رضا جوني الخالدي
في عام ٢٠٠٣ وبعد انتهاء الحكم البعثي الجائر، ظن الجميع بأن الخير قادم والبلاء فاني، واعتلت اصوات الشعب بهتافات متفائلة ومهنئة لأنفسها، لكن سرعان ما تسنم دكة الحكم قيادات لم يعرفها الشعب من قبل، لكنهم على كل حال هتف لهم الشعب بالحب دون معرفة، باعتبار الشارع قد تخلص من حكم جائر، فالان سوف ينعم بخيرات بلده، بدأ الحكم وبدأت معه أول التهديدات بأنفجار ارتفع دخانه الى السماء، وارتفعت معه الغيرة والنخوة عند الحكومة، بواسطة سيارة ملغومة استهدفت قائد منبر الجمعة في الصحن الحيدري الشريف السيد محمد باقر الحكيم.
من هنا بدأت جحافل السراق تنهش الخيرات، وتغتنم اموال الشعب، وتوالت الأنفجارات التي اخذت مئات آلاف من الأبرياء، وصار القتل يصل كل شارع وكل منزل، وتهديد الطاقات والكفاءات واستبعادهم من وطنهم، لم يبقى شخص امنآ منذ ذلك الحين ، في زمن علاوي والجعفري، وأصبحت الطائفية تاخذ حيز واسع الى ان وصلت الى القتل حسب الهوية.
لم تفرغ كثيرآ الساحة من السراق حتى باتت السلطات تقرع الاذن بالوعود المزيفة، وتربع على عرش رئاسة الوزراء نوري كامل المالكي، وهنا يقف العراق حائرآ، كيف له أن يذكر احداث ثمان سنوات مولعة بالخراب والسرقات والقتل والاحتلال الداعشي التي اتى بها هذا الشخص، اختصارآ في الذكر:الأخير سرق جميع موازنات العراق ببنوكه الخاصة او توزيعها بشكل كارثي اي غير مدروس ولا مقبول، وكأن العراق ملكاً لأبيه، هنا كان منطلق الخريجين والبطالة قد بدء يتكاثر وبقوة واصبح مليئ بالبطالة من الخريجين وغيرهم، لم يكترث ابن ابيه حتى سلّم ارض وطنه الى الارهاب الداعشي، بادارته الهمجية، وقياداته الساذجه المتخاذلة.
لم يتوقف العراق عن القيادات الفاشلة، حتى وطئت قدم حيدر العبادي دفة الحكم، حارب الاخير مصير الشباب وأعلن عن عجز الدولة عن تعيين او تشغيل اي خريج، لم يكترث الشباب كثيرا وصدقوا البعض من اقواله بان العجز ناتج عن الحروب مع الارهاب الداعشي، وكأنه ورمآ سرطاني لم يتوقفوا عن الكلام عنه، لكن المحسوبية لم تتوقف يومآ واحد بل انتهكت كل القانون وصارت افه تشبعت بها القيادات، والتعيين على اساسها، والفقير اعانه الله.
بعد انتخابات صيف ٢٠١٨ لم تظهر قيادة اي لمس مادي على مستوى وطن، فقط وعود اعتاد عليها الشعب من الحكومات، كانت كلها ضد المساكين من الشعب، من تهديم منازل الفقراء بحجة التجاوز على الاراضي، دون تخطيط لهم ودن تفكير أين يذهبون، وأين يسكنون، وما سيقيهم من خر الصيف وبرد وامطار الشتاء، في المقابل نسوا ان اغلبهم من المسؤولين متجاوزين على الأراضي.
علاوة على ذلك خرج جمع كبير من الشهادات العليا مطالبين بحقهم وتوظيفهم على ملاكات الدولة، قامت الاخيرة بقمع المتظاهرين من الشهادات بخراطيم الماء وكشفوا وهتكوا النساء المتظاهرات الماجدات، هكذا عاملوا كل المظاهرات هكذا ونتهكوا كل الحرمات، هكذا عندما تجف الضمائر، وتزفر اخر رشقة غيرة في الهواء، ولم يبقوا قطرة من الحياء في جبهاتهم.
نقل وطرد الأنسان الناجح لانه لم يشترك بسرقتهم ولن يقبل بحكمهم الجائر، اخرهم كان الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي الذي قاتل الارهاب وخاض معاركآ شرسه، وتعرض لعشرات من عمليات الاغتيال، تم مجازته بالنقل والتنحي عن عمله الشريف.
https://telegram.me/buratha