبيعها مع إسرائيل بني صهيون، الذي كان تطبيعاً بآلية دونية، وبنظرة تحتية، وتبعية مطلقة.
لابد للرعيل السياسي العراقي أن يعي في المقام الأول، أن العراق ليس تابعاً للسعودية ولا لإيران ولا لأي دولة عربية كانت أو أجنبية، وهذا هو المطلب الشعبي، لمطلق وكامل وشامل الشعب العراقي، بعربه وكرده، بمسلميه ومسيحييه وصابئته، بشماله ووسطه وغربه وشرقه وجنوبه.. وما هذه الدول إلا دولاً نظيرة للعراق، ويجب على العراق أن يتعامل معها كل حسب موقفه، فهم إما محتل- كما أمريكا وتركيا- وإما حليف- كإيران- وإما عدو كغيرهم.
كما لابد لهذا الرعيل أن يعي بأن الخلاف الذي يمارسه بعض القادة ورؤساء الأحزاب منهم، ما هو إلا خلاف قد شجر فيما بينهم إما لمنصب سياسي أو مركز إداري، أو مكسب مادي أو معنوي، وإن شعبهم بكامل أطيافه على يقين تام، ومعرفة أكيدة، بهذه الحقيقية؛ التي جَرت عليه الويلات، وأمطرت عليه النكبات، وفتحت الباب على مصراعيه، لكل من هب ودب من القوى المحلية والعربية والإقليمية والعالمية؛ للتحكم بمصير وواقع ومستقبل هذا الشعب.
لكل دولة علم، ولكل علم كرامة، ولكل دولة حدود ولكل حدود سيادة.. حقيقة يؤكدها العالم، ويدعوا إلى إحترامها الجميع، والعراق هو دولة وعلم، وحدود وكرامة، وحكومة وسيادة، ويجب على جميع الدول والممالك أن تتعامل معه من خلال هذه الماهية، وبالكفية المنطقية، والسلوك العالمي السليم، في تعامل البلدان ذات السيادة فيما بينها.
كما يجب على كل سياسي يحمل على عاتقه سيادة بلده وكرامة شعبه، ويتقلد برقبته شرف القسم بحفظ وحدة وسيادة العراق أرضاً وشعباً؛ أن يحرص على التعامل مع أي بلد بالنسبة للعراق وفق سياسة التعامل بالمثل.
إن إستنساخ تجارب الدول، ومحاكات الأساليب السياسية، والإدارية والقضائية منها؛ بات أمراً شائعاً، ومطلباً مهماً، وسلوكاً إدارياً محموداً، وإن ولعل أقربها تجربة الإجراء القضائي للإخوة اللأشقاء في المملكة العربية السعودية الأخيرة، والتي قضت بإعدام 29معارضاً شيعياً، لمجرد التظاهر والمطالبة بالحقوق، والدعوة إلى الإصلاح، وإطلاق الحريات، وقد جاء في ذكر جرائمهم( أنهم قاموا بالتظاهر وقطع الشوارع وحرق الإطارات) فإستحقوا الإعدام بالسيف على رؤوس الأشهاد.
تجربة غنية بالفوائد والرسائل والعبر، تلك هي تجربة بن سلمان، التي لابد أن يستثمرها العراق حكومة وشعباً، في تطبيق القانون على الخارجين عليه، وإعدام الذين أحرقوا قلوبنا، بدل حرق الإطارات، وإستباحوا مدننا وقرانا بدل القيام التظاهر.
لابد أن تستثمر هذه التجربة من قبل الشيعة ليعرفوا وزنهم لدى آل سلول، وليعلموا أنهم لو إلتفتوا إلى شأنهم وأصلحوا حالهم، إذاً لكانوا في مقام أجل وأسمى في حسابات أل سعود، ولو أنهم حزموا أمرهم بمعاقبة كل من تجرأ ويتجرأ على الدم الشيعي بقصاص عادل، لما كانت دماء الشيعة في شرق الجزيرة العربية رخيصة لهذا الحد.
لابد لسنة العراق أن يستثمروا هذه التجربة أيضاً، ليثبتوا لإخوانهم الشيعة، أنهم معهم قلباً وقالباً في رفض هذه الممارسة الوقحة، ورفض كل الممارسات التي من شأنها تمزيق النسيج الإجتماعي في العراق، كما لابد لهم أن يشاركوا الشيعة في الرفض والألم، وفي الدعوة للقصاص، ليثبتوا لهم بأن الدم واحد، والوطن واحد، والمصير واحد.
ولابد للحلبوسي وبرلمانه، ولعادل وحكومته، ومدحت المحمود وقضاءه، أن يكونوا بحزم محمد بن سلمان، وأن يستثمروا تجربته في الإقدام على تصفية السجون العراقية من كلاب السعودية وغيرهم، ممن أوغلوا سفكاً بدمائناً، وهتكاً لأعراضنا، وإلا فلا شرف ولا شريف.
نافلة القول.. إن دماء الشيعة دماءً غاليةً على الشرفاء من أهلها، وإن كل رقبة تحز وكل قطرة دم تسفك إنما هي طعنة في قلوبنا، وقد وجه بن سلمان، طعنته لإمامنا صاحب العصر والزمان( عجل الله تعالى فرجه الشريف) في يوم مولده( عليه السلام) من خلال حزه لمناحر شيعته، ليثبت للعالم أجمع بإن الأمر برمته قد كان طائفياً، وكان بالفعل طائفياً بإمتياز؛ فكان الفعل طائفي، وكان الألم طائفي.
قال الإمام الصادق (عليه السلام) قول الحق وبه أختم..
"ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد رجلا يقول: أنا أبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم، وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا".
 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك