المقالات

التقاعس والانكسار والمقاومة!

1881 2019-06-08

سجاد العسكري


قال تعالى في محكم كتابه العزيز(إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) وكما يعلم العقلاء بأن الظلم والبغي والفساد هي من الادوات التي تسبب نتائج افساد الارض ,وطالما يعتمد عليها الظالم والمتسلطون على الشعوب ,لخرق استقرار الشعوب بالبطش والطغيان وسلب حقوقهم الطبيعية التي ينشهد لها كل فرد طامح في ازدهار ونماء وعمران الارض بشكل عام او بلده ووطنه الذي ترعرع وكبر في كنفه .
فاختلاف الموازين من اختلال العدل , وان يعم الفساد , فنحن امام تصدر المفسدين لمختلف المسؤليات التي لها ارتباط مباشرة في مختلف القضايا المهمة المرتبطة بقوت الشعب , وهم نتاج الظلم الذي استهدف امن وحماية المجتمع ورفاهيته واستقراره ونهضته التي اصبحت لعبة بايدي الظالمين المفسدين , وهم في غفلة مع من نصبهم في مراكزهم المهمة التي اعدت لخدمة الانسانية وتقديم العون له.
اما من يقف موقف المحايد من الظالمين ويتخذ السكوت طريقا له وهو يقول في نفسه او علنا :(طالما بعيدا عنا الظلم فلا شأن لنا ) وهم يجهلون اليات الظالم ان الجميع مستهدفون ؛لكن التدرج هي سمة الظالمين , ومن الخطأ من يظن ان الظلم الواقع على الاخرين بأنه لن يصل اليه , فسنن الله على الارض تقول عكس هذا كما في قوله تعالى (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا) بسبب ظلمهم او سكوتهم وغض الطرف بالقول او العمل ؛لأن الفساد بسبب الظلم ياخذ بالتدرج كالغدة السرطانية التي شيأ فشيأ تنتشر فلا يدرك وجودها الا بعد فوات الاوان لأنها بلغت مبلغا لا نجاة منه .
فمن يركن الى الظالم تقتل لديه الروح الثورية التي تسعى الى التحرر من قيود المستبدين الظالمين المفسدين ؛ليتحول الى عاجز عن ادارة شؤونه الشخصية ؛لأنه سلم جميع اموره بيد الظالمين والمهيمنين ,وبذلك يستمر الوهن ليفقد المجتمع روح المقاومة والبقاء من اجل الاهداف السامية العليا , وحتى الوهن يصيب الاهداف الشخصية الضيقة التي يأمل في تحقيقها ,فلابد ان يحشد المجتمع ضد قوى الظلام والاستبداد التي تسيطر على اوطاننا وشعوبنا , ولتكن قدوتنا محور المقاومة كحزب الله والحشد الشعبي وانصار الله والمقاومة الفلسطينية التي اجبرت القوى العظمى الواهية عالميا بأن تخضعها وتفشل مخططاتها .
فهذا المحور رفض الظلم والفساد ليسموا في سماء المجد ويحقق الانتصارات المتتابعة بفضل قياداته ورجالاته المؤمنين بأن لا يجتمع النقيضان ولا يرتفعان ,فطالما هنالك ظلم وظالم لأبد ان يوجد المقاومة والمقاوم ,فكلما تتنوع ادوات الظلم سيقابلها ادوات مقاومة ووسائل للتصدي له , وهذا ماتشهده المنطقة منذ عقود من استغلال المنطقة عموما وسلب خيراتها بفعل رجال المقاومة فحاولوا في فلسطين ولبنان وسوريا والبحرين والعراق واليمن ...,لكنهم واجهوا رجال وقادة حشدوا مجتمعهم للوقوف ضد زحف الاستبداد والاستكبار والطغيان , واشركوا بهذا الحشد جميع قواه الفاعلة والاصطفاف المدرك للاوضاع والمخططات , وان يتركوا مقاعد الساكتين والمتفرجين , ويلتحق الجميع وكلا من موقعه واختصاصه في مقاومة الظالمين .
فالتاريخ يكتبه الاقوياء الاحرار , واما نظم الاستبداد والاستكبار فأنها تنموا اينما كان الضعف يسود المجتمعات وفقدانها للقيادة الحكيمة , فالمقاومة شاهد عيان في ما يدور في منطقتنا, فعافيتنا وحريتنا واستقلالنا واستقرارنا مرهون بالمقاومة .

     
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك