المقالات

الانسان والاديان


 

هذا الانسان الذي يعتبر الوسيلة والغاية ، وهو افضل مخلوق خلقه الله عز وجل بما منحه من غرائز وطبيعة جسمانية وجوارح تجعله افضل من الملائكة والشياطين عندما يستخدم قوى الخير استخداما سليما .

هذا الانسان يكون الغاية لمن يفكر بالتسلط عليه خيرا ام شرا حكما ام علما وهو الوسيلة لان يستخدم للنهوض بالاوطان والافكار .

الانسان مادة وروح وهذه اول نقطة اثارت الخلاف فمنهم من يراه انه مادة فقط ومنهم من جعله روح ناكرا كل ماديات الحياة كشيء اساس للحياة ، وهناك من له قوى عقلية تجعله يستخدم الجسد والروح بشكل سليم .

يحاول منكرو الاديان الغاء الروح بشكل مباشر او غير مباشر وعندما يعود الى صوابه في لحظة ما فاما يخفيها دون الاقرار بخطاه او يعلنها صراحة بانه نادم على افكاره .

من هذا المنطلق تكونت عدة فلسفات وايديولوجيات تبحث بشان الانسان وكلها لا تخرج من دائرة الاسلام .

ولنبدا من نقطة الصفر ، ماهو الدين ؟ فالتعريف الخاطئ هو الذي جعل الماديين والعلمانيين يتقولون بافكار هاوية ، وعند مراجعة افكارهم ومؤلفاتهم فانها جميعها وبدون استثناء مادتها التراث الاسلامي لبناء افكارهم النقدية فقط وليس لديهم خطوات تخدم الانسان خاصة بهم ، اصر بالقول جميعها .

ايها الانسان انت جسد وروح ، والروح لا تنكر مهما كانت، الروح هي المعنوي الذي يؤثر بالمادي ، والامثلة كثيرة على هذا الشيء ، السعادة والحزن والغضب والهدوء اغلبها تاتي لافكار تعتقدها قد تصح وقد لا تصح ولكن بالنتيجة هي معنوية وليست مادية ، حنين الام لولدها مع عدم وجود رابط مادي لماذا ؟ في خلوة للانسان مع نفسه يشعر بان هنالك من يستمع له فيتحدث ويحلم مع نفسه والنتيجة يمنح نفسه شحنة من السعادة او الهدوء النفسي.

العالم الغربي الان يبيع في مزاداته مقتنيات فنانين باسعار خيالية أي انك تدفع مبالغ مادية كبيرة من اجل عصا شارلي شابلن والتي لا تكلف صناعتها بضعة دولارات لماذا اكتسبت هذه القيمة ؟ تدفع الملايين من اجل رقم هاتف مميز او رقم سيارة مميز ، ماذا يعني مميز وماهي التركيبة المادية التي تستحق هذا السعر ؟

وانت ايها الانسان لك عقائد وافكار وغايات وهوايات في ما يخصك وهو حقك ولا يحق لغيرك ان يتدخل فيها ومهما تكن هذه الافكار والعقائد شريطة ان لا يكون لها تجاوز على حقوق الاخرين ، حتى الملحد الذي لا يؤمن بالله فهذا شانه اما المجاهرة بها امام من يؤمن به فهذا يعني الاستخفاف بمعتقدات الاخرين وله غاية سيئة والا عدم الايمان بالله ماذا يترتب عليه عدم الالتزام بالاحكام الشرعية والخلقية الاسلامية فهنالك مسلم يؤمن بالله فقط ويقدم على كل الموبقات .

واما المادة أي جسدك الذي له حق الطعام والشراب والراحة والعمل وهذه لا تاتي الا مع وجود طرف اخر والانسان جزء من المجتمع وعليه ان يتعايش مع المجتمع وفق قانون يضمن له حقوقه ويحدد عليه واجباته ، هذه الحقوق والواجبات من يحددها ومن له الصلاحية في الاقتصاص من المقصر ؟

هنا يبدا التناقض لدى من ينكر الاديان او تحديدا الاسلام ، نقول له هات القانون الذي يضمن حقوق الفرد دون بخس حق اخر لنناقشه ونرى الا يوجد مثله في الاسلام ام لا ؟

هنالك ثوابت في الاسلام لا تتغير وهنالك متغيرات تتغير مع تغيرات العصر وهنا يقع الخلاف والاشكال ، فالذي يعتقد ان الدين فقط هو عبادة الله فقط فهذا غير صحيح القران هو ركيزة الدين او منبع الدين ففي القران يعلمنا ان لا نبخس الميزان والعلاقة الزوجية واصول البيع والاطعمة الحلال ومنابع الماء وصناعة السفن والحديد وحركة النجوم وغيرها من العلوم فكيف يكون الدين فقط عبادة او علاقة مع الله ؟

لا ننكر هنالك من لا يحسن استخدام مفردات الدين فاما لقصور او تقصير والنتيجة لا يكون هو الوجه الممثل للاسلام ، وحقيقة اكثر من يوجه نقده للاسلام يعتمد اقوال هؤلاء او ضعيف الحديث مما دس في التراث الاسلامي .

طرح سؤال الكل يستطيع ان يفعل ذلك حتى الغبي والاحمق والمتهور والمعاند والعقلاء بينما الاجابة لايمكن ان تكون الا من العاقل العالم الذكي حتى وان كانت اجابته غير صحيحة مع بذل الجهد وحسن النية اما الغبي والاحمق فلا يتجرا على الاجابة لانه سيفضح .

مسالة مهمة يعتمدها العلمانيون او الماديون هي التلاعب بالالفاظ العربية اما الاجنبية فلا يمكن لهم ذلك لانها لغة جامدة بخلاف العربية التي هي لغة مرنة ، ومرونة اللغة العربية تفضح الاغبياء والحمقى لانهم لا يجيدون استخدام المفردات البلاغية ولا يعرفون القرائن التي تمنح المعنى للكلمة الغامضة او التي لها عدة معان .

ومن هذا المنطلق يبقى الخطاب الاسلامي لمن يحسن فهم مفرداته هو الخطاب المثالي والديني لنجاة الانسان في الدنيا والاخرة ، وحقيقة كانت لنا حوارات مبتورة بترت من الطرف الاخر عند اقحامه في زاوية ضيقة ودرجتهم العلمية دكتوراه وصدقوني احدهم من المغرب قال لي لا اقتنع مهما قلت أي انه لا يملك اسس النقاش السليم الذي يستطيع من خلاله اثبات حجته ودحض حجتنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك