المقالات

معركة ادلب المصيرية..!


ماهر ضياء محيي الدين

 

كل المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري وحلفائها في كفة، ومعركة ادلب في كفة ثانية ، لأنها المعركة التي لا تقبل القسمة على اثنين ، ومعركة خارطة الطريق لمرحلة جديدة تضع النقاط على الحروف، وتضع حداً لازمة امتدت لأكثر من سبع سنوات من قتلى وجرحى بلغت الآلاف من الأبرياء ، ونازحين تجاوز الملايين ، و دمار شامل وخراب لأغلب مدن سوريا . 
في معركة ادلب صورة تختلف عن كل المعارك السابقة،بسب كل إطرافها يحاول كسبها مهما كان الثمن عن طريق الحوار والتفاوض ، وأخر يريد لفوهات البنادق والمدافع تنهي المعركة،وآخرون يحاولون تحقيق مصالحهم غاياته أو أهدافه ، لكن عبر أطالت أمد الأزمة لأطول مدة ممكنة عن طريق بوابة الآخرين بمعنى استمرار وجود المجموعات المسلحة، لأنه يدرك أن نهاية المطاف سيكون الخاسر الأكبر حسب الكثير من الدلائل من هذا النزاع الطويل ، و تبعات خسارة كل طرف ستكون لها مردودات سلبية للغاية عليه،وانعكاساتها ستجر عليه الويلات ثم الويلات،وسيتحمل الكثير من الخسائر في هذا القضية وقضايا أخرى ، فكل إطرافها تحاول الخروج من هذه المعركة رابحة وليست خاسرة ، وبأي صورة تنتهي المعركة عن طريق الحوار أو السلاح .
وسط هذا المشهد المعقد للغاية من تحشيدات وتعزيزات من جانب الجيش السوري وحلفائها لشن هجوم واسع على المدينة ، ليكون عليها مواجهة الفصائل المسلحة وهي العقبة الأولى لها في المدينة، والتهديدات من الجانب الأمريكي بضربة القوات السورية لو هاجمت المدينة ، ليبقى أهل المدينة في حالة من الخوف والترقب ، وينتظرون ما ستؤول عليه الأمور خلال الأيام القادمة .
صعوبات أو تعقيدات معركة ما بعد ادلب في عدة قضايا ، حسب كل الدلائل والمؤشرات الهجوم على المدينة قادم لا محال ، مجرد مسالة وقت لا أكثر ، وأيضا الانتصار سيكون لكفة الجيش السوري وحلفائها ، والمعارك الأخيرة له خير دليل على ذلك . 
عشرة ألاف مقاتل يقدر أعداد المقاتلين المتواجدين في المدينة مع عائلاتهم ، قد يقتل ألف أكثر اقل البقية ما هو مصيرهم ؟، هل يتم نقلهم إلى أمكان أخرى بموجب اتفاق كما جرى في السابق ؟ ، وأين يتم نقلهم إلى إمكان في داخل سوريا أو خارجها ؟، واغلب الأراضي حررت ولم يتبقى إلا مناطق محدودة جدا، وبطبيعة الحال الحكومة السورية لم تقف مكتوفة الأيدي و تشن هجوم عليها لتحريرها ،وهذا حقها الطبيعية او يتم إعادتهم إلى بلدانهم ، واغلبهم من جنسيات ليست عربية أو سورية أصلا ، وبلدانهم لا ترغب في عودتهم لأنه يشكلون خطرا على أمنهم.
ولو فرصنا جدلا تم حل معضلة المقاتلين يكون الدور في المرحلة المقبلة التواجد العسكري لجميع الإطراف، ووجودكم لا قانوني ولا شرعي ، لان حجة حلفاء سوريا الحكومة السوية هي من طلبت مد يد العون والمساعدة لنا ، وبموجب اتفاقيات تعاون مشترك بين الجانبين ونفس السؤال يتكرر ما هو مصيركم ؟ ،وحجة الإرهاب قد انتهت وزال خطرها ، والحكومة الشرعية حررت أراضيها وبسط سلطتها ، وتريد بدء مرحلة جديدة من الأعمار والبناء وعودة النازحين إلى ديارهم ، التي تحاول عدة إطرافها أعاقتها لأسباب عديدة منها فشل مشاريعهم في سوريا .
القوى المتصارعة في سوريا ستكشف أوراقها في وقتها ، وستكون كل الأمور واضحة كوضوح الشمس حجة بقائكم انتهت ، لتبدأ المعركة الحقيقية للازمة السورية وستكون كل الاحتمالات واردة ، أما تكون لغة القوة والسلاح هي اللغة التي تحسم المعركة ، وهذا الخيار مستعبدا جدا ، لان كل طرف يدرك عواقبه لو وصلت الأمور إلى هذا الحد .
أو عن طريق الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض وابرم اتفاقية أو عدة اتفاقيات تضمن للجميع مصالحهم والخروج من الأزمة بأقل الخسائر ، ويحققوا بعض مكاسبهم السياسية والاقتصادية ، وهو الحل الأمثل للنزاع السوري وأفضل الخيارات المتاحة لكل أطراف القضية.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك