المقالات

الامام الخميني الزلزال الذي هز عروش المنطقة


اسعد عبدالله عبدعلي  assad_assa@ymail.com

 

الشمس لا يمكن ان يحجبها غطاء, مهما عملت المكانات الاعلامية المعادية للإسلام او للتشيع, للطعن والتشويه في صورة الامام الخميني رحمه الله, فانهم فشلوا وكان تأثيرهم فقط على السذج والجهلة, فما فعله الامام الخميني يقرب للإعجاز, كان الاطاحة بشرطي الخليج "الشاه" امرا صعبا, بل يحتاج لجيوش وترتيب اقليمي, فشاه ايران حليف الغرب والصهيونية وكل المنطقة تهابه, ويمتلك جيش جرار ومع تسليح كبير, بالإضافة لجهاز استخباري متطور ومخيف يدعى (السافاك), وبحسب هذه المعطيات يعتبر ما قام به الامام الخميني عظيما يقرب من الاعجاز.

وحصلت الثورة المباركة بقيادة الامام الخميني ليبزغ فجرا جديد, وتتحول ايران من دولة حامية للمصالح الغربية في المنطقة, الى دولة تدافع عن حقوق المستضعفين في كل العالم.

بعد نجاح الثورة دبرت القوى العالمية مكيدة عظيمة, لإيقاف مد الثورة الاسلامية والتي وصل صداها الى العواصم العربية والغربية, حيث اعاد الامام الخميني شعارات الامام الحسين عليه السلام للظهور في حياة الامة, مثل (( هيهات منا الذلة)), ((انما خرجت للإصلاح في امة جدي....)), ((كونوا احرارا ...)), عادت لتعيش بعقول الامة مما سينتج مجتمعات رافضة للظلم والطاغويتة, وهذا بالخلاف لما هو كائن في دويلات الشرق الاوسط وما تريده القوى العالمية, لذلك كان لابد من خطة شيطانية لإيقاف المد الحسيني في المنطقة.

ظهر مخطط الغرب للوجود, ففي عام 1980 دفعت القوى الظلامية والخليجية بصدام لمحاربة ايران, واسرع لتلبية نداء الدولار بحماقة تاريخية لا تنكر لصدام, فكانت حرب الثماني سنوات, بالإضافة لهجمة اعلامية شرسة اشترك بها الغرب والعرب لتشويه صورة الامام الخميني, والاعلام شريك اساسي في توليد القناعات, فكانت ايران الخميني امامها تحدي كبير وهو الحفاظ على الثورة امام الدفع الغربي للقضاء عليها.

يمكن اعتبار الامام الخميني الرجل الذي اعاد الحياة للقضية الفلسطينية بعد ان تم اهمالها وكان موعد السلام مع الصهيونية قريبا في نهاية السبعينات, لكن اعاد الامام الخميني جذوة الامل في الامة للمطالبة بالقدس واعلان يوم عالمي للقدس, ودعمه الكبير للثوار الفلسطينيين, حتى قال فيه رئيس جنوب افريقيا نيلسون مانديلا ((الإمام الخميني كان اهتمامه بفلسطين والقدس منذ انطلاقتها، فلم تبدل التحديات العالمية حرفا في موقفه، ومسألة فلسطين هي مسألة عقائدية وليست موضوعاً لا للمساومة ولا للتفتيت، والإمام كان الداعية الدائم للوحدة والتكامل بين المسلمين وبين المستضعفين أيضا، وكان يتحدث عن الجامع الإبراهيمي بين الديانات السماوية واتباع الديانات السماوية)).

نعم يصادفنا الكثير من السذج ومدعي الثقافة وهم يقولوا ماذا قدم الامام الخميني!؟ يرددون تفاهات البعثية واتباع الاعلام الصهيوني وقد تراكم الجهل في قلوبهم ليصبح جبلا من الظلام, هم القريبون جغرافيا عن الحدث ولا يرون الحقيقة, لكن الكثير من البعيدون ادركوا ما فعله الامام الخميني واذكر هنا البابا جون بول الثاني وهو زعيم الكاثوليك في العالم حيث يقول عن الامام الخميني : " إنني دائماً أدعو لكم ولقائدكم. فمن الواجب التحدث حول ما فعله (الإمام الخميني) في بلاده وفي جزء واسع من العالم باحترام كبير وفكر عميق", او ما قاله رئيس الاتحاد السوفيتي السابق بحق الامام الخميني: "كان يفكر أوسع من الزمن ولم يكن يتسع له بعد المكان, لقد استطاع أن يترك أثراً عظيماً على تاريخ العالم".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك