المقالات

نحتاج رجلا يقول لهم : اخرجوا ...

1650 2019-09-28

حافظ آل بشارة


محتل يهددك داخل بيتك ويريد معاقبتك لأنك يجب ان تشتغل كفرقة بودي جارد له ، من الآن مطلوب من العراقيين حماية السفارة الامريكية التي هي مركز عسكري وتدير قواعد عسكرية غامضة ، يسمونها سفارة من باب التساهل ومخادعة الاعداء والاصدقاء على حد سواء ، السلطات العراقية لا تعرف ماذا يوجد داخل سفارة اميركا وقنصلياتها شمالا وجنوبا ولا تعرف ماذا يوجد داخل قواعدها العسكرية العلنية او السرية ، ولا يحق للسلطات العراقية تفتيش السفارة او القنصليات او القواعد ، بل هم يحذرون الدوريات والطائرات من الاقتراب من مواقعهم ، وقد فرضوا مسافة من يتجاوزها مقتربا من مواقعهم يحترق ! وكلما تفجر الغضب الشعبي عليهم قالوا انما نحن اتينا بطلب من حكومتكم فاذا طلبت حكومتكم منا الانسحاب ننسحب ، لا احد يعرف لماذا يجازفون بتبرير وجودهم بهذه الطريقة ؟ ولا احد يعرف اللغز ان كان خروجهم متوقفا على طلب من الحكومة فلماذا لا تطلب منهم الحكومة العودة الى بلدهم فتحرجهم ؟ وهذا يعني ان على الشعب العراقي ان يتعرض لمزيد من التهديدات الامريكية كلما سقطت قذيفة او قنبرة هاون تائهة قرب سياج السفارة ، هم في بلد جلبوا له كل هذه المشاكل ويريدون النوم هانئين . نعم وزارة الخارجية الامريكية ابلغت العراق ان اميركا ستدافع عن نفسها امام تلك الهجمات ، تهديدات وزير الخارجية بومبيو تفتح الباب لمزيد من التصعيد واختلاق مبررات لاستهداف مقرات الحشد الشعبي ، بل استهداف ما يعجبها من المقرات والمراكز الأمنية المهمة في طول العراق وعرضه ، فيصبح مفهوما اذن ان تلك القنابر العشوائية التي استهدفت السفارة مبرر جيد للقيام باحتلال العراق مجددا الدفاع عن النفس ، اذن قد قد يكون بومبيو نفسه يقف خلف هذه التمثيلية ! الم تقل مصادرهم السرية بصراحة انهم اصحاب تجربة طويلة في صناعة العصابات التي يسخرونها لاستهداف معسكراتهم ليوفروا مبررات الهجوم على مكان مستهدف سلفا ؟ الم يقولوا انهم يدعمون تنظيمات وفصائل ترفع شعار العداء لأميركا للتغطية ؟ فهل صعب عليهم القيام بمثل هذه الالاعيب ؟ لماذا يفترض الامريكيون ان بامكان الحكومة حمايتهم ؟ هم يلعبون لعبة مخادعة كبرى اصبحت مكشوفة ، صنعوا داعش ويدعون مقاتلته عبر تحالف دولي ، ويعادون الحشد الشعبي لأنه هزم داعش ، يدعون البقاء في القواعد العراقية لتدريب وتأهيل القوات المسلحة العراقية وهم لم يدربوا احدا ، بل بالعكس لديهم تعاون مع اسرائيل لاغتيال القيادات العسكرية العراقية ، يعطون الضوء الاخضر لاسرائيل لتقصف مقرات الحشد ثم يخبرون العراق بأن اسرائيل هي التي ضربت وليس نحن ! يدعون ان خبراءهم هنا من اجل تدريب العراقيين على الطائرات والدبابات الامريكية ، مع ان طائراتهم الاف ١٦ سلموها الى العراق بعد نزع اهم المعدات الالكترونية والتكنلوجية المتطورة منها ، ودبابتهم البرامز غائبة عن تشكيلة الاسلحة العراقية ، وحين اراد العراق شراء منظومة اس ٤٠٠ الروسية منعوه ، حضورهم في العراق بلاء وازعاج وخطر وفتنة ، لم يدفعوا عنه ضرا ولم يجلبوا له نفعا وفوق ذلك يهددون صاحب الارض والوطن بشن حرب وهم ضيوف كما يدعون ! رئيسهم ترامب يتباهى بقاعدة عين الأسد وما نصبوا فيها من وسائل رصد وتجسس تغطي الشرق الاوسط واسلحة وطائرات ومعدات ، يتباهى وكأن عين الاسد في ضيعة جدته وليس في بلد ذي سيادة ، واليوم لا يقبض العراق منهم الا مزيدا من التهديد والوعيد . عندما اراد مجلس النواب التحضير لسن قانون يخرج القوات الامريكية من العراق مدوا اذرعهم وحركوا اتصالاتهم السرية وربما رشاواهم حتى تراجع عدد كبير ممن كانوا ينادون بسن ذلك القانون فاصبح مشروعا بعيد المنال .
هذه الأزمة تطل برأسها مجددا ، فان لم ينفذوا تهديداتهم فقد حققوا هدفا مهما هو اشاعة الاضطراب ومنع عودة الاستقرار الأمني الى العراق بتوقيت مقصود يتزامن مع مشروع الشراكة العراقية مع الصين والتي لا تنفذ عقودها طبعا الا في ظل الاستقرار الكامل ، اميركا محترفة في صناعة الفوضى ، رسالة بومبيو المبطنة تقول ان العراق اذا مضى في شراكته مع الصين (النفط مقابل البناء) فلن يجني من اميركا الا مزيدا من العرقلة والخراب .
هذا مشروع ازمة يجب ان يعود مجلس النواب الى فتح ملف قانون اخراج القوات الاجنبية مجددا ، واذا كان رئيس الوزراء الحالي او سلفه قال للامريكان تعالوا واستقروا في العراق بعد هزيمة داعش فعلى ذلك الرجل ان يفهم كيف ستتدحرج الأزمة الى منحدر خطير ، ولكن كلمة منه تحسم القضية باتأكيد ، يقول لهم مع السلامة اذهبوا من حيث اتيتم لأن وجودكم في اي مكان غراب ينعق بالثبور ، اذهبو الى من تحلبونهم طائعين ، فالعراق شيء مختلف فهو لا ضرع يحلب ولا ظهر يركب ، هل سيقولها ام ان السكوت من ذهب ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك