المقالات

للوقت قيمة لا تعادل بثمن ..!


عبد الحسين الظالمي

 

يعد الوقت من اشهر المقايس التي يعرفها جميع البشر صغار وكبار وفي قانون النسبية يعد البعد الرابع في الفيزياء عند انشتاين ،والزمن هو ترتيب الاحداث وفق تسلسل زمني في الماضي والحاضر والمستقبل ،وقد ساعد اكتشاف الساعة على ترتيب هذه الاحداث وفق تسلسلها الزمني على حركة ودوران الارض حول نفسها وحول الشمس مما اعطى لهذه العمليه اهمية بالغة جدا في حياة البشر ومنذ اقدم العصور .

ويكاد ان يكون الوقت محورا فاصلا في الحياة وله قيمة لا تقدر بثمن وكل دقيقة منه تعد ثروة وقيمة ربما تكون اغلى من اي شىء يمر على حياة الانسان

قد يتمنى المرء ان يمضي الوقت ليبلغ حدثا يقصده او يتجاوز حدث يريد ان يغادره ولكنه بالنتيجة يفقد من رصيد حسابه الزمني قيمة لاتعادل بثمن ولايمكن تعويضها زمنيا فحياة الانسان زمن يبدء تسلسل احداثها من لحظة الولادة وتنتهي بلحظة الموت وما بين الموعدين خط زمني لا يمكن تمديده ابدا يتناقص مع مرور الثواني ليصل الى خط النهاية .

ومن المفارقات اننا نتمنى ان يمضي الوقت وعندما نمرض نصرف الملاين في سبيل تاخير الوصول الى خط النهاية .

ومن هنا اصبح استغلال هذه الثروة (الوقت) قضية مهمة جدا في حياة البشر (تمر الفرص مر السحاب .... فاغتنموا الفرص) .

واقترن الوقت بالموعد والذي يعد قيمة اخلاقية مادية فهو زمن وحدث وطلما هو زمن يمضي من رصيد العمر اذا فهو ذا قيمة فموعد اقلاع طائرة في موعدها ربما يقرر مصير صفقة بملاين الدولارات وتاخيرها قد يؤدي العكس وهكذا فانجاز مدرسه في وقت انشائها ودخالها الخدمة ربما تقرر مصير طلبة في الوقت الذي يعد عدم اكمال المدرسة حرمان لهم وربما يقرر مصير بعضهم .

فالموعد المقرر لحدث لا يقل قيمة عن قيمته المادية بل تعد قيمته مزيج من زمن ومادة (حدث).

لذلك اصبح احترام الوقت والالتزام بالموعد من متطلبات حياة الانسان المتحضر والمومن الملتزم ولذلك اكدت الشريعة الاسلامية على الوقت ومواعيده (ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاب موقوتا) وحث الشارع الاسلامي بقوة على التوقيتات ومنها اوقات الصلاة ليربي المجتمع على احترام الوقت والموعد وقد لقب النبي اسماعيل عليه السلام (بصادق الوعد) لالتزامه بالموعد الذي حدده لنفسه .

ومن دواعي الاسف عندنا نحن العرب والمسلمين والعراقين بالذات ان اغلب وقتنا لا قيمة له ولا اهمية ، فالموعد عند اغلبنا غير محترم البته وساد عرفا اذا ضربت موعدا تتاخر وجميل جدا اذا كان التاخير بحدود الساعة او اقل فموعد طائراتنا جميل اذا تاخر ساعة او ساعتين اذا ما بات المسافرين ليلتهم بالمطار وجميل ايضا اذا وعدك صديق وجاء بعد ساعة

وذا ذهبت الى الدوام متاخر او خرجت قبل الموعد او اهدرت وقت العمل من ثمان ساعات لتصبح وفق احدث الدراسات بشكل عام (نصف ساعة) فمن ثمان ساعات (الوقت المنتج منها نصف ساعة فقط) وسبع ساعات ونصف هدرا، كل ذلك ناتج من عدم تقدير قيمة الوقت والزمن المستغرق والمحاسبة عليه بالضبط كالحساب على النقد (مقاس بثواني والدقائق) لترتيب الحدث وكثير منا تمضي ايامه ولياليه هدرا لا في عمل دنيوي ولا اخروي ناهيك عن ما يهدر من الحياة في النوم واللهو .

من هنا اصبحت حياة اغلبنا غير منتجة وساعات دوامنا غير مثمرة والطامة الكبرى ان البعض يسرق من الوقت جهارا نهارا فتاخير معاملة مراجع جدا طبيعية اذا كان الموظف مشغول بالهاتف لسبب شخصي او يتحاور مع زميل له عن موضوع سياسي او فساد زميل لهم او ربما يتحدثون عن موضوع محاربة الفساد !

وجدا طبيعي ان يؤجل معاملة مواطن لنقص بسيط لمدة اسبوع او ربما شهر لان الوقت لا قيمة له عنده واكثر عبارة يسمعها المواطن او يتوقعها (تعال بعد اسبوع ). والغريب ايضا ان اغلبنا يردد مقولة (الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك) وهو نفسه اذا واعد تاخر ساعة واذا حاججته قال لك (شكو طارت الدنيا) اذا كيف نتطور والوقت يقطعنا اربا اربا في كل لحظة وكيف نسابق زمن في ابسط امورنا نتخلف عنه ساعة واذا لم نحترم اوقات الله فكيف نحترم توقيتاتنا؟ واذا لم نحترم مواعيدنا ونعدها كقيمة اخلاقية كيف يمكن ان نصون امانة الوقت الممنوح لنا في كتاب (اذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون) .

احترام الوقت جزء من الايمان والاخلاق والوطنية وهدره والاسراف فيه فشل وفساد وسوء خلق ومخالفة شرعية لكون الوقت ملك الاخرين وانت مسؤول عن كل دقيقة منه ومحاسب عليه بشكل عام او حتى ما يخص حياتك الشخصية فلديك كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة الا واحصاها .

اليس كذلك ؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك