المقالات

الفارس للوطن حارس

1918 2019-10-01

أ.د.ضياء واجد المهندس

 

كان فارس عصفور نائب عريف مكلف في بداية الثمانيننات ايام الحرب العراقية -الايرانية..تحدث فارس والكل يصغي اليه : عندما هاجمنا الايرانيون على المحمرة ، كنت ارمي بكلاشنكوفي يمنة ويسرة ،وانا اهتف لبيك ياعراق ، لبيك ياقائد، و لم يبقى لي عتاد ، فرحت اخذ اعتدة اخواني الجنود الجرحى وبعض الذين استشهدوا، فلما خلص عتادنا التف علينا العدو واسرونا، وكنا بين ٤٠ الى ٥٠ مقاتل وتحدث الايرانيون بينهم وقرروا ان نخلع ملابسنا ،ونبقى بملابسنا الداخلية،  و جمعونا وقرروا ان يقتلونا ،لان الحرب مستمرة ولم يريدوا ان ينقلونا الى خلفيات الجيش الايراني .بعد ساعات، وجدت نفسي تحت اخواني العسكريين وملطخ بالدماء ، ووجدت ان الله قد نجاني لاروي قصة غدر الاعداء ..نهضت حيث ان الايرانيين قد غادرو الموقع، فقررت ان التحق باخوتي المقاتلين الاخرين لاقوم بالثأر للشهدائنا المغدورين ، وبعد ركض ساعات وقعت قرب ساتر يتحدثون عراقي، و فقدت الوعي، ولما استفقت  وجدت نفسي في  مستشفى الميدان، وعرفت اني بين اخواني المقاتليين ،و بعدها قالوا لي ان القائد صدام حسين استدعاني لتكريمي بانواط الشجاعة ..هذا ما قاله ن.ع. فارس عصفور اثناء استقبال صدام حسين له والذي قال له : ابوك صدك من سماك فارس، والفارس للوطن حارس ،عفية ...

لاني اعرف فارس عصفورجيدا" ، حيث انه لم يصدق في حياته الا مرة واحدة، عندما كان خارج البيت وعاد الى بيته فسالته زوجته : من يطرق الباب ، قال فارس : انا فارس ، وهذا المرة الوحيدة الذي كان فارس صادق بها كما قالت لي زوجته..

وحقيقة الامر، ان فارس لم يطلق طلقة واحدة ، ترك سلاحه وخلع ملابسه و لجأ الى وحدة عسكرية قريبة ،لانه اذا رجع تقتله فرق الموت التابعة لانضباط صدام، واذا بقى فانه معرض لموت محقق من قبل الايرانيين...لا يخاجلني شك في ان صدام حسين يعرف جيدا ان ن.ع. فارس عصفور هو جبان ،وان ماقاله كذب ،وان الذي رتب له الكلام ضابط التوجيه السياسي ،وهو كلام  مفبرك لتقوية الروح االمعنوية للجنود بعد انكسار الجيش في المحمرة ...

لقد جعلوا من فارس عصفور بطلا" همام ،وقد صدق فارس نفسه حتى انه كلما اراد ان يفزع يصيح انا ابو الانواط ..

تذكرت فارس وبطولته الوهمية، وانا استمع الى احد الاخوان الذي نقل لي حديث لوزير تعليم سابق حول انجازاته وما فعله من اعمال ضخمة في الجامعات والكليات ،وانه يخشى ان تتدهور الوزارة بعده ،وان تفقد الجامعات رصانتها و جودة اداءها وان على الادارة الجديدة للوزارة الاستعانة به للاستمرار في التطور العلمي .!!!!!!!!! قلت لصاحبي :

رحل الوزير السابق و لم يترك عراقي الا هجاءه، وليتذكر ان الطلاب اغلقوا باب الوزارة بالتظاهرة على امتداد ادارته. لملم الوزير اوراق مكتبه و امتعته من الوزارة ،وقد نجا من استجواب بترتيبات ومساومة ستنكشف قريبا ،والا كان سحب الثقة منه امرا" مؤكدا نظرا" لحجم خروقاته المالية والادارية ، خاصة واني لم اجد نائبا واحد مقتنع بالوزير السالف و لا احد مقتنع بعمله ولا احد يطيقه....

اصبحت مقتنعا ان بطولة فارس عصفور نموذج يقتبسه الفاشلون ممن يبحثون عن قيمة لا يمتلكونها ، وان فاقد الشيء لا يعطيه ولا يرتديه ..

لنا وللعراق والتعليم الله العادل الخلاق...

ناصرنا على كل آفاق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك