كندي الزهيري
أطلت كربلاء على أوسع نافذة من منافذ التاريخ، بعد قيام الحسين عليه السلام بمسيرته التاريخية إليها، وهي الثورة على الظلم ودك صروح الطغيان، حتى استشهد مع أهل بيته وأصحابه، ومن ذلك الحين حلت كربلاء محل الإجلال والتقديس لعامة المسلمين الذين اهتزت مشاعرهم لهول الجريمة الشنعاء، التي ارتكبها الطغاة في تنكيل عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الطاهرة، حتى أصبحت كربلاء المسرح الذي تمثلت فيه صورة الرفض والتحدي للواقع الفاسد الذي مثله بنو أمية خير تمثيل.
لا ريب فأن كربلاء التي تشرفت من دون بقاع العالم، وضمت بين جنباتها سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فما هو إلا تكريم من الله سبحانه وتعالى لهذه البقعة الطاهرة، التي أصبحت محط أنظار المسلمين، ومهوى أفئدتهم، والتواقين منهم للثورة ضد التعسف والظلم.
من هنا جاءت روايات أهل البيت عليهم السلام في تشريف هذه البقعة المباركة التي أصبحت مثوى للحسين صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته وأصحابه، وقد ورد عن الصادق عليه السلام أنه قال:"إن الله أتخذ بفضل قبره كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يتخذ مكة حرما".
قامت وزارة الشباب والرياضة اليوم الثلاثاء، بإفتتاح النسخة التاسعة لبطولة غرب آسيا في ملعب كربلاء بمشاركة 9 منتخبات.
وتم استعراض الدول المشاركة في بطولة غرب آسيا في ملعب كربلاء، وخلال الحفل انتهكت قدسية كربلاء، من خلال استعراض مخزي وغير مقبول ، وما رأيناه من رقص وغناء وسفور ، بعد استهتار بقدسية كربلاء وبمشاعر المسلمين ،ان الدستور نص على حرمة الأماكن المقدسة، لكن ما نراه اليوم يعد استهدافا واضحا، وانتهاك لحرمات المسلمين.
الا يكفي نشر الفساد ،وحماية بيوت الرذيلة والفساد، ومنح إجازات لبيع الخمور وحمايتها، إلا يكفيكم بث سمومكم الانحراف المجتمع، إلا يكفي بأنكم سرقتم قوت الفقراء، لتكمل مسلسل استهداف الأماكن المقدسة، ويحكم هذه كربلاء بقعة من بقاع الجنة ، ومحراب الأحرار، ومنبر للتصدي الطغيان والفساد، منها حمي الدين والمذهب الإنسانية، وبها حمي الارض والعرض .
نتسأل هل انتم مسلمين!، ام قوم لوط ؟!، ان هذا التجاوز يجب أن يكون له رادع قوي بعيد عن الخطاب الإعلامي والتصريحات ، كربلاء ليست للمزايدات السياسة ، وعلى رئيس مجلس الوزراء ان يصدر قرار شجاع ضد كل من قام بهذا الفعل المشين.
أننا لسنا متطرفين ولا سلفيين، لكننا نختم حديثه متسائلاً “لماذا لم يكن الاحتفال معبراً عن هويتنا الوطنية والعقائدية، فلو تم افتتاح الحفل من قبل فريق من النساء يقدمن اناشيد محتشمة وملتزمة لكان هذا يعبر عن هويتنا”.
ولو شاهدنا افتتاحيات الغرب لوجدنا بأنهم يعبرون عن ثقافتهم ،ودينهم وتاريخهم، يا ترى إلى منتئ يبقى الحسين عليه السلام " مستهدف من قبل الحكومات؟!.
https://telegram.me/buratha