ماهر ضياء محيي الدين
رغم إن كل المؤشرات الحالية تؤكد على إن هناك هدوء نسبيا في المواقف والتصريحات الرسمية بين الجانبين الأمريكي والإيراني ، إلا انه خيار الحرب والمواجهة مازال قائم أو الهدوء الذي يسبق العاصفة .
أمريكا سيدة العالم بلا منازع أو منافس من حيث القوة والنفوذ منذ الحرب العالمية الثانية ، وصاحبة إمكانيات ضخمة وهائلة في مختلف الجوانب ، وشعارها المعروف من الجميع الغاية تبرر الوسيلة (بيت القصيد) من اجل تحقيق الغاية أو الهدف المطلوب،وهي تطلب الحوار والتفاوض مع إيران، وتحشد قواتها وحلفائها ،وإيران ترفض هذا الأمر جملة وتفصيلا إلا في حالة قامت أمريكا برفع العقوبات الاقتصادية عليها كشرط لبدء الحوار .
وسط هذه الأجواء المشحونة ، والكل يترقب حلا من طرف ثالث يتدخل بين الطرفين ينهي هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة ، وبدون الحاجة إلى اللجوء إلى خيار الحرب ،لكن هذا الأمر في الوقت الحالي لا يبدو متاحة، لتكن الكرة في ملعب الطرفين المتخاصمين إما يتنازل إي طرف عن بعض شروطه للأخر نتيجة الضغط أو حسابات أخرى ، وتبدأ مرحلة الحوار أو ستكون هناك خيارات معهودة لأمريكا تجبر الأخر على الجلوس على طاولة التفاوض ، والقبول بشروطه على الحد الممكن .
لو رجعنا إلى الوراء قليلا ونأخذ تجارب أمريكية في كيفية مواجهته وتدمير خصومها لإرغامهم على التنازل وقبول بشروطها،والشواهد كثيرة على ذلك ، ولعل التجربة اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية خير دليل في كيفية إخضاعها ، بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام ، لان رئيس الوزراء الياباني سوزوكي رفض هذا التقرير وتجاهل المهلة التي حدَّدها إعلان بوتسدام.،وكان نصه أن تستسلم اليابان استسلاما كاملا بدون أي شروط ، ليكون الخيار في القصف الذرّي الذي شنته أمريكا على هيروشيما وناجازاكي،وهي حالة تشبه لحد كبير موقف إيران اليوم الرافض للحوار .
قد يكون خيار أمريكا اللجوء للسلاح النووي ليس بالحسبان الكثيرين لعدة حسابات منطقية وواقعية،ففي حقيقية الأمر أمريكا لن تتراجع عن تنفيذ مخططاتها ومشاريعها في المنطقة مهما كان الثمن خدمة لمصالحها ومصالح الكثير من الدول الأخرى الإقليمية ومنها إسرائيل،وضرب إيران وإضعافها من الأمور التي يجب القيام بها رغم أنها خطوة صعبة للغاية، وقد تكون الضرب محدود نوع ما ليس كما فعلت مع اليابان ،لان الأخيرة واقفة حائلا قوي إمام مشاريعها في المنطقة، وقد تلجا إلى طرق أو أساليب معهودة أخرى وغير معهودة في دمار إيران،ودخولها إلى العراق، وسقوط بغداد خلال أيام معدودة كان مفاجئة غير متوقعة للجميع رغم اختلاف الكلي بين الحالتين ، لكن لأمريكا حسابات وخطط جعلتها في هذه المكانة ، وبنفس الخطط التي دمرت دول عظمى ( الاتحاد السوفيتي ) خلال كانت واقفة بوجهة في المراحل السابقة .
كل الخيارات والبدائل ما زالت مطروح ومتاحة للجميع ، إلا انه دوام الوضع الحالي بهذا الوتيرة بين التهديد والضغط والتهديد لن يستمر طويلا .
https://telegram.me/buratha