ا.د.ضياء واجد المهندس
قبل اكثر من ٧سنوات كتبت قصة، رواها لي احد الاخوة السعوديين في ميامي - فلوريدا في امريكا..تتناول القصة حياة اثنين من الهنود الهندوس المقيمين في الرياض،والذين يعملون في معامل انتاج اللحوم لأكثر من ٢٠ سنة، حيث أقنعهما احد المسلمين بالإسلام، وفق منطق بسيط، هو كيف تعبدون اله نحن نذبحه يوميا" وناكله، والاجدى ان نعبد رب العالمين،خالق كل شيء..وافق العاملان الهنديان (كابور) و (جاندرا ) على اشهار اسلامهم امام الشيخ عبد الملك عثمان الغريفي.
اعطاهم الشيخ الغريفي سجادة و قران و قرص مدمج فيه تعاليم الاسلام، و(دشداشة بيضاء قصير )، و (عرقچين)..في اليوم التالي تم اصطحاب كابور وجاندرا برفقة المهندس عثمان الى المركز الصحي، وعندما ذهبا، طلب منهم الطبيب ان يخلعا لباسهما الداخلي لغرض اجراء عملية ختان، كمتطلب للاسلام...الا انهما رفضا وقاوما ختانهما، رجعا الى الشيخ الغريفي، الذي ابلغهم بضرورة ختانهم..انتهى النقاش بان قرر كل من كابور وجاندرا بترك الاسلام، والعودة الى الهندوسية وعبادة البقر..قال الغريفي لهما: سنقطع راسيكما لانكم مرتدين..
قال كابور للشيخ: دين البقرة ليس فيه قطع وذبح، لماذا الاسلام لو يقطع من فوق (الرأس)، او يقطع من تحت (عضو الذكورة) ..هربا الهنديان من السعودية عائدين الى بلادهم..
قلت وقتها: ان الاسلام اسمح. لان القتل شيء عظيم، فمن قتل نفسا بغير حق او فساد في الارض كمن قتل الناس جميعا..
قال لي السعودي: القتل في هذه الحالات واجب شرعي..
قلت: من شاء ليؤمن،ومن شاء فليكفر، ولهذا كان يوم الحساب..
قال السعودي: بالسيف قام الاسلام، ولولا السيف ما انتشر..
قلت: ان ربك يقول لمحمد (ص): قل للكافرين،لكم دينكم ولي ديني..
قال: الدعوة الى الاسلام يجب ان تكون مدعومة بالسيف.
قلت: ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وجادلهم بالتي هي احسن..ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم.ولم يقل رب العزة والجلالة: انشر الاسلام بالسيف..
افترقنا على خلاف، و لكن عرفت ان هذه القصة قد تكون بتغييرات جوهرية قد تم اقتباسها،ومثلت في مسلسل (طاش ما طاش)..
ذكر الدكتور فرج فودة في كتابه «الحقيقة الغائبة»،الذي كان سبب اغتياله، شيء يسير من التاريخ الدموي لبعض الزعامات الاسلامية المتناقلة والمتواردة في الكتب، وما خفي كان اعظم..
قُتل عثمان.. بأيدي مسلمين شر قتله، واصبح قميصه المضرج بالدماء دلالة سلسلة من حروب ومعاركة وفتن..
تم قُتل علي.. بأيدي مسلمين..خوارج قاتلوا علي على تاويل القران، مثلما قاتلت قريش عل تنزيله..
ثم قتل الحسين واهل بيته من العلويين وقطعت رأسه.. بأيدي مسلمين، لانه لم يبايع يزيد بقوله المشهور (مثلي لا يبايع مثله)
وقتل الحسن قبله مسموماً مغدوراً..بأيدي مسلمين، وهو اكثر ال بيت شبها برسول الرحمة.
وقُتل اثنين من المبشرين بالجنة "طلحة والزبير".. بأيدي مسلمين.
في معركة كان طرفاها "علي" و"عائشة" (موقعة الجمل)..وهذا الواقعة فيها جدلية القناعة والصدق في الحديث والتاريخ، كيف يتقاتل ٣ مبشرين بالجنة ؟!وايهم احق لدخول الجنة؟!!
