مجيد الكفائي
جلست القرفصاء في عربة الجرارالقديم مع عدد من بنات القرية ونسائها ومع اول حركة للجرارعلا هدير محركه على اصوات من معها من بنات ونساء فاستسلمت وردة لخيالها وراحت تستعيد كل لحضات ذلك اليوم لحظة لحظة, فاليوم بدأ جميلا منذ اشراقة الصباح ,والدها سوق محاصيله الزراعية الى المدينة ووعدها بفستان جميل وحلويات واختها الكبرى كانت ستنتهي من حياكة "بلوزة" صوفية لها عصرا,تلميذات صفها صفقن لها بحرارة لانها اخذت درجة عالية في اغلب المواد الدراسية,والدتها وعدتها ان تصطحبها معها لزيارة خالتها في اطراف القرية مساءًوبذلك ستتهيأ لها فرصة اللعب مع بنات خالتها اللائي لم ترهن منذ فترة, مرشدة الصف قالت لها ستنزلين غدا مع المتفوقات امام كل تلميذات المدرسة للتكريم من قبل ادارة المدرسة واردفت قائلة ماذا تريدين ان تصبحين في المستقبل فقالت لها معلمة مثلك وساقوم بتنظيم الاصطفاف يوم الخميس مثلك اخذها خيالها بعيدا تراءت لها مدرستها وذلك الاصطفاف المهيب وقد وقف الجميع بانتظار اشارة بدأ الاستعراض من قبلها وهي تقف في ساحة المدرسة والتلميذات قد اصطففن ينتظرن بداية الاستعراض ورفع العلم
صاحت بصوت عال مدرسة استعد
كوكبة رفع العلم الى الامام سر
رفع العلم ابدأ
ارتفع العلم عاليا في السماء
صاحت بصوت عال بنات
تحية العلم
انشدت احدى التلميذات من كوكبة رفع العلم
عش هكذ افي علوأيهاالعلم ** فإننابك بعدالله نعتصم
عش خافقا في الأعالي للبقاء وثق ** بأن تؤديك الأحزاب ك لهم
جاءتتحييك, من قرب مبينة ** أفراحهابك , فانظر , هذه الأمم
إناحتقرت , فإن الشعب مقتحر ** أواحترمت , فإنالشعب محترم!
مدرسة استريح مدرسة استعد
, النشيد الوطني,
ردد الجميع
موطني موطني
الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ
في رُباكْ في رُباكْ
والحياةُ والنجاةُ والهناءُوالرجاءُ
فيه واك في هواك
هل أراكْ هل أراكْ
سالماً منعَّما وغانماً مكرَّما؟
هل أراكْ في علاكْ
تبلغ السِّماكْ؟ تبلغالسِّماكْ؟
موطني موطني
موطني موطني
, كانت فرحة وهي ترى نفسها معلمة تنظم استعراض الخميس في مدرستها لكن ركلة وحشية اطاحت بذلك الحلم ,افاقت فزعة على وجه رجل قبيح الوجه قذر الهندام شعره طويل بلا ترتيب صاح بها قائلا استيقظي من النوم وانزلي من الجرارفلم يبق سواك قامت وتعثرت ركلها مرة اخرىنظرت اليه مستعطفة فلم تلق الا صفعة على وجها وضربة بكعب البندقية قفزت دموعها من عينيها وهي تنظر الى المكان الذي بدا موحشا لقلة ساكنيه وتوقف الحياة فيه كليا ارعبها اكثر وجود عدد كبير من المسلحين وتلك الرايات السود التي احاطت بمبنى كأنه كان مدرسة اومركزا صحيا فالقت على المكان خوفا وكابة,اتجهت مع ذلك الرجل القبيح لتصطف مع بنات ونساء قريتها علا في المكان لغط حيث وصل المكان شخص يبدو من خلال اصداره للاوامر انه اميرهم وبعد ان تكلم مع احد المسلحين قام اثنان منهما بناء على امره بتقسيم النساء الى صنفين متزوجات وباكرات وبذلك انفصلت وردة عن امها وخالتها وجارتها ام امين وبعض نساء القرية
تقدم الامير يتفحص قسم الباكرات فاشار بيده الى احداهن فاخذها مرافقه وعزلها عن الباقيات ثم تمشى قليلا ووقف قرب وردة واشار عليها فاخذها مرافقه الاخر واوقفها مع البنت الاولى ثم اختار ثالثة واكتفى وتكلم مع المسلحين كلاما لم تفهمه ثم اتجه الى سيارته ,اقتيدت البنات الثلاث الى سيارة عسكرية مكشوفة واجبرن على الركوب فيها ذرفت وردة اخردموعها وهي تودع والدتها ونساء قريتها والتي كانت تشعر معهن بشيء من الامان وغادرت الى مجهول لاتعرفه ومع اناس لم تر من قبل مثلهم ظلت عيونها شاخصة الى والدتها وكانها تقول لها امي لَم تتركيني
ومع سرعة العربة وابتعادها اختفى منظر والدتها وطغى مكانه سراب وخيال فترائى لها والدها واخيها وهم في سيارتهم "البيك اب" مقبلين نحوها لوحت لهما بيدها رفع والدها فستانا جميلا واشار لها عليه فرحت كثيرا لقد اشترى لي والدي فستانا جديدا كما وعدني سارتديه في حفلة زفاف اختي الخميس المقبل استسلمت للخيال مرة اخرى اخذها سريعا الى حفلة الزفاف وذلك الموكب الكبير وتلك الفتيات وهن يرقصن امام سيارة العروسين دخلت مع اختها العروس صالة البيت حيث وضع كرسي للعروس وباقات وردة كبيرة تحيطه من كل جانب وقفت بجانب اختها العروس التقطت والدتها وقريباتها صورا للعروس وهي تقف بجانبها مرتدية فستانها الجميل صفقت مع البنات الصغيرات وهن يجلسن على شكل دائرة ويرددن (حلوة ياعروسة حلوة بجمالك ابتلينه بلوة)
ركضت مع البنات تلتقط قطع الحلوى التي نثرتها والدتها على راس العريس عند دخوله الصالة وهي تزغرد, ثم افاقت من خيالها بعد ان ارتطم راسها بسياج السيارة التي توقفت فجاة اما احد القصور لتصحو من حلمها الجميل كفكفت دموعها وهي تنزل من السيارة وصراخ المسلحين وركلاتهم تمزق اذنيها وجسمها الصغير وهم يسحبونها لانزالها من العربة,لم تعرف وردة لماذا يضروبنها ولم تفهم كلامهم فلغتهم غير معروفة لها, ادخلها المسلحون مع رفيقتيها القصر لتستلمهن احدى النساء المنقبات والتي ابدت ليناً وحسنا في تعاملها معهن ,كان ذلك واضحا عندما قدمت لهن الماء والاكل وابدت اعجابها بجمالهن وخصوصا بجمال وردة والتي قالت لها حين سألتها عن اسمها انك حقا وردة ولا تستحقين الذبول وبلغة فهمتها وردة فالمراة يبدو انهاغيراجنبية, قالت المراة المنقبة للبنات عليكن اطاعة اوامر الامير والا سيقتلكن,ارتعدت وردة خوفا وتجرأت وسألتها اي اوامر تقصدين؟ اجابتها المراة اليوم ستسهرن وترقصن للامير ثم يلهو معكن ساعات
ارتجفت وردة واصفر لونها واستجمعت ما عندها من قوة وقالت للمراة ولكن عمري يا خالة لم يتجاوز الحادية عشرة بعد,قالت لها المراة الامير كل يوم يفعلها مع بنات اصغر منك وبعدها اما يبيعهن او يهبهن لاحد مرافقيه او يبقى على من يرغب لتعمل في قصره,انت بالذات عليك ان تنفذي ما يريد والا سيعطيك لمرافقيه وستكونين بايدي متوحشين قالت المراة المنقبة لوردة ذلك, فتجمد الدم في عروقها واخذتها رجفة طويلة لم يبق سوى نصف ساعة على المساء وساكون في حجرة الامير ماذا سافعل ساكلمه ساقول له اني طفلة وليس امراة اعتقد انه سيتركني نعم سيتركني, لا انه منهم انهم وحوش لا يرحمون اخذها خيالها فورا الى تلك الظهيرة المحزنة حين هجم المسلحون على قريتهم تذكرت وحشيتهم وهم يجمعون النساء والاطفال ويقتلون الرجال تراءت لها صورة ثلاثة من اخوانها الشبان وجيرانها الاربعة وهم يسقطون صرعى برصاص بنادقهم تذكرت ذلك الشيخ الذي جز راسها حد المسلحين بالحربة لانه منعه من الاعتداء على ابنته رات صورة ابن جيرانها المعاق جثة هامدة في كرسيه بعد ان رشوه بالرصاص وهم يضحكون تذكرت كيف فجروا منازلهم وسرقوا ممتلكاتهم, فتحت عينيها فزعة مرعوبة من تلك المشاهد رفعت راسها الى السماء اغمضت عينيها ,دعت فيها احد الصالحين كما سمعت عنه ان ينقذها من هؤلاء باية طريقة غشيتها غفوة رآت رجلا يرتدي يثيابا خضراء يقول لها سانقذك منهم فلا تحزني,انتبهت على صوت المراة المنقبة تخبرها ان الامير ينتظر في حجرته,قامت من مكانها وتقدمت رفيقاتها باتجاه الحجرة وهي تردد دعائها لذلك الرجل بصوت خفيض,اومأ الامير الى المرأة المنقبة ان تخرج وتاخذ معها البنتين وتترك ورده لوحدها معه
اطاعت المراة الامر فخرجت وقبل ان تغلق الباب اصمَّ اذان الامير وجماعته دوي قصف وانفجارات في المنطقة ,خرج الامير مرعوبا وفي باب القصر سقطت عليه قذيفة مزقته اربا استمر القصف لساعة فقتل اكثر المسلحين وفرَّ من استطاع الفرار,دخلت المراة المنقبة الى وردة وقالت لها مبارك لك ولنا الخلاص, قوات الجيش والحشد الشعبي دخلوا المنطقة ونظفوها من الخنازير خرجت وردة من الحجرة وهي تشكر ذلك الرجل الصالحولكن بصوت مسموع, سالتها المرأة المنقبة ماذا كنت تمتمين عن دخولك وماذا تقولين الان ومن هذا الذي تشكرينه ؛قالت وردة دعوت امام الشيعة.
ينتظر في حجرته,قامت من مكانها وتقدمت رفيقاتها باتجاه الحجرة وهي تردد دعائها لذلك الرجل بصوت خفيض,اومأ الامير الى المرأة المنقبة ان تخرج وتاخذ معها البنتين وتترك ورده لوحدها معه ,اطاعت المراة الامر فخرجت وقبل ان تغلق الباب اصمَّ اذان الامير وجماعته دوي قصف وانفجارات في المنطقة ,خرج الامير مرعوبا وفي باب القصر سقطت عليه قذيفة مزقته اربا استمر القصف لساعة فقتل اكثر المسلحين وفرَّ من استطاع الفرار,دخلت المراة المنقبة الى وردة وقالت لها مبارك لك ولنا الخلاص, قوات الجيش والحشد الشعبي دخلوا المنطقة ونظفوها من الخنازير خرجت وردة من الحجرة وهي تشكر ذلك الرجل الصالحولكن بصوت مسموع, سالتها المرأة المنقبة ماذا كنت تمتمين عن دخولك وماذا تقولين الان ومن هذا الذي تشكرينه ؛قالت وردة دعوت امام الشيعة.