المقالات

الصخرة..!


ماهر ضياء محيي الدين

 

 

قد يبدو عنوان المقالة غريبا نوع ما للقارئ الكريم ،لان حقيقية الأمور كانت ومازالت بحاجة إلى تكون هناك صخرة (مواقف ) تقف بوجه الأمواج العاتية مهما بلغت قوتها أو شدتها ،لكنها الرياح جرت بما تشتهي السفن .

حقيقية لا تحتاج إلى دليل وضع البلد في مختلف الجوانب يرثى له سابقا وحديثا، وهو يتحمل عبء ثقيل من الحقبة الماضية ، بسبب السياسية الطائشة والهمجية والدموية للنظام السابق اتجاه شعبه وجيرانه ،وما تسبب للبلد من مشاكل مازالت قائمة حتى وقتنا الحاضر ، وبدون حلول واقعية هذا من جانب .

جانب أخر معلوم من الجميع حجم الصراع الدولي والإقليمي في المنطقة ، وخصوصا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وصلوا إلى حد الذروة ، والسبب خيراتها وثرواتها الطبيعية ومواقعها الجغرافي المهم جدا ، مما تسبب بمشاكل لا تعد ولا تحصى للدول المنطقة ، وتسبب بزيادة تدخل الدول العظمى في شؤونها الداخلية لأسباب الصراع وتوسيع دائرة النفوذ والحصول على الغنائم ، والاهم ضرب مشاريع الآخرين ، وبلد دجلة والفرات كان ومازال في قمة الاستهداف من مخططات معظم الدول .

كل ما تقدم في كفة ، وما حصل في العراق ما قبل السقوط وبعد فترة السقوط بفترات ليست متباعدة يجب الوقوف عنده بدقة ، والسبب لان هذه المرحلة كانت انطلق للعملية السياسية ،وتأسيس لنواة قيام الدولة العراقية ومؤسساتها ، لان هاتين المرحلتين كانتا مرحلة عقد الاجتماعات ،وإبرام الاتفاقيات ( مؤتمر لندن ، سدة صلاح الدين ) بين قوى المعارضة في وقتها ،وبين الولايات المتحدة الأمريكية لوضع خارطة الطريق للعراق الجديد .

لنعود إلى عنوان المقالة الصخرة بمعنى أدق المواقف لأغلب القوى السياسية العراقية في وقتها لو كانت بقوة وصلابة الصخرة ، لكانت الأمور مختلفة تمام في جميع الأحوال ، وبعيدا عن إي مبرر إسقاط النظام أولا ، ثم يكون لكل حادث حديث ، وأيضا لا ننسى حجم مشاكل البلد وحجم الصراع والتدخل، والمحصلة النهائية لهذه المعادلة الصعبة التكالب بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة بين هذه القوى على المناصب والمكاسب ، ونسيت صور الماضي المروعة من قتل وترهيب النظام السابق لها أولا ، ولشعبها ثانية ، وحجم التضحيات والمعاناة لأهل الخير والعطاء , ووعود الإصلاح والتغيير من البعض التي بقيت حبرا على ورق معظمها.

أما تكون مواقف لمن يتصدى للسلطة والمسؤولية كالصخرة بوجه الأمواج العاتية من اجل مصلحة البلد وأهله ، وبعيدا عن السعي للحصول على المنافع السلطوية والشخصية ، أو تكون كحال بيت العنكبوت بوجه الرياح السوداء من اجل قصورها وغنائمها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك