المقالات

لا تبحثوا عن كبش فداء

2253 2019-10-28

حميد الموسوي

 

 نعم.. كلكم مدانون..جميعكم مقصرون ؛ وفي مقدمتكم سياسيو الشيعة . من سلطتكم القضائية .. الى التشريعية .. الى التنفيذية ..وحتى هيئاتكم المستقلة عنوانا؛ والمقسمة المتحيزة واقعا.

أي قرار وأي أجراء شاف أتخذته السلطة القضائية بحق الفاسدين المعلنين المعروفين المشخصين في هيئة النزاهة و حتى عند رجل الشارع البسيط فضلا عن الفاسدين المتستر عليهم ؟!.

أي عقاب صارم أصرت على تنفيذه بحق الوف الارهابيين الذين اعيدت محاكمتهم عدت مرات ومازالوا متنعمين بسجون 5 نجوم يتناولون مالذ وطاب مع توفير كامل لخدمة الكهرباء والانترنيت والتكييف مكلفين خزينة العراق مليارات  الدولارات سنويا؟!ّ.

أي تشريعات ناضجة أصدرها البرلمان ؛أي معالجات ناجعة وضعها لمشاكل الخدمات والصحة والبطالة والسكن والتعليم ؟. غير أمتيازات ورواتب وسفرات وحمايات أعضائه؟!.وهل اكتمل نصاب جلساته في بحث غير هذه الامور؟!.

والحكومة بوزرائها ومؤسساتها ومديرياتها ورئيس مجلسها هل قامت بانجاز واحد من الالف مما انيط بها ؟!.

لماذا لم يخرج رئيس مجلس الوزراء ويكشف المستور للناس معلنا انه مكتف بتسلط البرلمان وعاجز عن اتخاذ أبسط اجراء ؟!.

لماذا لم يعلن رئيس مجلس النواب ان الكتلة الفلانية تعرقل جلسات البرلمان وتعيق اكتمال النصاب لتشريع القوانين الضرورية ؛ ولماذا لم يتخذ الاجراء اللازم بحق الاعضاء المتغيبين؟.

ولماذا لم يعلن رئيس المجلس الاعلى للقضاء أنه وجميع القضاة مهددون من قبل الكتلة الفلانية في حال تم الاعلان عن فاسد منهم؛ وانه وقضاته عاجزون عن معاقبة أي مجرم او فاسد بسبب تهديد الكتلة التي ينتسب اليها  ؟!.

نعم ..جميعكم مقصرون : كتلا ؛وأحزابا؛وحركات.

تنافسكم تجاوز مرحلة الندية والعداء وعبر حدود الاحتراب.

فأن طرح الشيعة مشروعا وضع الكورد مساوماتهم الانفصالية؛ وطرح السنة مطالبهم التعجيزية .. شرطا ملزما للموافقة على التصويت وفي اكثر الاحيان يتم الغاء المشروع  .

وبكل وضوح وصراحة كانت مطالب الكورد ومشاريعهم محصورة في الحصول على المزيد من المكاسب والامتيازات والتخصيصات ووضع اليد على كركوك وسهل نينوى ؛فيما كانت مطالب الكتل السنية ومشاريعهم تنحصر في اطلاق سراح الارهابيين ؛واعادة الهاربين المتعاونين مع داعش الى الخدمة .

أكثر من ذلك : اذا طرح المجلس الاعلى مشروعا عارضته الاحزاب الشيعية.. الدعوة ؛ التيار الصدري ؛الفضيلة .. والغته خشية ان يحقق المجلس الاعلى مكاسب انتخابية ؛وكمثال على ذلك :مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ؛ مشروع مجلس الخدمة الاتحادية .فاذا طرح حزب الدعوة مشروعا عارضته الاحزاب الشيعية الاخرى وأبطلته

والحال عينها في الاحزاب والتحالفات السنية والكوردية .

وتحميلنا المسؤولية الكبرى لشيعة السلطة كونهم يعلمون علم اليقين اهداف شركائهم في العملية السياسية ؛ومتأكدين من مواقف دول المحيط الاقليمي – ودول الخليج خاصة – من العملية السياسية وتوجهاتها الديمقراطية . ومع ذلك هرولوا وراء مصالحهم وامتيازاتهم الشخصية و الفئوية والحزبية وتناسوا واجباتهم الوطنية والشعبية ؛بل نسوا أي مشروع لعراق جديد الغى المعادلة الظالمة .(1). و(2).

