زيد الحسن
ساق الراعي أغنامه إلى حظيرتها، واغلّق الأبواب كلّها، فلمّا جاءت الذئاب الجائعة وجدوا الأبواب مغلقة، ويئسوا من الوصول إليها، دبّروا خطة لتحرير الأغنام من الحظيرة،في تلك الخطة توصلت الذئاب إلى أنّ الطريق هي إقامة مظاهرة أمام بيت الراعي يهتفون فيها بالحرّية للأغنام ،
نظّمت الذئاب مظاهرة طويلة طافوا بها حول الحظيرة،فلما سمعت الأغنام أن الذئاب أقامت مظاهرة تدافع فيها عن حرّيتهم وحقوقهم، تأثروا بها، وانضموا إليها، فبدأوا ينطحون جدران الحظيرة والأبواب بأقرانها حتى انكسرت، وفتحت الأبواب وتحرروا جميعا، فهربوا إلى الصحارى، والذئاب تهرول ورائها، والراعي ينادي ويصرخ مرة، ويلقي عصاه مرة أخرى ليصرفهم، ولم يجد فائدة من النداء ولا من العصا، وجدت الذئاب الأغنام في بادية مكشوفة بلا راع ولا حارس، فكانت تلك الليلة ليلة سوداء على الأغنام المحررين، وليلة شهية للذئاب المتربصين ،في اليوم التالي لمّا جاء الراعي إلى الصحراء التي وجدتْ الأغنام فيها حرّيتهم لم يجد إلّا أشلاء ممزقة وعظاما ملطخة بالدماء.
إذا الشعب يوماً اراد الحياة ، فلا بد ان يستجيب القدر ، دعونا لا نخدع انفسنا ونتحدث بكل صراحة و وضوح ابو القاسم الشابي لم يكن يقصدنا بهذه القصيدة ولا هي تنطبق علينا وابياتها لم نفهم روح معناها ، و اعتقد انها لا تمس الشعوب العربية جميعاً لا من قريب ولا من بعيد ، فنحن لم نحرك ساكناً لنكسر قيد ، ولم نعرف اصلاً معنى الحرية ، وهذه النهاية التي وصلنا اليها نستحقها و بجدارة .
بغض النظر عن كون الراعي السابق جلاد و ظالم و مستبد ، ماذا حصل بالضبط بعد ان شبه لنا اننا تحررنا من عبوديته؟ الذي حصل ان راعية الارهاب رقم واحد في العالم ( اميركا ) كرست الجهود كلها لتمزق الممزق و تطحن المطحون ، و المضحك ان قتلنا وتمزيقنا جاء على ايادي من يدعي انه حررنا من ظلم الطاغية وهو اشد ظلماً و اكثر ايغال في البطش بنا ، وهنيئاً لهم امتيازاتهم الكبيرة التي نالوها جزاء على قتلنا .
لدي بشارتين الاولى للشعب العراقي ؛ افرح ايها الشعب وعش مسروراً انك نلت حرية على الورق لا اكثر ، و ابتسم انك تستطيع الصراخ في صحراء قلبك ، ونم قرير العين فلن تقوم لك قائمة بعد اليوم الا بمعجزة وزمن المعجزات قد انتهى .
البشرى الثانية الى السادة السياسين ؛ اخلع لكم القبعة و احييكم احتراماً ، و اطلب الصفح و الغفران لاني في ما مضى كنت اعتقد انكم في دور المراهقة السياسية وسيأتي اليوم الذي تبلغوا فيه الحلم و تعرفون معنى السياسة ، وكنت مخطئ جداً ، بل كنت في ضلال مبين ، فأنتم ( دواهي ) الساسة واصل السياسة وكيف لا وانتم تنفذون ارادة الغرب بدقة متناهية وبلا ادنى تقصير ، هنيئاً لكم هذا الانجاز ، و اود ان اخبركم ان العراق اصبح قطعة ارض من دماء و مباع ومباح لجميع الاوغاد و اللصوص .
https://telegram.me/buratha