المقالات

كيف نصل الى مستوى مقبول في معركتنا ضد الفساد؟!

1564 2019-07-29

علي عبد سلمان 

 

ابرز التحديات التي تواجه الحكومة, وهي ظاهرة الفساد الإداري والمالي المتفشي في مفاصل الدولة, وجعلها مقعدة على كرسي متحرك, يتنقل بها من حفرة الى أخرى, مما اثر سلبا على عمليه التطور العرجاء والتنمية العمياء, فبتعد الناس بثقتهم عنها, رغم وجود نخبة خيرة في هذه الحكومة جادة في إصلاح ما يمكن إصلاحه, ولكن المثل القائل(الف كداد ما لحق على هباد), ابتدءا من رأس الهرم ونزولا الى القاعدة العريضة من الموظفين.

حاربت الفساد جهات سياسية واجتماعية ومدنية وإعلامية, وكذلك المعنية كالرقابة المالية والتفتيش الإداري وهيئة النزاهة والقضاء, لكن لسوء الطالع المواطن العراقي, العدوى انتقلت لبعض مفاصلها أيضا, فجعلت الخيرين فيها غير قادرين إدارة ملف الفساد بالكامل, والآليات المتبعة قاصرة في مواجهة الفساد المنظم.

الفساد المنظم مشكلة مستعصية! في الدولة الفتية, التي لحد الآن لا يوجد لها شكل واضح, وتربع بعض الفاسدين على عرش المناصب الرفيعة, منهم وصل عن طريق الانتخابات, حيث يقع فيه اللوم على المجتمع, الذي وضع مثل هؤلاء في مثل هذه المناصب, فمنهم من تعاون في أدخل داعش وأخواتها الى العراق ومنهم من نهب ثرواتها, وهما وجهان لعملة واحدة, كما قال أمير المؤمنين علي عليه وعلى آله أفضل الصلوات (كيفما تكونوا يولى عليكم), الناس اليوم ترفع الفاسد ممدوحا, وتحقر الشريف مذموما فعلى الإسلام السلام.

النزاهة تبدأ من الفرد, ويّنتقل بها الى المجتمع, إذا فتربية النفس عقائديا وروحيا ونفسيا على أن يكون عفيفا شريفا في خلوته كما في علانية, وتدريبه الفرد على استقباح فعل سرقة المال العام وترسيخ مضارة على المجتمع, سيكون تأثيره ايجابيا على المجتمع, والمضي قدما في تحقيق التقدم والازدهار, عندما يكون الإنسان رقيب نفسه, فلا حاجة للجهات الرقابية المتعددة, فإذا صلحت النفس صلح المجتمع.

دروس التربية العقائدية, تساهم الى حَد كبير في الحفاظ على المال العام, الذي يبدأ تعليمه للفرد من المرحلة الابتدائية, القناعة وعدم التعدي على ممتلكات الغير, كما قال المثل (التعلم في الصغر كالنقش على الحجر), واستخدام وسائل الدعم والتشجيع لموظفي الدولة, وتوفير الحوافز, حينها يشعر الموظف بأنه مقدر ومعزز, وكذلك الاستفادة من البحوث والدراسات المركونة على رفوف الجامعات العراقية, في مجال مكافحة الفساد الإداري والمالي.

المجتمع انتفض, وأصبح على دراية بمن هو صالح, ومن هو فاسد, ولن يكرر أخطأ الماضي وهو قادر على تصحيح المسار لجميع مؤسساته لأن القوى الخيرة دائما منتصرة ولو بعد حين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك