المقالات

الخبز لا ينفع خذ سيجارة..!

2129 2019-07-20

زيد الحسن

 

 

في العام ١٩٩٠ بعد ان فرضت الولايات المتحدة الامريكية الحصار على الشعب العراقي المسكين الواقع تحت بطش نظام البعث، وضعت فكرة البطاقة التموينية لتسد جزء من سلة المواطن الغذائية، وبالفعل كانت هذه الحصة الغذائية رغم رداءة المادتين الاساسيتين من الطحين والرز الا انها كانت سنداً للفقير واشبعت الكثير من الشعب العراقي ولم تكشف عن فقره، وكانت تحتوي على عشر مواد رئيسية ويزيدها النظام ( دجاجة ) مكرمة القائد في كل عيد او مناسب .

بعد سقوط نظام البعث وردت اشاعات كثيرة حول البطاقة التموينية تداولها الناس بفرح عارم حيث تقول تلك الاشاعات ان امريكا ستجعل مواد البطاقة التموينية اربعون مادة ، ومن ارقى المناشئ في العالم، هنا توقفت احلام الفقراء واتجهت الاعين حول تلك البطاقة وكيف انها ستكون البساط السحري الذي سينقل الفقراء من عالم العدم الى عالم الغنى والعيش الكريم .

علي بابا والاربعون حرامي استلموا مقاليد الحكم من بول بريمر، واول ما عملوه هو تحجيم تلك البطاقة وكأنها همهم الاول وعدوهم اللدود، احد الساسة المرموقين اراد استبدالها بمبلغ ثلاثة الاف دينار مع صراخ و خطاب انيق يقول فيه؛ ان البطاقة التموينية مظهر غير حضاري ودلالة على الفقر وان الشعب العراقي غني لا فقر فيه، ويأتي من بعده سياسي اخر متنفذ ليجعل البطاقة تحتوي على ثلاث مواد ومن اردئ المناشئ في العالم، و عذره ان ميزانية الدولة قد انهكتها هذه البطاقة التي لا حاجة لها بدليل ان الشعب العراقي لم يعترض يوما على تقليصها من عشر مواد الى ثلاثة مواد متقطعة.

اي مواطن عراقي لو اراد ترويج معاملة فعليه تقديم مستمسكاته الاربعة ومن بينها (البطاقة التموينية) وان كان لا يمتلك تلك البطاقة المصون لا تروج له معاملة مهما كانت الاسباب، فهي مستمسك رسمي يوازي هوية الاحوال المدنية ويثبت عراقية حاملها، لكن الغريب في الامر ان بعض الساسة لديه حقد على تلك البطاقة بصورة عجيبة والاسباب مضحكة لانها تذكرهم بمن انشئها وهذه هي عقدة النقص التي لدى بعض الساسة.

اخر الحيل التي اصدرتها وزارة التجارة هي ارغام الشعب العراقي على شراء سجاير (سومر) ضمن الحصة التموينية وبواقع ثلاثة الاف دينار لكل عشر علب، والشراء اجباري والا سوف تقطع عن الممتنع حصته التموينية، وربما سيكون الممتنع عن شراء السجاير خائن وعميل ولا يعشق المنتوج الوطني ولا ينتسب الى ارض سومر.

الخبز لا ينفع لنا قوت، هكذا يريد الساسة ان يتعلم الشعب العراقي، وربما هم يعلمون حجم القهر والهم لهذا يجبرون الناس ويشجعونهم على التدخين، وفي العام القادم سيكون مع البطاقة علبة كرستال من النوع الفاخر، ( سجاير قوم عند قوم فوائدُ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك