المقالات

كنتُ احسبها مراهقة سياسية ستنضج يوماً ما !!

2450 2019-07-12

زيد الحسن

 

ساق الراعي أغنامه إلى حظيرتها، واغلّق الأبواب كلّها، فلمّا جاءت الذئاب الجائعة وجدوا الأبواب مغلقة، ويئسوا من الوصول إليها، دبّروا خطة لتحرير الأغنام من الحظيرة،في تلك الخطة توصلت الذئاب إلى أنّ الطريق هي إقامة مظاهرة أمام بيت الراعي يهتفون فيها بالحرّية للأغنام ،

نظّمت الذئاب مظاهرة طويلة طافوا بها حول الحظيرة،فلما سمعت الأغنام أن الذئاب أقامت مظاهرة تدافع فيها عن حرّيتهم وحقوقهم، تأثروا بها، وانضموا إليها، فبدأوا ينطحون جدران الحظيرة والأبواب بأقرانها حتى انكسرت، وفتحت الأبواب وتحرروا جميعا، فهربوا إلى الصحارى، والذئاب تهرول ورائها، والراعي ينادي ويصرخ مرة، ويلقي عصاه مرة أخرى ليصرفهم، ولم يجد فائدة من النداء ولا من العصا، وجدت الذئاب الأغنام في بادية مكشوفة بلا راع ولا حارس، فكانت تلك الليلة ليلة سوداء على الأغنام المحررين، وليلة شهية للذئاب المتربصين ،في اليوم التالي لمّا جاء الراعي إلى الصحراء التي وجدتْ الأغنام فيها حرّيتهم لم يجد إلّا أشلاء ممزقة وعظاما ملطخة بالدماء.

إذا الشعب يوماً اراد الحياة ، فلا بد ان يستجيب القدر ، دعونا لا نخدع انفسنا ونتحدث بكل صراحة و وضوح ابو القاسم الشابي لم يكن يقصدنا بهذه القصيدة ولا هي تنطبق علينا وابياتها لم نفهم روح معناها ، و اعتقد انها لا تمس الشعوب العربية جميعاً لا من قريب ولا من بعيد ، فنحن لم نحرك ساكناً لنكسر قيد ، ولم نعرف اصلاً معنى الحرية ، وهذه النهاية التي وصلنا اليها نستحقها و بجدارة .

بغض النظر عن كون الراعي السابق جلاد و ظالم و مستبد ، ماذا حصل بالضبط بعد ان شبه لنا اننا تحررنا من عبوديته؟ الذي حصل ان راعية الارهاب رقم واحد في العالم ( اميركا ) كرست الجهود كلها لتمزق الممزق و تطحن المطحون ، و المضحك ان قتلنا وتمزيقنا جاء على ايادي من يدعي انه حررنا من ظلم الطاغية وهو اشد ظلماً و اكثر ايغال في البطش بنا ، وهنيئاً لهم امتيازاتهم الكبيرة التي نالوها جزاء على قتلنا .

لدي بشارتين الاولى للشعب العراقي ؛ افرح ايها الشعب وعش مسروراً انك نلت حرية على الورق لا اكثر ، و ابتسم انك تستطيع الصراخ في صحراء قلبك ، ونم قرير العين فلن تقوم لك قائمة بعد اليوم الا بمعجزة وزمن المعجزات قد انتهى .

البشرى الثانية الى السادة السياسين ؛ اخلع لكم القبعة و احييكم احتراماً ، و اطلب الصفح و الغفران لاني في ما مضى كنت اعتقد انكم في دور المراهقة السياسية وسيأتي اليوم الذي تبلغوا فيه الحلم و تعرفون معنى السياسة ، وكنت مخطئ جداً ، بل كنت في ضلال مبين ، فأنتم ( دواهي ) الساسة واصل السياسة وكيف لا وانتم تنفذون ارادة الغرب بدقة متناهية وبلا ادنى تقصير ، هنيئاً لكم هذا الانجاز ، و اود ان اخبركم ان العراق اصبح قطعة ارض من دماء و مباع ومباح لجميع الاوغاد و اللصوص .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك