قاسم العبودي
أعلنت بعض القوى السياسية العراقية ، المنضوية تحت قبة البرلمان ذهابها نحو المعارضة البرلمانية تحت مسمى ( معارضة تقويمية ) .
في خطوة سافرة وأستفزازية بكل ما تحمل المفردة من معنى . لقد أماطت تلك القوى اللثام عن وجهها القبيح وبأستهتار واضح بهذا الشعب المستضعف ، التي لم تنصفه الحكومات من عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم . فضلا عن الحقبة الظلامية لدكتاتور العراق المقبور .
أيها السادة المعارضون . أنتم تخرجون عن كل اللياقات السياسية والأخلاقية ، وتحاولون بطرق مختلفة عرقلة سير الحكومة التي لم تكملوا كابينتها الوزارية لهذه اللحظة التي هي مسؤوليتكم . فأي أستهتار هذا الذي تمارسوه ؟
نحن نعلم جيدا أن السياقات الدستورية ، فضلا عن السياسية تلزمكم بأكمال الوزارات المتبقية الشاغرة التي بقيتم تتصارعون عليها نحو عام من الآن ، ولم تكتمل حتى الآن . فحري بكم أن كنتم تستشعرون الوطنية حقا ، أن تلتزموا بالقوانين الدستورية للعراق ، بدل أن تحاولوا عرقلة مسيرة الحكومة التي لم تكتمل .
نحن نعلم وأنتم تعلمون أن التكالب على المغنم ، والفئوية القبيحة هي ديدن معظكم ، ولكن الآن السكوت الذي ترووه ليس علامة للرضا . بل هو ترقب وأنتظار الى ما ستئول اليه أموركم . أذا سمعتم يوما بأن هناك معارضة تقويمية في بعض برلمانات العالم ، فأنتم تعلمون جيدا أنها مستشعرة تلك القوى لأحلام جماهيرها وحبها لأوطانها الدائم ودعمها لبلدانها متمثله بحكوماتها التي هي السمة التي بنيت عليها معارضتها ، وليس المشاكسة وتعطيل القوانين ، وفرض الأرادات كما هو حالكم وتعلمون جيدا أن تلك البرلمانات الوطنية في بلدانها لم تصوت على ربع أمتيازاتكم يا من أستحوذتوا على مقدرات الشعب العراقي المسكين وفي غفلة من هذا الزمن الذي جاء بكم . نعتقد أنكم تكذبون .. فقد تعالت أصواتكم اليوم وعلى ألسنت بعض رؤساء كتلكم ، أن موضوع حجب الثقة عن رئيس الحكومة وارد . رئيس الحكومة الذي أنتم من جاء به هروبا من صراع الكتلة الأكبر .
اليوم أنتم مسؤولون أمام الله والتأريخ الذي لا يرحم ، بأنكم تضعوا عصيكم في دولاب البرنامج الحكومي الذي لم يرى النور . أيها السادة السياسيون الذين لا أحب أن أنعتكم بالفاشلين وأن أضطررت لذلك ، أذا كان لكم مثقال ذرة حب لوطنكم ، أتقوا الله فيما أنتم اليه ذاهبون ، فأن أفلاسكم الوطني وحرمانكم من بعض الأمتيازات في الدرجات الخاصة ، التي تطالبون بها ، هي من دفعتكم لهكذا قرار .
لا ندري كيف تذهبون الى معارضة ، ونصف تلك الدرجات الخاصة مستحوذ عليها من قبل أحزابكم فأذا ما قررتم أيها الأدعياء ، المضي في ما أنتم عليه عازمون ، فعليكم ترك تلك الدرجات للذي يستحقها بجدارة . تبا وسحقا للمحاصصة البغيضة التي بنيت بها تلك العملية السياسية التي أبتلينا بها .
نعتقد أن هناك خرقا واضحا لأخلاقيات العمل السياسي ، وعليه فأن على المرجعيات السياسية أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية ، فيما القوى السياسية عليه عازمون . لقد رسمت المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف خارطة طريق واضحة جدا لكل المنضوين تحت قبة البرلمان ، ولجميع أعضاء الحكومة وبشفافية عالية حتى تقطع الطريق على الفاسدين من الذين يحسبون على العملية السياسية .
فأذا كان هناك من تقدير للمرجعية الدينية لديكم ، أن تعدلوا عن الأنحراف السياسي الذي أنتم عليه عازمون . أخيرا وليس آخرا ... سوف نبقى نكتب على أنحراف بعضكم أيها السياسيون حتى لو كلفنا ذلك حياتنا ... وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله .
https://telegram.me/buratha