باقر الجبوري
هذا هو حال السيد عبد المهدي مع رؤوس الفساد، الكتل السياسية والاحزاب وأغلب السياسيين يطالبون السيد عادل عبد المهدي بمعالجة اخطائهم التي أقترفوها وتصحيح قراراتهم التي اقروها والقضاء على فساد وفشل وزرائهم في الحكومات السابقة خلال ثلاثة أشهر مع إشتراط عدم المساس بهم وبأحزابهم وبوزرائهم
في السابق واللاحق
تلك حكايتنا وحكاية عبد المهدي مع الفساد، ثم قالوا انهم مع السيد عبد المهدي على ان لايمس حصصهم من المناصب
قالوا ان الاختيار متروك لعبد المهدي لاختيار كابينته الوزارية (( بشرط ان يتولوا هم ترشيح الاسماء لتلك الوزارات ضمن الحصص المخصصة لهم ))، وقالوا كذلك ... انهم مع عبد المهدي في ضرب الفساد الا انهم إستقتلوا ضده عندما حل مكاتب المفتشين في الوزارات لانها كانت الغطاء الشرعي لكل عمليات الفساد التي يقومون بها، قالوا وقالوا ثم قالوا .. حتى ملَ القيل والقال منهم
أشهر طويلة مضت وهم عاجزين بل عن القبول بمرشح وزارة الداخلية والدفاع الا بعد أن يمرروهم بسلة المحاصصة التي كانوا يستنكرونها ويعيبونها في شعاراتهم الانتخابية سابقا
فلان مجرب ... وهم اغلبهم مجربين ، فلان فاسد ... وهم اغلبهم فاسدين، فلان متحزب ... ومن منهم غير متحزب
كانت شروط صعبة تلك التي ضعتها الكتل والاحزاب لاختيار ( نبي الله ) المختار الذي سيدخل الى وزارة الدفاع والداخلية محررا وفاتحا، ذلك كان فيما بينهم وما بين عبد المهدي أما ما كان بينهم وبين المرشح فأمر أخر!
فكم ستدفع ... ولمن ستدفع ... وما ستدفع ... ومتى ستدفع ... وكيف ستدفع ...
كل تلك الاسئلة الصعبة سيكون على المرشح لتلك المناصب ان يجيب عليها قبل إستلام مفاتيح الوزارة مع التوقيع على صك أبيض برصيد مفتوح لرئيس الكتلة ( رواه فتاح الشيخ )
أما ما يكون بين الكتلة والكتلة الاخرى فأمر وادهى ...مرشحكم مقابل مرشحنا، والقبول بمرشحكم للوزارة مقابل الموافقة على تسليم وكالة الوزارة لنا او مقابل عدد من المديريات لفلان من طرفنا ... أو مقابل عدد من التعيينات في الوزارة لجماعتنا ...
أذرع أخطبوطية مسمومة لاتكتفي بحصتها بل تشترط على الكتل الاخرى حصصا في حصتهم كما ستسلمهم من حصتها ليكون الجميع (( في الهوى سوى ))، انطيني وانطيك ... غطيلي واغطيلك،او كما يقول المثل المصري (( زيتنا في دقيقنا ))!
في النهاية ولانهاية لهم، ترى الجميع يتهجم على عبد المهدي فهوا رأس الهرم ورئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيث لاوزير لهما الا هو ، ثم يتكؤون على الارائك ليقولوا لم نشارك في الحكومة واننا سلمنا الامر لعبد المهدي ليشكل حكومته ووزرائه كما يشتهي
البعض يريد محاسبة عبد المهدي، والبعض يطالب باقالته (( من باب التهديد ليطالب بحصة جديدة وليبعد التهمة عن كتلته الفاسدة )) والبعض الاخر تراه يهدد بين الفينة والاخرى بالنزول للشارع في حال عدم تحقيق العدالة التي يراها هو دون غيره والتي لا تصب الا في مصلحته الخاصة
الحمد لله .. مع كوني غير مرتبط بعبد المهدي باي صلة ولكني لا استطيع أن تصور الموقف الذي هو فيه
بين داعش وعودتها من سوريا وخلاياها النائمة في العراق، بين امريكا ومحاولة جعل العراق ساحة للصراع الاقليمي ، بين الفكر البعثي الذي اخترق کل المجتمع العراقي، بين اكثر من اربعين ملف فساد ينخر في مفابل الدولة
بين احزاب وكتل بفكر داعش او بعثي، بين احزاب اخرى تحت عناوين شيعية كل مهمتها التكتل ضد الحكومة ارضاء للسفارات الاجنبية (( الضد النوعي ))، والاهم ... بين مجتمع يطالب بالاصلاح مع ان اغلبه بحاجة لإصلاح نفسه قبل أصلاح المجتمع
هذه هي الحال ...عندما نصلح ذاتنا، عندما تنصلح الاحزاب (( من سابع المستحيلات ))، عندما نخرج للاصلاح بعد معرفة المصلح الحقيقي وإتباعه، حينها فقط سينصلح المجتمعوسينصلح الحال ...
نهاية المقال ... هذا الحال لن يصلحه رآن محمد وصلاحه لن يكون إلا بسيف علي
https://telegram.me/buratha