ومن 2003 الى يوم الناس هذا كتبنا ونصحنا وحذرنا ومعنا العشرات من المفكرين والكتاب والمثقفين الوطنيين المخلصين وكأننا نهمس في اذن الريح في صحراء الربع الخالي !.

وها هم البائسون  ..وبعد ان سئموا ويئسوا حد القنوط ؛لم يجدوا غير الشارع يفترشونه مطالبين بتحقيق ابسط الحقوق . وهاهم اعداء العراق الجديد في الخارج يحركون اعداء التجربة الديمقراطية في الداخل ممن فقدوا امتيازات سلطة البعث  فيخترقون التظاهرات مسلحين ..قتلة ومخربين ؛مدعومين تمويلا وتسليحا واعلاما من اعداء العراق المصرين على اسقاط تجربته واعادته الى ايام المقابر الجماعية والكيمياوي والحزب الواحد .

ذهبت بنفسي لصديق من الخيرين البعيدين عن السياسة من سكنة مدينة الثورة لأتأكد منه اسباب مقتل 15 شابا من المتظاهرين من اهل المدينة فأخبرني بمايلي واقسم وهو شاهد عيان :1- هجم الشباب الصغار على دوائر : الطابو والمرور والضريبة والجوازات والمصارف  لغرض حرقها وتدميرها وحين منعهم الحراس اطلق عليهم النار ملثمون من وسط التظاهرات فقتلوا عددا من الضباط والمراتب وشاغلهم من تبقى من رجال الشرطة حتى تدخل الجيش لتفريقهم فاخذ الملثمون يطلقون النار على المتظاهرين . 2- هجم الشباب الصغار على كامرات المراقبة في شوارع المدينة وشبكات الطاقة الشمسية وكسروها واحرقوها ..3- كان الشباب يدورون في الشوارع لشراء الاطارات القديمة فيدفعون مبلغ 25 الف دينار مقابل كل تاير وأكيد هناك جهة تدفع لهم مبلغ 100 الف دينار مقابل كل تاير  فملؤوا الشوارع واحاطوا الدوائر الحكومية بها واحرقوها .4- أمسك رجال كبار من اهل المدينة باحد الملثمين يحمل رشاشا فادعى انه من سرايا السلام وحين اخذوه الى احد المكاتب انكروا معرفتهم به فتم تسليمه للقوات الامنية .  هذا ملخص مكثف لمنطقة واحدة في بغداد واكيد هذا حال جميع المدن والمناطق والمحافظات التي جرت فيها تظاهرات .

طبعا كتبنا توصيات كثيرة للمتظاهرين وللمشرفين عليها: ان يوحد شعاراتهم ويركزوا على مطالب وتغييرات بناءة ؛ وحذرناهم من المندسين والمخربين ..وغير كتابة المقالات نشرنا في مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من المنشورات قبل ايام من اندلاع التظاهرات حملناها نفس التوصيات والمحاذير ومع ذلك حصل ما كنا نخشاه وحذرنا منه .

كلمة أخيرة للمحرضين والممولين والمتباكين في فضائيات الفتن والشر العميلة :

1-    الفرقة الحزبية في مدينة الثورة قبضت على عدد من المواطنين ذهبوا محتجين على مدير محطة الكهرباء وساقتهم الى محكمة الثورة فأعدمهم عواد البندر في اليوم نفسه.

2- صدام  أمر بقصف تظاهرات الجنوب في اذار 1991ب16 صاروخ من صواريخ أرض أرض وهذا ما أكده لي ضابط سابق  برتبة عقيد في وحدة الصواريخ.

3- حسين كامل حاصر المتظاهرين في كربلاء والنجف  قصفا بالمدفعية والدبابات وطائرات الهيليوكوبتر  فأضطروا للدخول في ضريح الامام الحسين فقصف الضريح الشريف بالدبابات وهو يهتف : انت حسين بن علي وانا حسين بن كامل . ودخلت قوات الحرس الخاص الى الاضرحة المقدسة فقتلت جميع  المتظاهرين المتحصنين بها .

وهذه الحوادث يعرفها جميع العراقيين سقناها  للتذكير والاستشهاد وليس للمقارنة .

ترى هل من متعظ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!.

هل من متدكر ؟؟؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك