المقالات

المرجعية وسياسة التحذير

1718 2019-07-09

سجاد العسكري

 

كانت ولاتزال وستبقى المرجعية امان لأتباعها وللمجتمع ولعموم المسلمين ,لأنها من صميم الارث الذي وضعه الائمة الاطهار وحثوا اتباعهم للالتفاف حول العلماء كونهم الاقدر لتوصيل الاوامر والاحكام التي ارادها الشارع المقدس لعامة الناس , منذ الغيبة الكبرى ولحد يومنا هذا العلماء يدفعون ويحثون الى تأسيس الجماعة الصالحة التي تضمن بقاء الفكر الاصيل للاسلام في المجتمع ,ولولا هذا الفكر لشهدت مجتمعاتنا الانفكاك مابين القيادة الدينية وعموم الناس الذين يؤمنون بها .

نعم القيادة الدينية اليوم متمثلة بالمرجعية التي اخذت على عاتقها مع بيان الاحكام الشرعية ,بناء المجتمع الصالح, ونشرالعقيدة الصحيحة , والدفاع عن القضايا المهمة التي لها صلة بالمجتمع والعقيدة والمقدسات الاسلامية , وهي تدفع الجميع للتحلي بالاخلاق , واحترام النظام العام سواء كان تحت اطار الدين او الانسانية , فهي تهتم بطبيعة حركة المجتمع ونشاطه ومواقفه ,وطبيعة العلاقات بين افراده , لأنها تنعكس على العمل والسلوك الانساني في القول والفعل , وتنشأ رؤيا مستقبلية يستطيع المجتمع الاسلامي او الانساني من النهوض والتخلص من تزيف الحقائق الى معرفة الواقع ومايدور من وقائع .

اذن فالمرجعية تتحرك بحركة الواقع الاجتماعي , وهو مايفهم من حديث (اما الحوادث الواقعة ...) كونه منطلقا لنهوض العلماء باعباء هذا الثقل الكبير وتمنحه حركية توجيه الناس نحو حفظ النظام كل مايهم حياتهم العامة , قد تكون هنالك نظرة من البعض يعتبره تدخل غير شرعي ؛لكن سواء كان شرعي او غير شرعي فلايجوز لأي احد ان يسيء الى النظام العام الذي هو نظام الناس جميعا .

فدور المرجعية كان ولازال فعال في قيادة المجتمع عبر التاريخ منها فترات حكام الظلم والجور واستخدامهم اساليب الترهيب والوعد والوعيد والقتل والتعذيب ؛لكنها لم توقف سعيها لمراتب الكمال الاجتماعي, لأنهم كانوا في خضم هذه الاحداث فكان لهم الدور المهم في الوقوف بوجه الحركات الدخيلة الهدامة كما تصدى لها ائمتنا عليهم السلام , فالمرجعية هي الامتداد الطبيعي لحركة الائمة الاطهار عليهم السلام وقد رسمت لنا الخطوط الصحيحة التي تحدد مسار حركتنا ,ولاتجوز لنا تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها الشريعة بحجة تحقيق بعض المصالح الضيقة .

فنراها تحذر المجتمع من اهوال الكذب والخداع و المكر ونبذ الاخر والسب والقذف , وتعاطي المخدرات , وتشير للمسؤولين تحمل مسؤلياتهم وتقصيرهم , وكذلك على الافراد والمجتمع تحمل المسؤولية وترك الا مبالاة , وقسم اخر منه وقع تحت تاثير الافكار الدخيلة ومفاهيم هدامة ويدعون ان لا تتدخل المرجعية بالسياسة ؟! فاين كنتم عندما تعرضت ارض العراق وعرضه للاغتصاب , وتجاوز على مقدساته , من ارهاب داعش الاجرامي , فاتباع المرجعية تطوعوا واستشهدوا , واصحاب الافكار الدخيلة يقضون لياليهم الحمراء خمرا وسكرا.

من حفظ الارض والعرض والمقدسات احق ان يتبع , فالمرجعية تحذر المجتمع من ظواهر سلبية وكوارث مستقبلية تنتظره , ويجب استشعار الخطر والكف عن التنصل عن المسؤولية , فدائرة الاصلاح والتغيير محصورة بين الجماهير ومدى طاعتها لأرشادات المرجعية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك