محمود الهاشمي
لم يكن التقرير الذي بثته قناة الحرة عراق بدعوى ملفات فساد لدى ادارات العتبات المقدسة بالأمر الغريب ،فالإعلام الاميركي الذي يمثل منهج الحكومة الاميركية ومخططاتها اتجاه العالم دأب على هذا الأسلوب في مواجهة خصومه والتي واحد منها ،
الإساءة الى مرتكزات الأمم وأسسها الدينية والتأريخية ،كي تشعر الأمم انها تجلس على فراغ دون سند !!
لاشك هي الحرب الناعمة التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد دول العالم التي تخطط للهيمنة عليها وسلب ثرواتها ،بعد حرب فيتنام التي كلفتها الآلاف من القتلى والجرحى والخسائر المادية .
ان المنهج الاميركي منذ ان احتلوا العراق ،اعتمد على إشاعة الفوضى وبث الفرقة بين ابناء الشعب وزرع الكراهية والإحقاد ،ثم التركيز بالإعلام على المفردات التي تؤكد ذلك حيث عمدت وكالة رويترز وألبي بي سي والحرة على استخدام مصطلحات مثل (ذات الاغلبية السنية او الشيعية )على المناطق والمحافظات ، وأخرى مثل (مثلث الموت ،)وتسمية الأحزاب المشاركة في العملية السياسية باسماء الطائفة او العرق او الدين دون التسميات السياسية المعمول بها ،كما دعمت الشخصيات الذين يملكون عقدا طائفية مثل سلمان الجميلي و طارق الهاشمي ورافع العيساوي وغيرهم !
وان واحدة من اهم ثوابت الحرب الناعمة النيل من مقدسات الشعوب كونها عامل قوة ومنعة اتجاه الاستعمار ،كما انها عنوان للمقاومة والكفاح لغرض طرد الغزاة ومحاربة الظلم والظالمين .
كلنا اعتقاد ان عملية التفجير التي تمت للعتبتين المقدستين العسكريتين جاءت بالتخطيط والتنسيق بين الإرهابيين والقوات الاميركية التي كانت متواجدة قرب المكان وانسحبت منه قبل نصف ساعة ،والهدف إشعال الحرب الأهلية وكانت وسائل الاعلام الاميركية قد هيأت نفسها لتغطية الحدث بالشكل الذي يحرض على الفتنة .
سعى الاعلام الاميركي الى إظهار الشعب العراقي وكأنه يسرق ويتجاوز على ممتلكات الدولة وعرضوا اللصوص وهم يهاجمون الدوائر والبنوك بعد ان هيؤوا هم لهم وسائل الاعتداء!!
ان شكوكا كثيرة تؤكد ان امريكا وراء المعارك التي تدور بين العشائر العراقية بين الحين والحين لغرض رفع معاني الاحترام لرؤساء القبيلة ومدى تأثيرهم في محيطهم الاجتماعي ،فيما كان التقرير المفبرك الذي أعده احد اللقطاء المعروفين قبل أسبوع من تحويله الى تقرير ،للنيل من العتبات المقدسة في الوقت الذي تستعد فيه محافظات العراق لمراسيم عاشوراء السنوية وإشغال المسلمين بموضوع ثانوي لحجب القدسية والنظر الى إدارة العتبات المقدسة بمنظار (آلمتهم) والمدافع عن نفسه !
ان كل ماورد في التقرير محض هراء أسوة بالعشرات من التقارير التي تبثها وسائل الاعلام الاميركية ضد شعوب الأرض ،حيث كان اختيار الوقت للتشويش على مراسيم عاشوراء وما فيها من معاني الثورة والتحرر ،وكذلك للتغطية على اعتداءات مقار الحشد الشعبي ،والاعتداءات الأخرى على سوريا ولبنان وفلسطين واليمن .
ندرك تماما وخلال عملنا في المزارات ان الشفافية المعتمدة في العتبات المقدسة في حركة الأموال خاضعة الى ادق التفاصيل الواضحة وموكلة الى الاكفاء من المخلصين لله وأهل البيت ع في وقت فان المشاريع التابعة للعتبة الحسينية إلاستثمارية فيها نفع كبير لابناء المحافظة وللعراقيين عموما حيث تجاوز عدد العاملين ب(١٤) الف عامل بمختلف الأعمال والاختصاصات ،ناهيك مافيه من دعم للمشروع الوطني في مجال الزراعة والصناعة وغيرها من المعامل والمصانع ومشاريع الأسماك .
اننا نعلم جيدا ليس الهدف من التقرير الذي بثته قناة الحرة ،لقضايا مالية بقدر المساس بالمرجعية الرشيدة والمؤسسة الدينية ،فقد أغاض واشنطن قدسية واحترام الشعب العراقي بكل اطيافه لمراجع الدين والاستجابة الطوعية الى حيث يدعون والذي تجلى في دعوة (الجهاد الكفائي) وكيف استجاب ابناء الوطن ليكون الانتصار الكبير على الإرهاب الذي هو صنيعتهم !!
نقف جميعا كالبنيان المرصوص امام اي تجاوز على مقدساتنا ومراجعنا ونثق تماما بما يصدر عن إدارة العتبات المقدسة وعن مراجعنا العظام ونشجب كل من يتجاوز حدود ذلك ،
بل نحن جميعا مشروع مقاومة لوقف اي تجاوز او اعتداء محملين الحكومة الاميركية مسؤولية ماجرى ،لانه ليس في حدود وسيلة اعلام بقدر ماهي منهج ومخطط خطير .
https://telegram.me/buratha