عبد الحسين الظالمي
يتميز الشعب العراقي بميزات تراثية اجتماعية يكاد يكون منفرد فيها شكلت طابعا يصبغ الحياة اليومية للمجتمع ويشكل دافعا مهما في استمرار الحياة وخصوصا ايام شهر رمضان المبارك وايام عيد الفطر ومن هذا التراث الجميل هو تبادل الاطعمة قبل الفطور بين الجيران وارسال الاطباق الى الجوامع او الحسينيات القريبه من المنزل حتى اصبح هذا السلوك جزءمن واجبات بعض العوائل ولا شخاص .
ليس غريبا ان ترى اصحاب الاطباق في الاحياء يطرقون الابواب على الجيران ليعطوهم ما تمكنوا من اعداده في ذلك اليوم حتى تصل بعض الايام الى اكثر من طبق يصل العائلة من الجيران بل اصبح البعض ينتظر متى تطرق الباب ورغم بساطة هذه العملية ولكن اثارها الاجتماعيه كبيره جدا بل سببا مباشرا
في تقوية الاواصر الاجتماعية بين العوائل وهي عمل ينمي روح العطاء والمشاركة عند الناس بعضهم مع البعض الاخر ولذلك نرى التاكيد الكبير من رسول الانسانيه الرسول الاعظم محمد صل الله عليه وسلم على قضية افطار الصائم حتى ولو بقطعة تمر واحده لما لهذه العمليه من اثر جميل يتركه في نفس الانسان مما يجعلها اكثر قربا من الاخر .
وكذلك حالة التزاور في ايام العيد بدءا من صلاة العيد التي تجمع ابناء المنطقة الواحده والتي تجعلهم قطعة واحدة يتبادلون التهاني بعضهم لبعض متذكرين موتاهم والمرضى والغائبين منهم ثم يبدء الناس في التزاور بدءا من زيارت الابناء للاباء ولا مهات والاخوان ثم السادة من بني هاشم او اكابر المنطقة ثم تتوسع العملية الى من هم ابعد وهذه حالة مهمة جدا في عمليه ادامة حالة الترابط واشاعة المحبه وانهاء حالة الخلافات التي قد تحدث نتيجة زحمة الحياة ومشاكلها لذلك اصبح العيد فرصة لانهاء الخلافات بين الناس وهذه العمليه بحد ذاتها تشكل اساس في قوة ومتانة المحتمع والسوال الذي يطرح نفسه هل يشكل التطور التكنلوجي بدايه للقضاء على هذه الظواهر ويصبح العيد مجرد رسالة اس ام اس وخدمة الايصال بدل الاطباق ذلك السوال الذي لابد لنا من ان نجيب عليه
ان العلة من كل ذلك هي تنمية العلاقات الاجتماعية بين الناس وهي اهم شىء علينا ان نحافظ عليه ولو سألت اي فرد هاجر من العراق الى بلاد اخرى مالذي تفقده ويحز في نفسك في شهر رمضان وايام العيد ؟وبدون تردد لذكر لك انه يفقد هذه الاعمال والعادات التراثية الجميلة ويحن اليها بشكل غريب والى مشاهدة لعب اطفال الجيران في الشارع فهل نحافظ
على تلك الكنوز ؟ام ان موجبات التطور تتطلب منا ان نغادر ها كما غادر البعض الزيارات وكتفى بالحد الادنى وهو رسالة اس ام اس والتي بدورها قربت البعيد وابعدت القريب !!!
كل عام وانتم الى الله اقرب ...
https://telegram.me/buratha