كندي الزهيري
يُعرَّف مصطلح تطوير الذات بأنه مجهود الشخص وسعيه ليكون أفضل ممّا هو عليه؛ عن طريق تحسين قدراته وإمكانياته ومؤهلاته، ويكون ذلك بمعرفة نقاط القوة في شخصيته وتطويرها، ويشمل هذا التطوير القدرات العقليّة، ومهارات التواصل مع الآخرين، وتحسين القدرة على السيطرة على النفس والمشاعر وردود الأفعال، وإكسابها مهاراتٍ عديدةً وسلوكاً إيجابياً.
لتطوير الذات أهميّة كبيرة سواءً للفرد أو للمجتمع، وكلّما زاد الإنسان من تطويره لنفسه علا مركزه في المجتمع وأصبح أفضل، ولكن الثقة بالنفس مدخل لتطوير الذات.
ويمكن القول إنّ تقدير الذات واحترامها يعبّران عن شعور الفرد بقيمته وقدراته التي تُعدّ أساسيّةً لهويته، وتُعدّ العلاقات الأسريّة الباني الأكبر لتقدير الفرد لذاته؛ والجدير بالذكر أنّ ضعف احترام الذات وتقديرها يقود إلى عدم قدرة الشخص على تنمية مواهبه، والاستفادة من نقاط القوة لديه. طُرق تطوير الذات هناك طرق عدة يمكن أن يتبعها الفرد لتطوير ذاته وتحسين كفاءاته، وهي تقليل الفجوة بين المعلومات ونظم التعليم التي يتلقاها الفرد والمهارات التي يكتسبها منها، وما يحتاجه فعلياً في حياته العمليّة.
الاستمرار في التعلم والاطلاع على كلّ ما هو جديد من التغيرات العلميّة التي تحدث، وذلك لتطوير القدرات بما يتناسب مع التطورات الحاصلة في المجتمع. تحديد الهدف في الحياة.
اكتساب طرق جديدة للتعامل مع الضغوطات ومشاكل الحياة. " مهارات تطوير" الذات إنّ تطوير الذات وبناء الشخصيّة يحتاجان إلى عدّة مهارات، ألا وهي ، تحديد الأهداف والسعي وراء إنجازها؛ للوصول إلى النهاية المرسومة.
ترتيب الأولويات:
حيث إنّ الأهداف تختلف في أهميتها، فهناك المهم وهناك الأكثر أهميّةً، وهذا من شأنه تحقيق أهدافه في وقت أقلّ وبكفاءة أعلى. التعلم للعمل وليس لمجرد التعلم: فالتعلم بحدّ ذاته أمر في غاية الأهميّة، ولكنه يصبح لا فائدة منه وعبئاً ثقيلاً إذا لم يعمل الإنسان به، لذلك على الفرد استخدام ما يتعلّمه في خدمة نفسه ومجتمعه.
* الارتقاء بالتفكير: فالتفكير السليم هو ما يُميّز الشخص عن غيره، وهو مهارة تحتاج إلى التدريب، وضرورة من ضرورات ارتقاء الفرد وتطوره، وبه يستطيع المرء تجاوز مشكلاته وتحسين أوضاعه.
* زرع التفاؤل في النفس: فالإيجابيّة أمر مهمّ للتطور، وإن الطاقة الإيجابيّة تُبعِد النفس عن الإحساس بالإحباط والهزيمة، ممّا يزيد فاعليّة الفرد وإنجازه، ويعزّز روح المبادرة داخله. التطور والنجاح يبدآن من داخل الفرد؛ ولذلك عليه أن يثق بقدراته، ويعزز ثقته بنفسه وإمكانياته.
* التوزان في مختلف جوانب الحياة؛ حيث إنّ تعقيدات الحياة وتضخّم متطلباتها قد تُسبّب التوتر والإحباط في بعض الأحيان، ولذلك على الفرد أن يوازن بين علاقاته وعمله وجميع جوانب حياته؛ بحيث تتناسب مع شخصيته. تركيز الجهود على جانب من الشخصيّة يجد الفرد فيه نفسه، بحيث لا يعطي وقته لكلّ شيء ومن ثمّ يخرج بلا شيء، والاستمرار على تنمية هذا الجانب، ممّا يزيد فرص التطور وتحقيق الهدف. الثقة بالنفس . وتُعدّ الثقة بالنفس ميزةً يتصف بها أصحاب الشخصيّة القويّة، وهي عامل مهم للنجاح ، فهي تمكن الفرد من حلّ مشاكله بنفسه، واستغلال إمكانيّاته ووقته، ويستطيع التمييز بين الخير والشر، فيقدر على الاختيار السليم، فهو يتصرف ويتخذ قراراته بنفسه، وإيمانه بأنّ الله -تعالى- وضع في كلّ إنسان ميزةً تجعله يختلف عن غيره، وعليه أن يكتشف هذه الميزة ويحاول تطويرها والإبداع فيها، وبناء شخصيته من خلالها.
* أنواع الثقة بالنفس هناك نوعان من الثقة بالنفس، هما: الثقة المُطلقة بالنفس: الشخص الذي يمتلك هذا النوع من الثقة، لديه القدرة على مواجهة كل ما يتعرّض له من ضغوطات ومشاكل في الحياة. الثقة المُحدّدة بالنفس: ما يُميّز هذه الثقة أنها لا تظهر في المواقف جميعها؛ وذلك حسب تقدير الشخص للموقف الذي يتعرض له، فهو يُقدّر إمكانياته ويعرفها. تعزيز الثقة بالنفس .
إنّ الثقة بالنفس سلوك مُكتسَب يمكن تطويره وتعزيزه، باتباع ما يأتي؛ تقدير الشخص لنفسه، والنظر إليها بطريقة إيجابيّة، وإيمانه بأنّه يستحق الأفضل. الإيمان بأنّ الله تعالى وضع في كلّ شخص ما يميزه، وأنّ كل شخص يمتلك مواهب ومهارات قد لا يمتلكها غيره.
أن ألأعمال التطوعيّة، والأنشطة الجماعيّة التي تعطي الفرصة للفرد لإبداء رأيه، والتواصل مع الآخرين. الابتعاد عن ارتكاب المعاصي والذنوب التي تجعل الإنسان يُكثر من لوم نفسه، وهذا من شأنه أن يُزعزع ثقته بنفسه. التفاؤل بغدٍ أفضل، ومصاحبة الأشخاص الذين ينشرون الطاقة الإيجابيّة لمن حولهم، وهذا ما يريده المنبر الجمعة من الفرد والمجتمع والأسرة.
https://telegram.me/buratha