ضياء المحسن
كلنا نتذكر عام 1990 ودخول صدام حسين بقوات الحرس الجمهوري للكويت، على خلفية مطالبة الكويت للديون التي دفعتها للنظام في حربه مع إيران ليحميها من نيران الجيش الإيراني، هذه الحرب التي جاءت بعد إجتماع صدام حسين مع سفيرة الولايات المتحدة في بغداد أنذاك أبريل غلاسبي والتي أكدت له في الإجتماع ((بأن قضية الكويت ليست مرتبطة بأمريكا)).
الذي حصل بعد اجتياح القوات العراقية الكويت، قامت الولايات المتحدة بالتحشيد لمواجهة نظام صدام، لإخراج القوات العراقية من الكويت حتى لو إضطرت لإستخدام القوة، وما حدث بعد ذلك من تحشيد دوائر العلاقات العامة في الولايات المتحدة، لتشويه صورة النظام العراقي من خلال إستخدام كل الوسائل الممكنة لهذا الغرض، فظهرت الطفلة (نيرة) وتحدثت أمام أعضاء الكونغرس عن حالات القتل الوحشية والإغتصاب التي مارسها الجنود العراقيون بحق الأطفال والمضيفات الأجنبيات، ثم ظهر كذب كل ذلك ولكن بعد حين.
ما يحدث اليوم من جانب الولايات المتحدة تجاه الجمهورية الإيرانية، يشبه ما جرى لنظام صدام لكن بشكل أخر، حيث تقوم الولايات المتحدة من خلال الدول التي تسير في فلكها، بالترويج بأن إيران تمثل خطرا على منطقة الخليج وعلى مصالح الولايات المتحدة في هذه المنطقة الغنية بالنفط.
تضرب الولايات المتحدة على وتر (الميليشيات) في اليمن والعراق التابعة لإيران، وما يتعلق بالعراق فإن الحديث عن (الميليشيات) يعني الحديث عن قوات الحشد الشعبي وهو واحدة من المؤسسات المرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة، هذه القوات التي ساهمت بقوة في حفظ العراق من الوقوع بأيدي التنظيمات الإرهابية، في وقت التزمت الولايات المتحدة الصمت أثناء العمليات الحربية ضد تنظيم داعش الإرهابي، وساهمت الجمهورية الإسلامية بتامين السلاح والعتاد للقوات التي تقاتل التنظيمات الإرهابية؛ ناهيك عن المستشارين وحتى المتطوعين لمقاتلة الإرهابين، حيث سقط العشرات منهم وهم يحاربون الإرهاب على أرض العراق.
قرع طبول الحرب مستمر من قبل الولايات المتحدة وبتسارع، وهو ما نلاحظه من خلال تحريك القطع الحربية الى منطقة الخليج، لكن هل تستطيع الولايات المتحدة تحمل تكاليف هذه الحرب الباهضة الثمن لو وقعت؟ من الناحية النفسية فإن المزاج الأمريكي ليس في وارد أن يستجيب للوقوف مع الرئيس الأمريكي ترامب، خاصة مع ما يرتكبه من هفوات تجعل الناحخب الأمريكي يقف بالضد مما يذهب إليه الرئيس الأمريكي، حتى مع وعود السعودية والإمارات بدفع تكاليف الحرب.
قبل ذلك وبعد إحتلال العراق عام 2003 خرجت الولايات المتحدة مندحرة منه بعد أن خسرت أكثر من سبعة مليارات دولار أمريكي، بالاضافة الى مقتل 4487 عنصرا منذ غزو العراق؛ بينما بلغ عدد الذي أُصيبوا في العراق 32000 شخص، وهو أمر لا يزال الإقتصاد الأمريكي يعاني من آثاره اليوم، فهل يستطيع الصمود أمام هزة أخرى هي أقوى من الأولى بملاحظة أن جهوزية القوات الإيرانية أفضل من القوات العراقية في تلك الفترة.
https://telegram.me/buratha