على غرار وعاظ السلاطين الذين اصبحوا المادة الدسمة لمؤرخي ومتحدثي الصدفة عن التاريخ ومن هنا تنطلق قريحته أي مؤرخ السلاطين للخلط بين الصالح والطالح والاخضر واليابس وهذا اسلوب العليين ( شريعتي والوردي) بالدرجة الاولى ومن يحذو حذوهم .
كتبت مؤرخو السلاطين لاخص بالذكر برنامج بعنوان شهادات خاصة يحاول مقدمه ( د حميد عبد الله) ان يثبّت احداث في التاريخ الكثير منها مزيف لان المتحدثين اما بعثيون او كانوا بعثيين والنتيجة انه شرب من منهل البعث .
وقد استوقفتني كثير من المحطات التي تحدثوا عنها في ما يخص اجرام البعث فالبعض يحاول تبرير هذا الاجرام او ذكره باستعطاف او باستنكار ليمهد الى اقناع المتلقي لحدث مشوه .
قد يكون صلاح عمر العلي اكثر جراة في ذكر الاحداث وبالمناسبة ليس عبر برنامج شهادات خاصة بل عبر قناة المستقلة اعتقد، المهم ذكر ان ايران وافقت على وقف اطلاق النار في الشهر العاشر من سنة 1980 بمبادرة كاسترو ضمن مؤتمر عدم الانحياز الا ان حثالة العراق البعثيين وعلى راسهم الطاغية رفض ذلك لانه جاء من اجل مؤامرة اسقاط السيد الخميني ، كما وذكر بذخ زوجة الطاغية بالذهب الذي تبرع به العراقيون والعراقيات للحرب في امريكا وكوبا لشراء احجار كريما وكانت تحمل الملايين من الدولارات بحقائب تحملها معها وبعلم ريغان قزم البيت الابيض الامريكي
اما شهادات خاصة الذي يعرض من قناة الفلوجة يقول عنه (شهادات خاصة .. ليس على طريقة قال الراوي .. ولا بأسلوب كان يا ما كان .. ولا حكايا غابرة .. هو استنطاق للشهود .. والاحاطة بالحدث من اجل تاريخ خال من الدس والتدليس .. تاريخ يكتب بحبر الحقيقة لا رياء فيه ولا افتراء) وهنا العجيب قال الراوي أي مؤرخو السلطة .
ونموذجنا على هذا التاريخ هو ما ذكره على لسان وقلم طاهر جليل حبوش مدير مخابرات طاغية العراق ليتحدث عن مراسلات بين السيد الخوئي وطاغية العراق سنة 1986 ومضمون رسالة الخوئي انه قال لطاغية العراق ان الشاه عرض عليه ان ياتي الى ايران والطاغية عرض عليه ان يبقى في العراق ـ مداخلة بسيطة الطاغية الذي سفر وقتل كل رجال الدين تحت ذريعة فارسية الجنسية يطلب من الخوئي ان يبقى في العراق ... لكم التعليق ـ وانا رغبت بالبقاء في العراق الا ان هنالك مسؤولين يؤذونني ارجو ان تكفوا عني او تمهلوني اربعين يوما ـ مداخلة ... لماذا اربعين يوما ؟ـ حتى اغادر العراق أي سنة 1986 يريد السيد مغادرة العراق ،
وهنا شكّل عبد الرحمن الدوري لجنة برئاسته للاهتمام بطلبات السيد الخوئي بامر من الطاغية ـ تخيلوا للاهتمام بالسيد الخوئي ـ وستطلعون على نوعية المضايقة على لسان السيد عبد المجيد الخوئي عند التقائه بالدوري ، اول مضايقة ان الكمارك تاخذ رسوم كمركية على اجهزة تبريد تابعة للحوزة ـ حدث العاقل بما لا يليق ، السيد يشتكي من الكمارك ـ انا لله وانا اليه راجعون ـ ورد الدوري انه يعلم بان مبلغ ( مليون واربعمئة الف دولار ) خمس من حبيب الكاظمي الى السيد الخوئي دخلت الى السيد ولم تحاسبه الحكومة عليه تعلمون في ذلك الوقت كم يعني هذا المبلغ ؟ ومن جهة واحدة فكم مليون ياتي للحوزة ؟!!!
ومضايقة اخرى يشكو منها السيد الخوئي وهي ان يكون العيد موحد بين السنة والشيعة ، وهل العيد مزاجي ام وفق رؤية الهلال ؟ ويذكر الدوري ان مفتي السنة ومرجعية النجف يتفقون على يوم واحد للعيد ايام الملوكية ، لاحظوا المغالطات يتفقون وليس رؤية الهلال .
واضاف الحبوش ان الحقوق الشرعية التي وصلت للسيد الخوئي في ذلك الوقت 120 مليون جنيه استرليني أي سنة 1986، مرة يذكرها بالدولار ومرة بالجنيه وهذا يعني ان الذين يسددون هم من خارج العراق ولماذا بالجنية فهنالك غاية تمس مؤسسة السيد الخوئي في لندن ، ولكن هل تعلمون ماذا يعني هذا الرقم ، اكرر نفس المطلب اعلاه .
وعلى ضوء ذلك توصل مؤرخو السلاطين لنتيجة مفادها ان هنالك قنوات مفتوحة بين البعثية والحوزة ، وهذا ما يريدون ان يثبتوه
حادثة اخرى ان السيد محمد باقر الصدر ارسل رسالة شفوية ( لاحظوا شفوية) يعني بلا وثيقة ) عيسى الخاقاني الى برزان التكريتي ويصف التكريتي مقدم البرنامج بانه على درجة عالية من الصدق والموثوقية والامانة يتعهد فيها السيد الصدر بان يترك السياسة ولا يرتبط باين جهة خارجية وبتفرغ للتدري والبحث فقط مقابل ان تحافظوا على حياتي ،وهذا نهاية سنة 1979 او بداية 80، وهي سنة الذروة في الازمة ، السيد الصدر يرسل هكذا رسالة وهو الذي رفض ان ينفذ مطلب تافه من خمسة مطالب تقدم بها طاغية العراق حتى يعفو عن السيد ، يتوسل السيد برزان ليحافظ على حياته ، وهذه الفرية يريد لها مؤرخو السلاطين ان تثبت في التاريخ .
هنالك شهادات صحيحة ولكن تذكروا ان الحجة لايمكن ان تدحض ولكن يمكن ان تدحض الشهود
https://telegram.me/buratha