نزار العبادي
لم يؤرق حكومة السيد عبد المهدي امر اكثر من ملف الكهرباء، فهو ليس مجرد أولوية خدمية، بل ورقة سياسية يراهن عليها الخصوم كل عام في تفجير حراك الشارع، ولي ذراع الحاكم.. ورغم كل التدابير التي اتخذها لاسقاط الرهان، إلا أنه قد يتفاجأ في الأيام القليلة القادمة بمن يعيد التحدي لحلبة المربع الأول..
فادراك الجماعات الإرهابية لحساسية هذا الملف، وأهميته في صناعة فوضى الشارع، ولقوة صداه الإعلامي، سيدفعها نحو حرب تفجير أبراج الكهرباء الناقلة لخطوط الضغط العالي بين المحافظات.. فصعوبة تأمين الحماية لهذه الابراج الممتدة على آلاف الكيلومترات، وبفضاءات مفتوحة، يجعلها هدف سهل نسبيا وحيوي جدا للعناصر الارهابية..
كان من الممكن أن تدخل أنابيب النفط مع أبراج الكهرباء ضمن أهداف الجماعات الإرهابية- كما كان يفعل تنظيم القاعدة في عدة دول- لولا تعارض ذلك مع المصالح الامريكية، خاصة في ظل الحظر على إيران..
لقد نجحت داعش في حرب الحرائق بلفت انظار الرأي العام لوجودها، في ظل سوء تقدير حكومي للحالة المنظمة بدقة التي جرت فيها الحرائق، لكن ماهي إلا أيام وينتهي حصاد الحنطة والشعير، بالتزامن مع اشتداد حرارة الجو، وستنتقل داعش إلى حرب أبراج الكهرباء.
وبتقديرنا ان الحكومة ستفشل ان راهنت على الأجهزة الأمنية منفردة في تأمين الحماية، بل يتوجب عليها ابرام اتفاقات مع وجاهات المناطق التي تمر بها خطوط نقل الطاقة او القريبة منها للمساعدة في تأمين الحماية، حتى لو اضطرت لدفع مبالغ رمزية- فتلك تجربة ناجحة لجأت اليها اليمن في 2008 بعد ان ذاقت الويلات من عناصر القاعدة باستهداف أنابيب النفط وابراج الكهرباء.
نعتقد ان على الحكومة المبادرة بخطوات استباقية قبل ضياع كل جهودها التي بذلتها، والوقوع في المحظور..
https://telegram.me/buratha