ماهر ضياء محيي الدين
منظمة دولية يتجاوز عدد أعضائها 197 دولة تقف إمام النزاعات أو الصراعات الدولية المحتدمة موقف المتفرج والذي لا يتناسب مع حجمها وإمكانياتها الهائلة .
الأسباب التي جعلت هذه المنظمة الدولية بهذا الحال هو هيمنة القوى العظمى على قراراته التي دائما تكون لمصالحها بالدرجة الأولى على مصالح الشعوب الأخرى في العالم ، والسبب الأهم أو الرئيسي الصراع أو المنافسة القوية بين الدول العظمى على التربع على كرسي الزعامة العالمية ، وخصوصا في وقتنا الحاضر بين أمريكا وروسيا .
مما لا شك فيه إن خرق ميثاق الأمم المتحدة من قبل هذه الدول دليل إدانة أولا ، وثانيا حجة و ذريعة للدول الأخرى بعدم الالتزام بمقرراتها بمعنى أدق الأسباب أو الظروف التي دعت التي إنشاء أو ساهمت ودعوة إلى تكوين هذا المنظمة الدولية ووضعت دستورها وصادقت عليها وحددت مفاهيم وأهداف المنظمة وميثاقها هم الدول المتخاصمون حاليا ، والتي هي لا تحترم تعهداته ، ولا تلتزم بأي شكل من الإشكال بميثاق الأمم المتحدة لأسباب ذكرنها مسبقا ، والطامة الكبرى جعلت هذه المنظمة مكانا لتشريع القوانين التي تصب في مصالح حلفائها في قتل الشعوب بحجج واهية ، والدلائل كثيرة على ذلك منذ تأسيسها ليومنا هذا .
ولو أخذنا أربعة أمور من ميثاق ألأمم المتحدة وهي الحد من انتشار الأسلحة النووية وحقوق الإنسان وحل النزاعات الدولية والمحافظة على الأمن والسلم العالمي أما ما يخص الأمر الأولى نجد من المفارقات إن الدول نفسها هي تتسارع فيما بينها في زيادة ترسانتها العسكرية بل طورت أسلحتها المختلفة و حتى المحرمة منها دوليا وتستخدمها علنا في التهديد و الوعيد وبيعها للدول ولأغراض و لأسباب مختلفة ،بل ذهبت إلى أكثر من ذلك من بدعم جماعات مسلحة متطرف بأسلحة وأجهزة متطورة وهو أمر يخالف ما متفق علية دوليا
أما ما يخص حقوق الإنسان وما أكثر حالاتها وأصعبها فلم أجد أشفى جواب من ثلاث حالات هما الأولى عندما استخدمت أمريكا الأسلحة المحرمة دوليا في العراق بعد 2003 واعتراف قادتهم بذلك والبعض منها لم يستخدم منذ الحرب العالمية الثانية وتسبب لنا من أضرار و أمراض والثانية و يتعرض لها الشعب السوري من شتى أنواع العذاب والقتل والثالثة القتلى من أطفال الشعب اليمني تحت ركام أنقاض الأبنية و البيوت و تحت أ نظار منظمتنا الدولية و المنظمة عاجز عن فعل أي أمر يذكر .
و ما نشهد اليوم من تناحر وصراعات وسياسات عدائية ضد الشعوب في صورة مروعة بحيث أصبح البشر لا قيمة ضمن حسابات الكبار فهم ماضون في نهجهم العدائي ضد الشعوب سواء يذبح أو يحرق حيا وغيرها من الشواهد التي لا تعد ولا تحصى فأين دور المنظمة في الحفاظ على الأمن والسلم العالمي ؟
من الأفضل أعادة النظر في ميثاقها أو إلغاءها و أنشاء مؤسسة جديدة دولية يكون دورها أفضل ،لآن الحالية غائبة عن الأزمات والصراعات وحاضرة عندما يقتضى أمر ينسجم مع رغبة الأطراف العظمى .
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha