زيد الحسن
في العهد العثماني كان على أبواب المنازل مطرقتين إحداهما صغيرة والأخرى كبيرة ، فعندما يطرق الباب بالصغيرة يفهم أن الذي يطرق الباب(إمرأة) فكانت تذهب سيدة البيت وتفتح الباب ، وعندما يطرق بالكبيرة يفهم أن بالباب (رجل) فيذهب رجل البيت ويفتح الباب ،وكان يوضع على باب المنزل الذي فيه (مريض) باقة ورد حمراء ليعلم المارة والباعة المتجولين ان (مريض) في هذا المنزل فلا يصدرون أصوات عالية .
قبل سقوط نظام البعث الظالم كنا نسمع عن الحكم البرلماني، ونتلهف للديموقراطية التي تصاحب هكذا حكم ، وكنا نمني النفس بالتحرر من ظلم وجبروت القائد الاوحد وتشمئز انفسنا من قيود الدكتاتورية، وبعد سقوط النظام بنينا لنا (حلم) في حياة كريمة يصان فيها العرض والارض، وكيف لا ومن اتى بعد السقوط يرتدي عمامة سوداء وبيضاء تنير درب الغافل وترشد المتكاسل وتأخذ بيد المظلوم وتنصره ، وكيف لا ومن اتى كان قد قضى من عمره سنين طوال في بلدان الحضارة والثقافة والرقي ، وله اطلاع واسع وكبير في كيفية العيش بكرامة تحت ظل النظام في تلك الدول التي نسميها (كافرة) .
انصرمت الان ستة عشر سنة من عمر ديموقراطيتنا المزعومة ، عاث فيها سياسيو البلاد الفساد كله ، انتشرت الاوبئة والمخدرات و البارات و الملاهي الليلية وصالات القمار والمراقص وشرع لها قانون يحميها وقبضة فولاذية ملفوفة بمسبحة عدد خرزاتها مئة وواحد، تصد عنها عبث العابثي ، واصبحت الحبوب المخدرة تصل الى اصقاع البلاد من كل حدب وصوب تحت عباءة القانون والبرلمان، ومن يعترض يصنف بعثي و داعشي .
اصحاب البدلات الانيقة والاربطة (المودرن) وحليقي اللحى ما شاء الله على بنيانهم الذي بنوه في ارجاء العراق ، لقد زرعوا فينا الطائفية و الجهل و التخلف و حاربوا كل ما يمت للحضارة والتقدم بصلة ، اصبحت لهم عروش و كروش و اصبح المساس فيهم كفر و الحاد حتى ظنوا انهم الهة وعلينا عبادتهم .
الوضع العراقي بلغ سيله الزبى وما عاد لدى الشعب من انملة صبر، والترقب لم يعد يجدي من شيء ولا يسمن او يغني عن جوع، اصلاحاتهم فاسدة وكيف لا وهم من فتح ابواب الفساد وشرعنها و شرب منها حد الثمالة.
البرلمان صاحب المطرقة (الصغرى) في باب الوطن ؛ في بابك شعب كامل من رجال و نساء وشيوخ و اطفال انهكهم اهمال الحكومات المتعاقبة ولم يفلح معهم نصح ناصح ولا تهديد او وعيد، ونحن نعلم انهم تسنموا مناصبهم على اياديكم (الطاهرة) ونالوا سياط الجلد فينا بمباركتكم فهل تكرمتم علينا وترحلون .
الحكومة صاحبة المطرقة (الكبيرة) في باب الوطن ؛ على بابكم تقف دماء الشهداء ، وعويل الثكالى وانين المرضى وصراخ المحرومين ، يحملون اكفانهم على رؤوسهم ويشكون لكم من فساد البرلمان، فهل ستنقذون شعبكم من برلمان العهر، ام ستتركوننا نواجه مصيرنا لوحدنا تحت بابكم ذو (العروتين) .
https://telegram.me/buratha