علي عبد سلمان
بداية أؤكد للجميع أن معظم المتظاهرين وأنا بينهم وطنيون أصحاب حق، لكنني سأحصر حديثي هنا حول الجهات التي استثمرت معاناتنا لمشاريع سياسية في غاية الخطورة.
في 22 يوليو اعلنت السفارة الأمريكية في بغداد على صفحتها الرسمية فتح باب التوظيف لديها بصفة (مراقب وسائل عام) و(منتج محتوى رقمي) استعدادا لإنشاء اكبر جيش اكتروني يتولى مهمة تثوير الشارع العراقي.
لغاية 5 أغسطس (موعد نهاية التقديم) تلقت السفارة أكثر من 1215 طلبا، وحددت مواعيد مقابلات ل(65) منهم معظمهم إعلاميين وكتاب معروفين في وكالات "محلية وخارجية" وناشطين، حيث أن الراتب مغري، فهو حسب ماحددته السفارة في إعلانها بصفحتها الرسمية (47.150) ألف دولار سنويا. كما تم ترشيح (30) مدونا من فريق سابق يعمل مع السفارة يقوده شخصية عراقية مسيحية مهاجرة يدعى (ستيفن نبيل).
(ستيفن نبيل) مقيم في الخارج، وكان يعمل لدى وكالات اعلامية امريكية، قبل استقطابه لجهاز السي آي أيه مطلع حرب داعش واصبح الناشر الحصري لبعض فيديوات عمليات واخبار التحالف الدولي والمنسق لدخول الوكالات المشبوهة ومنها الاسرائيلية للمناطق الساخنة، ومصدر مهم لبث الاشاعة، ونجح في بناء علاقات واسعة مع قادة الجيش والأمن العراقي، وكان ضمن وفد وزير خارجية واشنطن مايكل بومبيو في زيارته الاخيرة للعراق.
نجحت السفارة الأمريكية في بناء جيش إلكتروني احترافي تلقى تدريبات مكثفة في أربيل وقبرص، واولت قيادته لديبلوماسي امريكي سابق (نبيل خوري) ونائبه (ستيفن نبيل) وباشراف شخصي للسفير (ماثيو تولر)، ويضم اكثر من 150 موظفا رسميا، يمثلون قادة خلايا تستقطب عدد كبير جدا من مديري الصفحات والمدونين مقابل أجور مجزية، ويتواجدون في معظم ألكروبات السياسية النخبوية.
لم يكن هذا الفريق يعمل منفردا، بل هناك تنسيق عالي مع فريق اخر يقوده (٠٠٠؟٠٠٠) وهو مسؤول أمني عينه حيدر العبادي في 2016، ويعد صديقا حميما للامريكان في عهد بريمر، وتم طرح اسمه من قبل تيار عمار الحكيم ضمن ثمانية مرشحين لرئاسة الوزراء خلفا للعبادي، لكن السيد مقتدى الصدر رفضه بشده وأقصاه من الترشيح بسبب علاقته المعروفة مع الامريكان والشبهات المحيطة به.
بجانب هذين الفريقين نسقت واشنطن بقوة مع منظومة اعلام حزب البعث في الخارج التي يتزعمها القيادي (صلاح المختار) المقيم في أمريكا منذ 2011. وايضا مع (عبد الله الدوري) المقيم في (دبي)، وهو ابن عم عزت الدوري، وكان في زمن صدام يشغل منصب مديرا للحرب النفسية في مديرية التوجيه السياسي بوزارة الدفاع، فالمختار يدير منظومة أمريكا واوروبا والدوري يدير منظومة آسيا. وكانت بدايتهما في 2005 بتاسيس (شبكة البصرة الاعلامية) ليصبحا اليوم إمبراطورية اعلامية إلكترونية.
جهات خارجية عديدة بدأت توسع نشاطها الاعلامي الداعم لتغيير النظام في العراق من خلال بدء بناء شبكات مراسلين، وعندي اطلاع جيد على ذلك.. في وقت تعتمد الحكومة والقوى الموالية لها على (صناعة الوهم) من طوابير جهلة ومبتدئين يديرون خلاياها الاعلامية.
ونظرا لفشل الحكومة وجميع القوى السياسية في بناء اعلام وطني رصين يهتم بالمواطن ويتبنى صوت معاناته ويحمل همومه، فإن كل أعداء العراق وجدوا فراغا اعلاميا فشغلوه وانتحلوا صفة (صوت الشعب المظلوم) بدء من إسرائيل وبريطانيا والسعودية والصرخيين، وجهات كثيرة.. وأعتقد أن الدولة العراقية اليوم في مأزق اعلامي خطير جدا.
- ترقبوا حقائق جديدة
https://telegram.me/buratha