قُتل مسلمين بيد مسلمين
في معركة كان طرفاها "علي" و"معاوية" (موقعة صفين)، معركة ظهر الصراع القبلي على زعامة قريش، والعودة الى السلطة والجاه من قبل معاوية، اكثر من اثبات مبادى الاسلام والحق.. قُتل مسلمين بيد مسلمين
في معركة كان طرفاها "علي" "أتباعه" (موقعة نهروان)، في معركة الخلاف في العقيدة والاعتقاد، وكان الامام علي يدعوهم للتفاوض وقد الزمهم الحجة، ولكن تغلبت عليهم طبيعة العرب وبداوتهم في اللجوء الى السلاح والحرب بدل التفاوض بعد ان اخذتهم العزة بالاثم..قُتل مسلمين بيد مسلمين
في معركة كان طرفاها "الحسين" و"يزيد"..ذُبح ٧٣ من عائلة رسول الله بيد مسلمين، لان الاسلام تحول الى اداة بيد الطغاة، فحولوا الحكم الى التوريث.
في معركة إخماد ثورة "أهل المدينة" على حكم "الأمويين" غضباً لمقتل الحسين..قُتل ٧٠٠ من المهاجرين والأنصار بيد ١٢ ألف من قوات الجيش الأموي المسلم..
في (معركة الحرة) التي قاد جيش الأمويين فيها "مسلم بن عقبة" جاءه صديقه الصحابي معقل بن سنان الأشجعي (شهد فتح مكة وروى أحاديثاً وكان فاضلاً تقياً)،فأسمعه كلاماً غليظاً في "يزيد بن معاوية" بعدما قتل الحسين...فغضب منه...وقتله!
لم يتجرأ "أبو لهب" و"أبو جهل" على ضرب "الكعبة" بالمنجنيق وهدم أجزاء منها..لكن فعلها "الحصين بن نمير" قائد جيش عبد الملك بن مروان أثناء حصارهم لمكة، وايضا فعلها الحجاج ابن يوسف الثقفي.
لم يتجرأ "اليهود" أو "الكفار" على الإساءة لمسجد رسول الله يوماً.. لكن فعلها قائد جيش يزيد بن معاوية، عندما حول المسجد لثلاثة ليالي إلى أسطبل، تبول فيه الخيول،
في خلافة عبد الملك بن مروان..قُتل عبد الله بن الزبير (ابن أسماء ذات النطاقيين) بيد مسلمين.
في خلافة هشام بن عبد الملك: لم يُقتل زيد بن زين العابدين بن الحسين (من نسل النبي) فحسب.. بل صلبوه عارياً على باب دمشق..لأربعة سنوات. ثم أحرقوه.
معاوية بن يزيد (ثالث خلفاء بني أمية) لما حضرته الوفاة (وكان صالحاً على عكس أبيه)، قالوا له: أعهد إلى من رأيت من أهل بيتك؟! فقال: والله ما ذقت حلاوة خلافتكم فكيف أتقلد وزرها!! اللهم إني بريء منها متخل عنها.
فلما سمعت أمه (زوجة يزيد بن معاوية اللي قتل الحسين) كلماته قالت: ليتني خرقة حيضة، ولم أسمع منك هذا الكلام؛ تقول بعض الروايات أن عائلته هم من دسوا له السم ليموت لرفضه قتال المسلمين، بعد أن تقلد الخلافة لثلاثة أشهر فقط، وكان عمره ٢٢ سنة ثم صَلّى عليه "الوليد بن عتبه بن ابي سفيان" وكانوا قد اختاروه خليفة له، لكنه طُعن بعد التكبيرة الثانية..وسقط ميتاً قبل اتمام صلاة الجنازة..فقدموا "عثمان بن عتبة بن أبي سفيان" ليكون الخليفة، فقالوا: نبايعك؟! قال: على أن لا أحارب ولا أباشر قتالاً.. فرفضوا..فسار إلى مكة وأنضم لعبد الله بن الزبير..وقتلوه..
نعم..قتل الأمويون بعضهم البعض..
ثم قُتل أمير المؤمنين "مروان بن الحكم"..بيد مسلمين
ثم قُتل أمير المؤمنين "عمر بن عبد العزيز"..بيد مسلمين
ثم قُتل أمير المؤمنين "الوليد بن يزيد"..بيد مسلمين
ثم قُتل أمير المؤمنين "إبراهيم بن الوليد"..بيد مسلمين..
ثم قُتل آخر الخلفاء الأمويين..بيد "أبو مسلم الخرساني"..
قَتل "أبو العباس" -الخليفة العباسي الأول- كل من تبقى من نسل بني أمية من أولاد الخلفاء، فلم يتبقى منهم إلا من كان رضيعاً أو هرب للأندلس..
