انطلق من هذه الفكرة للكلام عن لوي الذراع في السياسة, والذي تمارسه امريكا حاليا لتحقيق مصالحها, التسريبات الاخيرة تتحدث عن ضغوطات امريكية شديدة, للدفع بمواقف عراقية على الضد من ايران, ومطالب مستعجلة بموقف واضح من ايران (اما ابيض او اسود)! موضحة انها لا يستهويها اللون الرمادي, ولا تحبذ سياسة مسك العصا من المنتصف.
اليوم يتطلب الموقف تواجد ساسة يملكون الارادة ويتقنون الصبر, وان يفهموا الاخر جيدا, فايران جار مهم للعراق, والارتباط الاجتماعي السياسي الاقتصادي الديني لا يمكن ان تفككه ارادة امريكية, انه واقع وقد حاول صدام لسنوات طويلة خلق حواجز بين الشعبين, حيث مارس ابشع الوسائل من افتعال حرب طويلة, ثم ممارسة خطاب اعلامي باعتبار الفرس عدو ازلي للعراقيين, لكن ما ان زال صدام عن السلطة حتى تبخرت كل مخططاته, ولم تعشعش الا في عقول ابناء البعث واولاد الرفيقات والجهلة, وها هي ايران شريك مهم للعراق الحالي.
امريكا تريد ان تشدد الحصار على ايران, عبر الضغط على الساسة العراقيون, كي يقوموا بتشديد الرقابة على نقاط التبادل التجاري الحدودية, وفرض اشاعات التهديد لمصالح امريكا كحقيقة يكون العراق بموجبها مطلوب منه التجاوب معها, والا اعتبر شريكا في التهديد.
دعوني اقف قليلا عند قضية الحصار, فالحصار اعتبره قضية ظالمة ومخالفة لكل القيم الانسانية, كنا نحن الشعب العراقي ضحيتها, عندما فرضت امريكا نفسها الحصار على العراق في تسعينات القرن الماضي, بعد دخول الكويت (اب-1990), لكن نظام صدام لم تؤثر به سنوات الحصار, حيث كان يعيش عيشة الملوك, فقط سحق الحصار المجتمع العراقي سحقا, والى اليوم نعاني من نتائجه, لذلك ندرك جور قوانين الحصار.
المطلوب الان, ان تكون هنالك رؤية عراقية واضحة وحاضرة للحدث, وتوضح للأخر استحالة قطع الروابط مع ايران, فالقضية ليست سياسية فقط, بل هي تمتد الى اواصر مشتركة (اجتماعية, دينية, اقتصادية, تاريخية), ودعوة الاخر ان يفكر بحربه بعيدا عن دفع العراق للإنظام لمعسكره, بل ان ندعوه لحلول تجنب المنطقة الدمار, فالحوار هو لغة المتحضرين ام التهديد فهو اسلوب الطغاة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha