محمد كاظم خضير كاتب وباحث سياسي
عندما نرى في بلدنا العظيم القدرات الخلاقة التي تدهش العالم ندرك مدى ما يمتلكه هذا الشعب وكلما زادت محبتنا لشعبنا وأرضنا كلما تاقت نفوسنا لرفع اسمه عاليا ، وعندما يبرز عبقري أن ينبغ نابغة ، أو تظهر قدرات لشخصية ما كلما شعرنا بالفخر والاعتزاز ، ولكن يجب أن يكون هناك عتب على من قصر في حق هذه الشخصية ، وكم يعتصرنا الألم عندما يفقد العراق من هذه القامات التي قدمت للعراق شيئا ما ، السيد عبد العزيز الحكيم هو عبقري من خلال قدراته وذكائه وقائد يندر أن يأتي الدهر بمثله ، وسنشاهد تأثير ومدى ما قدم وأثر وأنجز في فترة توليه القيادة رئيس مجلس الوزراء بكل مستوياتها ، وكيف كان متحركا كأنه يشعر أن الموت سيسبقه فكان معه في سباق حتى أنجز ما أنجز وسطر لنفسه صفحة لا تمحى وحجز لنفسه مكانا مرموقا بين شخصيات ورجال العراق ، وسيكون له منزلة ومستوى يتم دراسته في النظام السياسي الإسلامي ، حيث مثل ولي الأمر الزاهد العادل المؤمن النزيه الشجاع الكريم القوي العبقري ، وستدرس حياته وما هي المؤثرات والفكر الذي كان يعتنقه ، والثقافة التي كان يسير وفقا لتعاليمها ، وانتماؤه وكيف أثر على شخصيته هذا الانتماء.
نحن في العراق نشعر بالفخر والاعتزاز كوننا ننتمي لهذا الشعب العريق العظيم المسلم بكل ما تعنيه الكلمة العربي بكل ما تتضمنه الكلمة من معنى ، نمثل العروبة والإسلام في أنصع صورهما ، والحديث وكيف اعتزوا بعروبتهم وإسلامهم ، وهذه الهوية هي التي يجب أن تزرع في نفوس الأجيال ، وهي كفيلة بأن تنطلق من خلالها كل الطاقات الإبداعية ، وأن يسعى الشباب إلى أن يرفعوا اسم بلدهم عاليا كما رفعها عزيز العراق في حياته وبعد مماته ، هل هناك قيادة تقترب من هذا العلم الشامخ المجاهد المؤمن التقي ، وستبقى خطاباته نبراسا نستلهم منها الفداء والتضحية.
لقد تأثر عزيز العراق بعظمة المجاهدين ضد البعث عندما زارهم وشعر وقدر تضحياتهم أعظم تقدير. هو فعلا يقدر ويثمِّن تضحيات العراقيين. والمجاهدين ، وكان يرى أن القرب منهم يمنحه مزيدا من الثبات والطهر والتقى لاسيما وهو في موضع القيادة التي إن لم تتحلى بالطهر والنقاء والعدل سوف تسأل عن كل ما يعانيه الناس وهي مسؤولية كبرى ، وعندما كان يصل إلى المجاهدين كان يمنحهم معنوية قوية من خلال كلماته الصادقة التي لم تكن سوى تعبير صادق عن جهاده وتضحيته التي جعلته لا يبالي بالموت بل كان يتمنى الشهادة ، وتاقت نفسه إليها فهو لم يجلس في قيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ورئيس الوزراء إلا ليقوم بواجبه دون تقصير بل كان مثالا وقدوة لجميع رجال الدولة ومثل العبقرية بكل جوانبها ، وللعراق أن يفخر وتعتز أنها أنجبت أمثال هذا الرجل الذي سيكون سلوكه معيارا للقيادة المثالية التي تعبر عن الإسلام وتمثله أفضل تمثيل ، وما تفقده لقوات الأمنية في محاربة الإرهاب في بداية سقوط نظام صدام المجرم إلا دليل ناصع على أنه لم يكن جاهلا ومتناسيا واجبات القيادة وهي هنا الرقابة والإشراف والمتابعة ، وكان يقول رحمه الله وبما أننا بعد سقوط نظام البعث وفي بناء العراق فهذا الميدان هو الذي يجب أن توليه القيادة الاهتمام اللازم وهذا ما قام به عزيز العراق .
ولعله في حياته وبرغم ما كان يقوم به لم يكن يمدح أو يشاهد صوره في الميادين بل لقد كنت استغرب ندرة الصور التي كانت له في فترة رئاسته لوزراء وكأن ذلك كان متعمدا ، لأنه كان يتحرى الإخلاص وهذا ما جعله شخصية استثنائية وهنا مكامن العبقرية ، وهنا علينا أن نتلمس القدرات الإبداعية والاستثنائية في كل المجالات والتي لها تأثير حتى يتم استثمار قدراتها ، وأن يتم الاستفادة من تجارب الآخرين في رعاية وتقدير العباقرة ، وسنرى كيف تكون الثمرة ، وفي حضرة السيد عبد العزيز الحكيم لا يمكن أن نذكر أي اسم غير أننا في هذا الشعب يجب أن نقدر ونفتخر بأي إنجاز أو تميز لمواطن العراقي حيث أنه يمثلنا والتربة العراقية هي التي احتضنته والبيئة العراقية والثقافة العراقية هي التي أنتجته
https://telegram.me/buratha