أعطى أوامره لجنوده بنبش قبور بنى أمية في دمشق، فنبش قبر معاوية بن أبى سفيان فلم يجدوا فيه إلا خيطاً، ونبش قبر يزيد بن معاوية، فوجدوا فيه حطاماً كالرماد، ونبش قبر عبد الملك فوجده صحيحاً لم يتلف منه إلا أرنبة أنفه، فضربه بالسياط..وصلبه..وحرقه.. وذراه فى الريح..
لولا جهود وشعبية القائد المسلم "أبو مسلم الخرساني" الذي دبر وخطط لإنهاء الحكم الأموي..ما كانت للدولة العباسية أن تقوم؛ قال فيه المأمون: "أجل ملوك الأرض ثلاثة، وهم الذين نقلوا الدول وحولوها: الإسكندر وأردشير وأبو مسلم الخرساني"..لما مات "أبو العباس"..وخلفه "أخوه أبو جعفر المنصور"..خاف من شعبية صديقه "أبو مسلم الخرساني" أن تطمعه بالملك..فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بقتله فدبَّر لصديقه مكيدة.. وقتله..وعمره ٣٧ عاماً!
في معركة كان طرفاها "أنصار أبو مسلم" و"جيش العباسيين"..قُتل آلاف المسلمين..
شجرة الدر قتلت عز الدين أيبك، وزوجة أيبك قتلت شجرة الدر رمياً بالقباقيب..
بعد وفاة "أرطوغرول" نشب خلاف بين "أخيه" دوندار و"ابنه" عثمان، انتهى بأن قتل عثمان "عمه" واستولى على الحكم، وهكذا قامت الدولة العثمانية..
حفيده "مراد الأول" عندما أصبح سلطاناً.. قتل أيضاً "شقيقيه" إبراهيم وخليل خوفاً من مطامعهما..ثم عندما كان على فراش الموت في معركة كوسوفو عام ١٣٨٩ أصدر تعليماته بخنق "ابنه" يعقوب حتى لا ينافس "شقيقه" في خلافته.
السلطان محمد الثاني (الذي فتح إسطنبول) أصدر فتوى شرعية حلل فيها قتل السلطان لشقيقه من أجل وحدة الدولة ومصالحها العليا.
السلطان مراد الثالث قتل أشقاءه الخمسة فور تنصيبه سلطاناً خلفاً لأبيه.
ابنه محمد الثالث لم يكن أقل إجراماً، فقتل أشقاءه التسعة عشر فور تسلمه السلطة ليصبح صاحب الرقم القياسي في هذا المجال.
يضيف الإعلامي التركي "رحمي تروان" في مقال بعنوان «ذكريات الملوك»، يقول: " لم يكتف محمد الثالث بذلك، فقتل ولده الصغير محمود الذي يبلغ من العمر ١٦ عاماً، كي تبقى السلطة لولده البالغ من العمر ١٤ عاماً، وهو السلطان أحمد، الذي اشتهر فيما بعد ببنائه جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق) في إسطنبول.
عندما أرادت "الدولة العثمانية" بسط نفوذها على القاهرة قتلوا خمسين ألف مصرياً مسلماً.
أرسل "السلطان سليم" طلباً إلى "طومان باي" بالتبعية للدولة العثمانية مقابل ابقائه حاكماً لمصر..رفض العرض..لم يستسلم..نظم الصفوف.. حفر الخنادق..شاركه الأهالي في المقاومة..انكسرت المقاومة..فهرب لاجئاً لـ ((صديقه)) الشيخ حسن بن مرعي..وشى به صديقه..فقُتل..وهكذا أصبحت مصر ولاية عثمانية.
ثم قتل السلطان سليم بعدها "شقيقيه"،لرفضهما أسلوب العنف الذي انتهجه في حكمه.
في كل ما سبق، النزر اليسير من القتل لأجل خلافه إسلامية، حيث كان القاتل والمقتول ينادي خلافة إسلامية...
في العراق، بعد ٢٠٠٣، كان القتل لعشرات الالوف من الناس الابرياء، على شبهة الانتماء لمذهب اسلامي او طائفة و بأسلوب الشك على الهوية، فلم يكن مهما ان تؤمن بالله ورسوله، ولكن كيف تصلي، وكيف تدعو الى الصلاة ؟؟!!، وهل تعرف الائمة !!!
فارتدى اللصوص عباءة التقوى والمطالبة بالدولة الاسلامية..
اللهم اننا نبرأ من جهلائنا..
اللهم اننا نبرأ من هوى بعض ممن يدعون علمائنا..
اللهم يا رب السلام والاسلام
انعم علينا بالسكينة والوئام
https://telegram.me/buratha